عبد الرحمن محمد مصطفي المرسي الجندي (عبد الرحمن الجندي) – أنام على ظهرى على الأرض مبحلقاً فى السقف ليلاً

اسم السجين (اسم الشهرة) : عبد الرحمن محمد مصطفي المرسي الجندي (عبد الرحمن الجندي)

النوع الاجتماعي : ذكر

تاريخ تحرير أو نشر الرسالة : 12/12/2014

السن وقت الاحتجاز: 18 عام

الوظيفة – نشاط بالمجال العام: طالب بكلية الهندسة بالجامعة الألمانية بالقاهرة

مكان احتجاز المرسل : منطقة سجون طرة

أنام على ظهرى على الأرض مبحلقاً فى السقف ليلاً

أنام على ظهرى على الأرض مبحلقاً فى السقف ليلاً ، أعد الثوانى الباقية على إتمامى ال 19. يحضر إلى ذهنى مشهد من فيلم Harry Potter فى الجزء الأول ليلة عيد ميلاده الحادى عشر ، و هو متمدد على أرض الكوخ يرسم كعكة عيد ميلاد فى تراب و غبار الأرض و يعد تنازلياً لعيد ميلاده فى وحدة و غربة. أشعر بتماثل موقفنا مع بعض الفوارق ، فأنا محاط بأشخاص يغطون فى النوم من الأربعة اتجاهات و لا أستطيع فرد ساقى فى مساحة نومى المكونة من 1/2 متر فى عرض شبرين ، و لو استطعت بمعجزة فردهما و مد يدى إلى الأرض فلن أتمكن من رؤيتهما ، لأن أصابع قدم النائم خلفى تخزأ إحدى عينىّ و سأكون فى خطر فقد بصرى إذا تجرأت و غيّرت وضع نومى الذى أنامه منذ عشرين يوماً مذ جئت لهذا المكان.
سينتفض Harry Potter بعد ثوان على انخلاع الباب بصوت مدوٍّ و يعلم أنه ساحر ، و يبشر بالمستقبل الذى ينتظره ، أما أنا فغالباً سأنتفض على انفتاح الباب بركلة قدم أحد المخبرين وسط شتائم مدوِّية ، و أعلم أنى “مسجون جنائى” لا أستحق سوى تلك المعاملة ، و أُبَشَّر بالإهانة و العذاب الذى ينتظرنى إذا تجرأت و اعترضت ، فأستقبل اللكمات و الصفعات بنفس راضية و سكوت تام.
سأستيقظ غداً للزيارة ، سأرتدى سترة السجن القذرة ، و أحاول أن أجعل منظرى مقبولاً نسبياً ، سأخرج لأُفَتَّش تفتيشاً مهيناً وسط أسوار الحديد الشبكية العالية ، سأمضى لأقابل أسرتى التى جاءت سفراً مرهقاً لتكون معى فى يوم عيد ميلادى ، سأبتسم و أتظاهر أنى على ما يرام ، سأجلس معهم 15 دقيقة بحد أقصى ، سيدفع أبى ال 100 جنيه الإيتاوة التى يفرضها المخبرون كى لا يسرقوا الزيارة و ما فيها و يخربوا ما أحضره لك أهلك و يمنعوه و إن كان مسموحاً به ، سأخرج من الزيارة لغرفة الحلاقة ليُحلَق شعرى تماماً حتى أظل متذكراً أنى فى سجن مشدد دوماً ، سأجرد من ملابسى و أفتَّش مرة أخرى ، سأحمل زيارتى و أسير بجوار أبى إلى الزنزانة بين الأسوار مرة أخرى ، سأدخل و أضع أشيائى و أخلع سترتى القذرة و أغسل رأسى الحليق ، و أتكور فى بقعتى مرة أخرى ناظراً إلى السقف ، شاعراً أنى فى كابوس أسود لا ينتهى ، بل ما يلبث إلا أن يتجدد و يبدأ من جديد ، سأغمض عينى و أنام ما تبقى من اليوم الأول من عامى العشرين من العمر.
عيد ميلاد سعيد
الجمعة 13/12/2014