احمد ماهر ابراهيم الطنطاوي (احمد ماهر) – حروب الجيل الرابع على الطب المصري

اسم السجين (اسم الشهرة) : احمد ماهر ابراهيم الطنطاوي (احمد ماهر)

النوع الاجتماعي : ذكر

تاريخ تحرير أو نشر الرسالة : 3/2/2015

السن وقت الاحتجاز: 35 عام

الوظيفة – نشاط بالمجال العام: مهندس – مؤسس حركة 6 أبريل

مكان احتجاز المرسل : منطقة سجون طرة

حروب الجيل الرابع على الطب المصري

حروب الجيل الرابع على الطب المصري .
لم تكتفي إدارة السجن بأني في الحبس الانفرادي منذ أكثر من 15 شهر , أمكث أكثر من 18 ساعة في اليوم لا أرى بشرا و لا أكلم إلا نفسي ، ولم تكتفي بالحراسة الشديدة و منع التواصل مع البشر إلا في سويعات التريض القليلة ، ولم تكتفي بمنع وسائل معرفة الأخبار مثل التلفزيونات رغم أنها متاحه فى باقي العنابر و باقي السجون خاصة الجنائيين و المجرمين ، بل قررت إدارة السجن مؤخرا زيادة التكدير و المعاناة بمصادرة وسرقه الملابس الشتوية و أيضا جهاز ال mp3 رغم أن هذه الأشياء مسموح بيها للمساجين في كل أنحاء الجمهورية خصوصا لو كانوا جنائيين !!!
ونظرا لأن المجلس القومي لحقوق الإنسان لا يهتم أصلا بالإنتهاكات الأكثر فجاجة و التعذيب , و هو ما يحدث بالفعل في العديد من سجون مصر , فبالتالي لن يهتم المجلس القومي بشكوتي التافهة مثل الحبس الإنفرادي و التكدير المتواصل وسرقة المتعلقات الشخصية ، لذلك قررت الصمت والصبر فالشكوى لغير الله مذلة ، ويكفي أن الصحف اليومية لا يزال مسموح بها , وهى الوسيلة المتاحة لمعرفة الأخبار فى العالم الخارجي , و لكن يبدو أن الصبر و عدم الشكوى لغير الله لم تعجب إدارة السجن فقرروا زيادة التكدير و العزل ومنع الصحف اليومية , و أيضا منع الرسائل الشخصية في الزيارات و أى خطابات من الأهل و الأصدقاء رغم إنهم فى السابق كانوا يقومون بالقراءه التفصيلية لأي خطاب وارد أو خارج , و أحيانا كانوا يقومون بنسخها وعرضها على جهات أخرى رغم أن كل تلك الإجراءات مخالفة للقانون ولمواثيق الحقوق والحريات , ولكن منذ متي تحترم وزارة الداخلية أى قوانين أو أي مواثيق أو حقوق أو حريات !!!!
لو كنت من أحد رموز نظام مبارك أو شاركت في قتل المتظاهرين لتمتعت بكل الحقوق و زيادة حتى الإفراج و البراءه ، حتى الجنائيين لا يتم التضيق عليهم كما يحدث مع السياسين أو شباب الثورة !!!
و بذلك لم يتبق لي لمعرفة ما يحدث في العالم الأخر خارج أسوار السجن إلا جهاز الراديو القديم المتهالك الذي لدي ، ولكن للأسف الشديد وجدت معظم برامج الراديو مليئة بالكذب والتضليل و التحريض ضد ثورة 25 يناير وشباب الثورة , بالإضافة لجرعات مضاعفة من النفاق و التطبيل للسيسى , و لذلك قررت مؤخرا متابعة برامج المنوعات والأغانى و البرامج الصحية بدلا عن برامج الراديو الأخبارية المليئة بالكذب ، و ياليتني ما فعلت ..
ففي أحدى إذاعات النغم و الأغاني كان هناك برنامج طبي يقدم نصائح طبية يومية وفي نفس الوقت كان البرنامج كدعاية لإحدي المستشفيات الخاصة ، ولكن المفاجأة أن الدكتور المذيع بدآ كلامة عن المؤامرة الكونية الكبرى على الطب المصرى و كيف أن أعداء الوطن يستخدمون الجيل الرابع من الحروب للتشكيك في كفاءة الطب و الأطباء و المستشفيات في مصر !!!!
أه والله قال ذلك ، و أضاف الدكتور المذيع أن وضع الصحة في مصر زى الفل و المستشفيات المصرية زي الفل , و أن كل ما يتم ترويجه حول إهمال بعض الأطباء أو فساد بعض المستشفيات أو أخطاء طبية هو مؤامرة كونية و حروب جيل رابع ضد الطب المصرى العظيم , وأن كل الشكاوي من المواطنين البسطاء و كل من يتحدث عن إهمال أو فساد أو طوابير انتظار أو سوء حال المستشفيات لهو متأمر علي مصر والطب المصري !!!
أغلقت الراديو الذي يربطنى بالعالم الخارجي و لم أعلم هل أضحك أم أبكي على كلام ذلك الدكتور !!!
و لكن بعد بعض التفكير في هراء هذا الدكتور سألت نفسي : يعنى وهي جت عليه ؟؟!
إذا كان رئيس الجمهورية يعلق فشلة دائما علي هراء نظرية المؤامرة و وهم حروب الجيل الرابع ، فمن الطبيعي أن يستخدم باقى أتباعة الفاسدين أو الفاشلين نفس الحجة .
فمنظومة الصحة في مصر ليست منظومة فاشلة و لا يوجد إهمال أو فساد فى المستشفيات , بل هى حروب الجيل الرابع التى تحاول تشوية الطب المصري ، و حتى منظومه التعليم في مصر (زى الفل ) ولكن حروب الجيل الرابع هى التي أنتجت طلاب فى مرحلة الثانوي لايجيدون حتي الكتابة الصحيحة , أو هى التي تنتج جامعيين لا يفقهون شيئا في تخصصهم ، أو تخصصات ليس لها علاقة بإحتياجات سوق العمل .
و كذلك منظومة النقل و المرور فى مصر يرونها رائعة ولا تقوم على الإرتجال و الجهل كما يدعون , و كذلك كل أعداد قتلى حوادث المرور في مصر و التي ليس لها مثيل في العالم هي قضاء وقدر و ليست نتيجة لسوء تخطيط و لاسوء حالة الطرق ولا نتيجة عدم الإنضباط أو التطبيق الإنتقائي للقانون !!
لا يوجد فساد إداري في مصر , و لا إستبداد سياسي , و لا قمع للحريات , و لا تعذيب فى الأقسام و السجون ، ولا توجد عشوائية في القرارات , ولا سوء تخطيط , و لا إهدار لموارد الدولة , ولا إستيلاء على المال العام , ولا قضاء فاسد , ولا قتل للمتظاهرين ، كل حاجة تمام ,,
وكل ما يقال هو مؤامرة و جيل رابع من الحروب , حتى المستشفيات العامة في مصر تشهد على ذلك !!!!