شادي عبد اللطيف السيد عياد (شادي عياد) – من داخل محبسي اكتب لكم

اسم السجين (اسم الشهرة) : شادي عبد اللطيف السيد عياد (شادي عياد)

النوع الاجتماعي : ذكر

تاريخ تحرير أو نشر الرسالة : 5/6/2014

السن وقت الاحتجاز: غير معلوم

الوظيفة – نشاط بالمجال العام: طالب بكلية السياحة بأكاديمية المستقبل

مكان احتجاز المرسل : منطقة سجون أبو زعبل

من داخل محبسي اكتب لكم

من داخل محبسي اكتب لكم
كم ان حياتى ورؤيتى للاشياء قد تغيرت حتى ولو قليلا
كم كانت حياتى مليئه باشياء كنت اظن
انى لن ولم استطيع العيش دونها
وادركت قيمه بعض الاشياء النفيسه التى كنت امتلكها بالخارج
ولكنى لم اكن على قدر كافى من الابصار لكى ادرك تلك القيمه
لا ادرى كيف سيكون شعورى او تفكيرى خارج محبسي
ولكنى اتمنى ان تظل نظرتى للامور بعين
لا ترى فقط ما هو ما هو ببعيد عنها ولا ما هو قريب جدا منها
ولكن عين ترى الاشياء جيدا قريبها وبعيدها معا

وايضا اتمنى ان تسير حياتى على النهج الذى ارسمه لتغيرها
والا اعود لاستخدام تلك الاشياء التى تعيق تفكيرى
ولوصف حالى في محبسي فانا على هذه الاحوال
بين صلاه وقراءه للقرآن ونوم
ومحاوله للمذاكره التى تعتبر شبه مستحيله هنا
لعدم توفر الهدوء بداخل الزنزانه
الا فى اوقات قليله جدا تكاد تكون نادره
اما عن حالتى الشخصيه فانى لست بافضل احوالى ولا اسوئها ايضا
واعلم ان هذا غريب بعض الشيئ
اما عن الايام كيف تمر علي فانها تمر رتيبه ممله
تقريبا تشبه بعضها البعض دائما

اما عن نظره المرافقين لى فهى كألاتى
شخص سجن دون ان يكون له قضيه يدافع عنها ( اتوبيس )
ورغم ذلك فانه هادئ مطمئن البال
ولكن ما لا يرونه منى هو انى معظم الوقت
منشغل بالتفكير فى اهلى كيف هو حالهم
وكيف يصبرون على فراقى المفاجئ لهم
وادعوا الله ان يمنحهم الصبر

حتى يأذن لي الله بالخروج من ذلك المحبس
الذى هو بالنسبه لى الكنز لانه تجربه غنيه بالتجارب
وقد صادقت فيه اصدقاء كثير وتعلمت
قراءه الكتب والصبر عليها
مما فتح لي افاقا جديده ومتسعه لم اكن اعرفها
وفى النهايه احمد الله على هذه التجربه
واتمنى ان تظل هذه التجربه فى ذاكرتى

ان رؤية الموت تختلف كثيرا عن تذوقه
ان من سوف يموت منكم و يتحول
الى رمة يأكلها الدود و الى تراب تدوسه النعال
سوف يدرك ان هناك فارق كبير جدا
بين رؤية الموت و بين تذوقه
و ليس هنالك أى أحد ببعيد عن الموت
ما الدنيا الا كبالون توشك أن تنفجر ..
فقاعة تلمع بألوان الطيف الجميلة البراقة
ثم فجأة تصبح لا شئ
من كتاب الذين ضحكوا حتى البكاء
د- مصطفى محمود