صهيب سعد الحداد (صهيب الحداد) – علمني الأسْر

اسم السجين (اسم الشهرة) : صهيب سعد الحداد (صهيب الحداد)

النوع الاجتماعي : ذكر

تاريخ تحرير أو نشر الرسالة : 8/19/2014

السن وقت الاحتجاز: غير معلوم

الوظيفة – نشاط بالمجال العام: صحفي

مكان احتجاز المرسل : مكان احتجاز غير معلوم

علمني الأسْر

سلام على أولئك الذين اجتباهم الله جنودا في ساحات المعركة ميادين كانت أو سجونا؛ وطوبى لتلك الأرواح التي روت كلتا الساحتين بدمائها. سلام على الخاشعين في غضبهم الثائرين في أرواحهم،؛ وطوبى لأولئك الثابتة خطاهم. في قطع الدروب القاسية، الذين اجتباهم الله لزلزلة عروش الظالمين. وما دمنا نطارد في النواحي فداك العزم يسري في خطانا وما دام الشباب جذور عشق.. فأبشر بالغراس على يدينا لنا الفردوس نخوض الحرب نشتاق الجنان ولا يعرف الشوق إلا من بكى به.. ابتلانا الله بهذه الدنيا وخيّرنا فيها بين دربين لا ثالث لهما, طريق الحق وطريق الباطل. وأحلك الأماكن في جحيم البشر هي لأولاء الجشعين الذين كانوا أجبن من أن يسلكوا أيا من الطريقين فارتضوا وعاشوا في وحل طينها وارتضوا من نفوسهم الدنية.. تعلمت في الأسر أن المعركة بين الحق والباطل هي روح الحياة، بها تحلو الجباة، وتسمو الروح. بها يميز الله الخبيث من الطيب ويجعل الله الخبيث بعضه على بعض فيركمه بها، يمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين، بها يعلم الله الذين آمنوا منهم ويتخذ منهم شهداء، بها يعلم الله الذين جاهدوا ويعلم الصابرين.. علمني الأسر أن المعركة بين الحق والباطل قائمة ما دامت السماوات والأرض، ولتلك المعركة ساحات عدة، وما الأسر إلا ساحة من ساحات تلك المعركة الوجودية، وما الأسرى إلا قوم يخصهم الله ويطهرهم ويعدهم لساحة أخرى من ساحات المعركة، فما الأسر إلا خطوة أولى في أقسى الدروب. علمني الأسر أن أهل الحق يعيشون بــ(ولا تهنوا ولا تحزنوا) فلا تلين عزائمهم ولا تفتر هممهم، ولا يعرفون للهوان سبيل ولا يرتضونه لدينهم وأوطانهم، فهم الذين لم يهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين. أهل الحق هم أولئك الذين لم يزدهم بطش السجان إلا قوة وصلابة في الحق، وما أضفت عتمة السجن عليهم إلا إشراقًا في نفوسهم، هم أولئك الذين لم يهنوا في ابتغاء القوم ولا يتربص بهم عدوهم إلا إحدى الحسنيين فهم الأعلون. علمني الأسر أن أهل الحق لا تفتر ألسنتهم ولا قلوبهم عن حمد الله أن اجتباهم له أهلا ومنحهم من الدروب أقساها، يلتقون على نصرة الحق ويفترقون على ألا يستكينوا، عهدنا عند اللقاء بأن ننصر ديننا وعهودا في الفراق بألا تستكين.