شريف حشمت – مشاهدات الحقوقي شريف حشمت أثناء محاكمته عسكرياً “الجزء الأول”

اسم السجين (اسم الشهرة) : شريف حشمت

النوع الاجتماعي : ذكر

تاريخ تحرير أو نشر الرسالة : 2/13/2015

السن وقت الاحتجاز: غير معلوم

الوظيفة – نشاط بالمجال العام: محامي

مكان احتجاز المرسل : سجن دمنهور العمومي (الأبعادية)

مشاهدات الحقوقي شريف حشمت أثناء محاكمته عسكرياً “الجزء الأول”

بدأت مسرحية المحاكمات الاستثنائية التي أُقحمت فيها مؤسسة عريقة من مؤسسات الدولة في تصفية خصومة سياسية وأؤكد رفضي لمحاكمة المدنيين عسكرياً كما أتقدم بالشكر لكل من أعلن رفضه بقوة وجراءة ولم يبع مبادئه من أبناء البحيرة الشرفاء وأعلن رفضه لإحالة المدنيين للمحاكمة العسكرية وأعلن تضامنه ولو بكلمه لرفض هذه الممارسات

كل التقدير لكل زميل محام قد يكون اختلف معي فكرياً وأيدلوجياً وسياسياً ولكن أعلن تضامنه وعرض المساعدة والدعم القانوني وأعلنها بجراءة رفض المحاكمات العسكرية

مشاهدتي الأولى: أننا انتقلنا إلى المنطقة الشمالية في أحد قواعدها بالعامرية بمحافظة الإسكندرية بزفة من مدرعات وسيارات شرطية لا مثيل لها ووقتها قلت في نفسي كل هذه الإعدادات لشرفاء سيحاكمون أو كما يطلقون علينا متهمين فكيف كل هذه القوة الأمنية غير قادرة على حماية الشعب وفرض الأمن ومنع انتشار البلطجية
وأنهيت حديث نفسي لندخل المنطقة العسكرية ونصل لقاعة تتوسط المنطقة العسكرية وأعداد غفيرة من أفراد الشرطة العسكرية لكن تبادل الابتسامات كان سيد الموقف بين الشباب والمجندين فكلنا أشقاء كل منا له دور ونزلنا من السيارات الغير آدمية إلي صالة الحجز بجوار قاعة المحكمة ولأول مرة وجود مقاعد لكبار السن ومرحاض

مشاهدتي الثانية: قاعة المحاكمة مجهزة بمنصة للقضاء ومنصة للمحاميين و شاشات عرض ويشرف على القاعة رائد جيش مهذب جداً أدخل المحامين والأهالي بدون تصاريح دخول المنطقة العسكرية مسبقا في تصرفه شهم وغريب

مشاهدتي الثالثة: تعرض المحامين لمضايقات في التفتيش ومنع دخولهم بسياراتهم الخاصة ومصادرة هوياتهم في الوقت الذي ترك فيه الشرطة المدنية بهواتهم يصورون وقائع الجلسة خلسة ولقد أثبت المحامين رفضهم لتعرضهم لمثل هذه المضايقات عند دخول المنطقة العسكرية مؤكدين أنهم يمارسون عملهم فكيف يعاملون هكذا؟

مشاهدتي الرابعة: ظللنا مقيدين بالكلبشات لأكثر من ثماني ساعات ومن أراد أن يدخل المرحاض كان كل اثنين يدخلون المرحاض مع بعض انتهاكاً للخصوصية لا ترضي أحد

مشاهدتي الخامسة: لقد مثلت أمام قاضي عميد يتعامل مع المتهم وهيئة الدفاع والأهالي باحترام فلقد وجدت أخلاق رفيعة لم أجدها في قاضي مدني وهذا للأسف فلقد وجدنا في كل قاضي مدني إله يجلس على منصة القضاء فمنهم من اعتداد السباب ومنهم من يقحم اتجاهه السياسي في موضوع القضية وإن ناقشته يقول إن كان عاجبك شيء مؤسف أن يكون القاضي المدني هكذا والاستثنائي بهذه الأخلاق فهل مقصود ترميز القاضي المدني في عيون الشعب ليكون الملاذ في القاضي الاستثنائي

مشاهدتي السادسة: بعد انعقاد الجلسة وبدأ الإجراءات الشكلية حيث ظل القاضي رئيس المحكمة العسكرية لثلاث ساعات يقرأ الأسماء في قرار الإحالة الكوميدي ليتضح لنا الكارثة التي تفضح نيابة وسط دمنهور المنبطحة والفاشلة مهنيا والمبشرة بأن هذه القضية مهلهلة وأن من قُبض عليهم من منازلهم بعد الحدث وخلال عام ونصف أسمائهم الثلاثية والرباعية خطأ وذلك بمحضر التحريات ومحضر الضبط والقضية بل عناوينهم غير صحيحة مما يبطل تلك المحاضر ومما يبشر بالخير إن شاء الله

مشاهدتي السابعة: اتساع صدر القاضي رئيس المحكمة للاستماع لي لمدة خمس دقائق أثبت فيها خطأ اسمي الرباعي وعنواني بمحضر التحريات والضبط وقرار الإحالة وأخبرته بأنني محبوس احتياطيا منذ عام ونصف ولم يتم التحقيق معي نهائيا حتى الآن في القضية وأنه لم يوجه لي أي اتهام وأنني كنت محبوس على ذمة قضية آخري واستمر الحبس على ذمة قضية المحافظة حتى الآن دون تحقيق وفوجئت بسؤال القاضي ألم تسألك النيابة العامة وأكدت له عدم حدوث ذلك وأثبت ذلك بمحضر الجلسة
مشاهدتي الثامنة: سمحت هيئة المحكمة بدخول قريب من الدرجة الأولي عن كل فرد والسماح للمرضي بالخروج للمستشفي والذي لم ينفذ أي طلب قدم حتى الآن بعد صدور تعليمات بمنع خروج أي مريض لتلقي العلاج رغم وجود حالات حرجة وكبيرة في السن ولكن كلمة الأمن الوطني لا يعلي عليها سواء على النيابة العامة أو القضاء العسكري

مشاهدتي التاسعة: سوء الصوت لعدم وجود سماعات مكبرة في القاعة والتي يفصل بينها سلك شائك مما صعب معه الاستماع جيدا إلا بعد طلب إعادة الكلام عدة مرات

مشاهدتي العاشرة: من أهم مشاهداتي ابتسام إخواني من جنود الجيش والشرطة العسكرية وضباط الصاعقة الذين قالوا لي شخصيا عندما ابتسمت في وجههم لأنهم ليسوا في خصومة معي وكانوا ينظرون إلي وإلي زوجتي الغالية “إن شاء الله خير متقلقوش ربنا معاكم أنتم ناس محترمين” لكن ما الذي يجبر هؤلاء الجنود على ذلك فرغم حملات التشويه ألا أن القلوب بيد الرحمن وخرجت متأكدا بالفرج وأن شعبنا يعلم بوضوح من الحق ومن الباطل

مشاهدتي الحادية عشر : عند عودتي من المحاكمة سرقت نظرات لأنعم بمشاهد الحرية على الطريق الزراعي من فتحة شباك سيارة الترحيلات الصغيرة والذي اشتاق لحريتي وتذكري ذهابي إلي عملي عبر هذا الطريق وذهابي بزوجتي وبناتي للإسكندرية لنقضي أجمل الأوقات والتي ستعود حتما قريبا بإذن الله

.. أنهيت مشاهداتي عن أول جلسة محاكمة والتي انتهت بالتأجيل لجلسة الثاني من فبراير والتي توافق ذكري عقد زواجي على زوجتي وحبيبتي أم بناتي الثامن إن شاء الله .. أسأل الله أن يبارك لي فيها ويجزيها خيرا كثيرا ونسأل الله أن يكون اليوم يوم فرج علينا جميعاً إن شاء الله

باقون على العهد
شريف عبدالحميد حشمت
محام وناشط حقوقي