ايمن علي ابراهيم موسي (ايمن علي) – كل عام و انتم بخير

اسم السجين (اسم الشهرة) : ايمن علي ابراهيم موسي (ايمن علي)

النوع الاجتماعي : ذكر

تاريخ تحرير أو نشر الرسالة : 9/9/2017

السن وقت الاحتجاز: 21 عام

الوظيفة – نشاط بالمجال العام: طالب بكلية الهندسة بالجامعة البريطانية بالقاهرة

مكان احتجاز المرسل : منطقة سجون طرة

كل عام و انتم بخير

” كل عام و انتم بخير ”
” عيد سعيد ”
هكذا تربيت صغيرا …
العيد فرحه و ابتسامه … العيد عطاء و رحمه .
لكنني فوجئت منذ أربعة أعوام أن العيد مذله و إهانه في بعض الأماكن !
ففي عام 2013 أول يوم لنا في ” سجن المرج ” كان يوم عرفه ، كانت أول ” حفلة إستقبال ” نراها في حياتنا …
خلعنا ملابسنا و أوقفونا ” بالبوكسرات ” ….
ضُرب من ضُرب … أُخذ متاعنا … ألقوا بنا في في الزنزانة ثم جاءوا يعيدون علينا في اليوم التالي …
في أول يوم عيد لنا جاءوا يسبوننا و يصيحون و يفتشون الزنزانة … ألم يأخذوا متعنا كله ؟!
علام يبحثون ؟!
فقط إهانتنا … لا يبحثون عن شئ آخر .
و أغلقت الأبواب باقي أيام العيد … و في كل يوم يوافق أجازه رسمية لا يُفتح علينا الباب سوى لإلقاء سجين داخل الزنزانة … لا نري الشمس و لا نشم هواء نقي حتي تنتهي الأجازه … فلا تريض و لا زيارات لنا .
القائمون علي السجن يٌؤجزون و نحن المَساجين لا قيمة لنا .
مضي عيد تلو الآخر في سجون مختلفة و قصص مختلفة ، حتي جاء هذا اليوم ، يوم الوقفة في عام 2017 تاسع يوم وقفة لي في السجن ، كان هناك زيارة إستثنائية و باقي أيام العيد كالعاده أجازه لهم .
إرتديت ملابس الزيارة و معها إرتديت الوجه المبتسم ال ” mask “… المؤلم الذي أرتديه كل زيارة … و خرجت … رأيت رئيس المخبرين ” البلوكامين ” يزعق لأحد المسجونين و يدفعه و يهدده بأنه بإمكانه أن يلقيه في التأديب و يلغي له الزيارة .
كان صوته العالي يزلزل روحي ، لا خوفاً بل ألماً ….
أهذه ” كل عام و أنتم بخير ؟ ”
أم أننا مساجين لا قيمة لنا ؟!
أظنها الثانية !
جاء دوري في التفتيش و تكرر المشهد الذي كنت أشاهده منذ دقائق ، لكن هذه المرة معي ،
لم يدفعني لكن صوته كان عالي و رزاز يخرج من فمه مقزز …
‏صُدمت من الموقف ، فأنا عادةً أَتجنبهم … عندما انتهي الموقف ، وفعلت ما يريدون … وقفنا ” ثلاثات ” وكنت واقف في آخر صف مصدومًا … تائهًا … كطفل أدرك أنه تائه فصُدم ثم بكي !
عادةً أمسك أعصابي حتي أدخل الزنزانة فأبكي وحدي … لكني أصبحت ضعيفًا ، هشًا كسجارة احترقت وتحولت إلي رماد … لا قيمة له ولا فائدة …
سقط ال ” mask ” مني … وزرت بدونه ، فتزاحمت علي نظرات الشفقة … أكرهها ، ورأيت من زملائي نظرات اللَّوم … إعتذرت إليهم بصمت وحاولت أن أتمالك نفسي ، حاولت أن أكون رجلا لكن بركان دموعي كان أقوي
تذكري ” للبلوكامين ” وهو يقول بصوت عالِِ ” مش عايز تزور متزورش وعندك يا أخويا المحاميين وحقوق الإنسان والنيابة اشتكيلهم”
فأتذكر أن كل هذه الخيارات إنما هي لتحسين أوضاع السجن لا للخروج منه ! ، فأبكي أكثر .
لا أريد أن أري أمي ” تُعيّد ” مرة أخري في السجن … أُحاول مرة اخري أن أتمالك أعصابي وحاول أخي أن يساعدني فيخبرني بنجاحي فأتذكر أن ما زال هناك ثلاثة أعوام في كلية لا أحبها … فأبكي .
أعتذر إليكِ يا أمي
اعتذر إليك يا أخي
أعتذر لكل من زار معي في هذا اليوم ورأي ضعفي .
أعتذر إليكم .
فهذه دموعي لكم .
” وكل عام وأنتم بخير . ”
أيمن علي موسي