عبد الرحمن محمد مصطفي المرسي الجندي (عبد الرحمن الجندي) – أبدأ منين و لا منين؟

اسم السجين (اسم الشهرة) : عبد الرحمن محمد مصطفي المرسي الجندي (عبد الرحمن الجندي)

النوع الاجتماعي : ذكر

تاريخ تحرير أو نشر الرسالة : 10/25/2014

السن وقت الاحتجاز: 18 عام

الوظيفة – نشاط بالمجال العام: طالب بكلية الهندسة بالجامعة الألمانية بالقاهرة

مكان احتجاز المرسل : منطقة سجون طرة

أبدأ منين و لا منين؟

“أيمن على موسى.
أبدأ منين و لا منين؟ :’)
عارف إحساس أما تكون بتحب حد بزيادة و مستخسر تتكلم عشان عارف إنك مهما قلت مش هتعرف توصل اللى انت عايزه.
بس أنا هحاول أتكلم و أخليها على الله
عن أيمن على ، اللى أول مرة اتكلمت معاه فى معسكر السلام و احنا 60 واحد فوق بعض فى أوضة أصغر من سريرى ، و قاللى إنه فى ال BUE و أول ما قلتله إنى فى ال GUC ضحك و قاللى “طب احمد ربنا هنا أرحم :’)”
أما لقانى مكتئب عشان أول يوم جامعة اتحبست طمنِّى و قاللى “أول أسبوع Lecture Week متخفش! و بعدين مش هنكمله أصلاً إن شاء الله” ، و عن بعدها بسنة كاملة فى سجن استقبال طرة ، و أنا رايحله مكتئب تانى أول يوم جامعة فى السنة اللى بعدها ،راح باصصلى و قايلى “ياسطى متخافش ، أول أسبوع Lecture Week :’)” ، و حولنى فى لحظة من مكتئب إلى فطسان على روحى من الضحك و أنا بقوله “انت تانى؟ :’)”
عن أيمن على ، اللى من أول يوم سجن و احنا مع بعض ، و من أول يوم فى المعسكر و الناس كلها قاعدة فوق بعض و احنا بنتشارك بلاطة واحدة ، هو بينام و دماغه على بطنى و أنا رجلى فوقيه زى الشنطة ، و بعد ما رحنا سجن المرج ، كنت فى السرير اللى فوقيه ، و مدلدل رجلى بره فى وشه برضه ، بعدها بسنة فى طرة أما اتفرقنا لأول مرة فى أوضتين جنب بعض ، و مشوفناش بعض كذا يوم ، فى أول يوم طلعنا و شفته ، راح جاى من بعيد و بيضحك و بيقولى “جندى! رجلك وحشتنى أوى و مكونتش عارف أنام من غيرها!”
عن أيمن على ، اللى طلع عينينا و احنا بنعمل برنامج Air Alert بتاع ال Fitness اللى مدته 15 أسبوع ، و اتعذبنا عشان نواظب عليه و الناس بتسف علينا و احنا بنتنطط ، و أما كنا بنخلص بعد ما نموت ، و نكافئ نفسنا بعلبة لبن ساقع بنأربعها فى ثانيتين ، و أما كنت بكسل أقوم و أعمل فيها نايم و كان بييجى يصحينى بالعافية و يسحلنى من السرير عشان أتمرن و أنا أشتمه ، و عن أما كان هو نايم مرة و رحت انتقمت منه و شديته من السرير و أنا بضحك ضحكات متقطعة شريرة.
عن أيمن على ، أما كنت بقعد أنا و هو و إبراهيم حلاوة بالساعات نحكى و نفتكر أيام الجاهلية ، و أيام ما كنا ناس طبيعية مش حبسجية ، و أما كنا نجيب صورنا من برة و نفرج بعض عليها ، و نقعد نتريق على مناظرنا دلوقتى مقارنة بساعتها ، و أما أنا و هو كنا نستلم حلاوة كل ما يجيله جواب مشكوك فى أمره من أيرلندا و منعتقوش غير لما نقراه ،
عن الشاورما اللى حلاوة كان بيجيبها من أيرلندا و Mcdonald’s اللى كنت بجيبه و ال Sushi اللى أيمن جابه ، و الناس اللى بتقولنا انتوا فاكرين نفسكوا فى مارينا ، ما تحترموا السجن اللى انتوا فيه :’)
عن ورق Facebook و Twitter ، و أما كنا نقعد نبدِّله و نغيظ بعض بمين عنده Likes و Retweets أكتر من التانى ، و الجوابات اللى كانت بتتصادر و تتقرى من الاتنين التانيين قبل صاحبها ، عن أما كنت بقعد معاهم و أسرح و أدرك إنى فعلاً بحب الاتنين دول و عمرى ما هنساهم.
عن أيمن على ، أما كنا بنقعد نتكلم زى الجنائيين و نقلد مصطلحاتهم ، عن أول يوم عرفنا يعنى ايه واحد جنائى بـ “يرفع” و يـ “أمبل”.
عن الجنائيين اللى كل يوم يطلبوا مننا “حباية مُسَكِّن يا مشايخ” و فاكريننا مشايخ بجد و مش عارفين إنهم بيطحنوها و يشموها.
عن يوم ما أيمن نزل التأديب فى طرة و رجع يحكى عن العذاب اللى شافه ، و يقولى ” كان معايا سفينة و بلاعة و الشِلَّة كلها تحت :’)” و أنا أقوله أكتر جملة جنائية بحبها : “مسِّيلى على نفسك حتة حتة يا زميلى :’)”
عن أيمن على ، عن الرجولة و الأخلاق و الدين و الضحك ، و إنه بيتقمص بسرعة بس بيتصالح أسرع ، و التغير الرهيب للأحسن اللى حصله فى السجن ، و عن وقفته معايا فى أى مشكلة و كلامه معايا أما أبقى مكتئب.
عن عائلته المحترمة اللى بحبها جداً ، عن والده و والدته اللى بحس إنهم زى والدى و والدتى ، و بقرفهم كل زيارة برسايل يوصلوها لأهلى :’)
عن أخوه اللى زى أخويا و الضحك اللى بضحكه و أنا بكلمه ، عن خاله الباشمهندس مجدى حبيب قلبى و زميل زنزانتى و اللى بحسه زى والدى بظبط.
أيمن تم النهاردة 21 سنة. تانى عيد ميلاد فى السجن.
سنة مضاعتش من عمرك و لا من عمرى. سنة أضيفت للآخرة.
سنة اتعلمنا فيها أكتر من كل السنين اللى فاتت مجتمعة.
و كفاية بالنسبالى إنى عرفتك فيها. #كل_سنة_و_أيمن_حر
بحبك فى الله يا زميلى :’)”
-عبدالرحمن الجندى
25/10/2014