احمد ماهر ابراهيم الطنطاوي (احمد ماهر) – الثورة أصلا لم تبدأ , تأتي بعد

اسم السجين (اسم الشهرة) : احمد ماهر ابراهيم الطنطاوي (احمد ماهر)

النوع الاجتماعي : ذكر

تاريخ تحرير أو نشر الرسالة : 1/22/2014

السن وقت الاحتجاز: 35 عام

الوظيفة – نشاط بالمجال العام: مهندس – مؤسس حركة 6 أبريل

مكان احتجاز المرسل : منطقة سجون طرة

الثورة أصلا لم تبدأ , تأتي بعد

الثورة أصلا لم تبدأ , تأتي بعد . الثورة ستنجح عندما نكون نستحق هذا النجاح . بقالي فترة عمال أتكلم في إحباط , الثورة ضاعت , إنضحك علينا بعد 11 فبراير 2011 , إنضحك علينا من المجلس العسكري في 2011 ، الإخوان خدعونا هم كمان ولبسونا في الحيط , الأجهزة والمخابرات إشتغلونا كلنا و إستغلوا غباء و أخطاء الأخوان , ونزلنا 30 يونيو إعتراضاً على أخطاء الإخوان ومرسي وطالبنا بإنتخابات رئاسية مبكرة , وفي الآخر العسكر ركبوا تاني في 3 يوليو , و دلوقتي كل ما قبل 25 يناير بيرجع تاني ، إنضحك علينا في 30 يونيو , و بينضحك علينا من العسكر من 11 فبراير . إيه الإحباط ده !!! فين الجانب المشرق ؟؟!! فين نص الكوب المملوء ؟؟!! الباعث على التفاؤل في كل ده إن في جيل من الشباب مش هيسمح إن ثورته تتسرق ، و إنه هيستكمل النضال ضد العسكر ، وجيلنا هيكسر الإستبداد تاني , و زي ما نزلنا 25 يناير و 30 يونيو هننزل كمان وكمان ضد أي ظالم ومستبد وكذاب ، ومحدش هيقبل بضياع الثورة وضياع دم الشهداء , ومش هنسكت إلا لما أهداف الثورة تتحقق . بس برضه في مشكله , ومشكلة كبيرة كمان , دي أم المشاكل . لإن إنت عارف إن الصراع الرئيسي قبل 25 يناير كان بين الحزب الوطني والإخوان ، أيوه قوى المعارضة نجحت في إطلاق شرارة الثورة ، أيوه “بعض” قوى المعارضة كانت بتعافر مع مبارك وبتتحداه وبتطالب بالتغيير , وصحيح إن حركات شبابية زي 6 إبريل و حملة البرادعي والإشتراكيين نجحوا في بدء التحرك يوم 25 يناير , ولكن بعد الثورة مكنش عندنا سيناريو متفق عليه ، والقوى المدنية تصارعت مع بعض أثناء وبعد الثورة , وأنصار “حمدين” رفضوا وضع إسم “البرادعي” في المجلس الرئاسي المقترح , والحركات الشبابية عملت مؤامرات ضد بعض . والعسكر عملوا عشرات الإثتلافات – وطبعا فاكرين تحالف العسكر مع الإخوان في 2011 – أصلهم ملقوش حد جاهز يكلمهم ، وكمان الإخوان ريحوا العسكر في سبيل البرلمان ، ويمكن تم إشتغالهم أو إستغلال إنتهازيتهم . وبعد 30 يونيو , البديل هو فلول مبارك , وطبعاً العسكر كده كده ضامنين مصالحهم ، العسكر ومصالحهم ، والدولة ومكوناتها الداخلية وفسادهم ، القضاة و إمتيازاتهم ، إمبراطورية العسكر وتقاطعها مع شبكات الفساد المباركية العائدة بقوة الأن . القوى المدنية كالعادة عبارة عن شوية منظرين ونخبة ومحدش منهم بيحب يواجه الشارع أو يبني قواعد شعبية حقيقية , حلقة مفرغة بندور فيها , تنظيم الحزب الوطني أو تنظيم الاخوان أو العسكر المتحكم في بقايا الحزب الوطني وشبكاته . وبرضه الشباب بيقطع في بعض أثناء المعركة ، تخوين ومزايدات وغل ونفسنه ومراهقة ، فلان بيقولوا عليه إخوان وخلايا نائمة ، فلان بيقولوا عليه خاين وعميل . طبعا الأمن ليه دور في تأجيج الخلافات ونشر الشائعات بين صفوف الشباب وحركاتهم ، بس برضه فيه نفوس كتير وحشة كتير . الشباب مش قادر يعمل بديل أو إئتلاف قوي أو إتحاد قوي , وكل واحد يتعرف شوية يقوم يخرج من كيانه ويعمل يافطة جديدة , و يحارب المجموعة القديمة اللي كان فيها . الشباب إتملى بأمراض نخب السبعينات , ويمكن أصبح أسوأ من النخبة ، وأمراض السياسة اللي إنتقلت للشباب أصبحت أكثر تقدماً وأكثر عنفا . ملحوظة : لا أستثني نفسي من الأخطاء والأمراض والمشاكل ، أنا كمان أخطأت كثير , صحيح لسه بعتبرها رد فعل , ولكن أخطاء برضه ، أنا كمان مش ملاك , ولم أرد على الإساءة بالحسنى , بل أحيانا رددت الإساءة بما هو أسوأ ، كلنا زفت . الإخوان زفت ، والقوى اللامؤاخذه مدنية زفت ، والمجموعات الشبابية زفت ، والنخبة زفت ، كلنا مليانين فاشية و إقصاء و أمراض نفسية ، من أقصى اليمين لأقصى اليسار ، ليبراليين أو عاملين ليبراليين وناصريين و إشتراكيين و إسلاميين . كله زي بعض , وكله هيقصى الآخر لما يوصل للسلطة , و كله بيكذب , وكله ممكن يقتل خصومه أو يوافق على قتلهم . والعسكر ونظام الفساد هم فقط المستفيدين ، والمعادلة هتفضل ثنائية لوقت طويل في مصر . أقولكم على خبر مش لطيف ، الإخوان هيرجعوا تاني للأسف . أنا عارف إنه خبر وحش للكثيرين ، وإن البعض هيستغل الكلمة دي ويقولك شوف .. أهو طلع إخوان وبيناصرهم وطلع خلايا نائمة . فكك من المزايدات ، فكر شوية، الإخوان صامدين رغم القتل والمدابح والإعتقالات والتنكيل ، وبالتأكيد لا العسكر ولا الفلول ولا حلفاؤهم من القوى المدنية يقدروا يقتلوا أو يحبسوا ملايين . وكمان لسه أبناؤهم و أقاربهم , يعني بعد سنين من القتل والقمع والفوضى هنوصل لنقطة تفاوض , و الأخوان هيرجعوا بشكل أو بآخر ، والعسكر والإخوان عارفين بعض كويس . هل إحنا مستعدين ؟؟؟!! لأ طبعا كالعادة . إحنا فالحين نزايد على بعض , ونشتم بعض , و نفرح في حبس بعض , ونعمل مؤامرات ضد بعض ، وبعضنا يروح يترمي في حضن العسكر أو الفلول ويقولك مكانش فيه أصلا فلول والعسكر زي الفل . إيه الاحباط ده ؟؟!! طيب فين الثورة مستمرة , وجيلنا مش هيسكت إلا لما أهداف الثورة تتحقق ؟؟!! آه صحيح إن جيلنا هيفضل يثور ضد السلطة لإن مافيش حاجة من أهداف الثورة إتحققت ، ولكن برضه هيفضل يقطع في بعض لإن مش واضح إن الناس عقلت ولا هتعقل . هنثور على العسكر وهنبهدلهم تاني ، ولكن الإخوان قدموا تضحيات كتير و أكيد هيبقى ليهم إستحقاقات كتير ، وللأسف برضه مش باين إن الإخوان إتعلموا من أخطائهم أو إعترفوا بيها ، حتى بيان الإعتذار كان شكلي . المهم هنثور على الإخوان تاني وبرضه هنفضل نقطع في بعض ، وهتفضل المعادلة ثنائية لسنوات طويلة في مصر , عسكر وفلول وفساد , أو إخوان و إستبداد وفشل , والموجات الثورية هتفضل شغالة . المبشر بقى من وجهة نظري اللي قد تكون صح أو غلط ، إن مع الوقت هيظهر شباب جديد وأجيال جديدة , تبقى أكثر وعياً و أكثر إنتباها للأخطاء اللي وقعنا فيها . وممكن برضه جيلنا مع الوقت ومع كتر العك نلاقي ناس تبدأ في المراجعات ونقدر نصنع البديل ، وبدل ما المعادلة ثنائية فقط زي دلوقتي .. لأ يبقى فيها أطراف كتير بدل الفشل اللي إحنا فيه ، وساعتها تقوم ثورة بجد , ثورة يعني تغيير حقيقي مش مجرد مظاهرات وموجات ثورية . إحنا بدأنا في 25 يناير 2011 ، لأ إحنا بدأنا من 2008 ، وقبل كده كمان من 2005 ، لكن عكينا كثير , و دلوقتي بنتعاقب كلنا وكلنا بنلبس . الموجات الثورية لن تتوقف السنوات القادمة , لأن الأسباب اللي عملت الثورة موجودة ، لكن مش هننتصر إلا لما نستحق الإنتصار . أحمد ماهر ليمان طرة 22-1-2014