عمر علي حسن عبد المقصود (عمر عبد المقصود) – منذ التحاقي بالعمل الصحفي والإعلامي

اسم السجين (اسم الشهرة) : عمر علي حسن عبد المقصود (عمر عبد المقصود)

النوع الاجتماعي : ذكر

تاريخ تحرير أو نشر الرسالة : 12/3/2015

السن وقت الاحتجاز: 27 عام

الوظيفة – نشاط بالمجال العام: صحفي بموقع مصر العربية وطالب بكلية التجارة بجامعة المنصورة

مكان احتجاز المرسل : قسم شرطة ميت غمر

منذ التحاقي بالعمل الصحفي والإعلامي

كن حذراً منذ التحاقي بالعمل الصحفي والإعلامي أؤمن دوماً بحرية الصحافة، وأن الصحفي لابد وأن يكون حراً من أي قيود أيدولوجية أو فكرية أو منهجية من شأنها أن تؤثر ولو من بعيد على رأيه أو أدائه العملي سواء في الميدان أو خلف المكاتب. أذكر أنني منذ صغري لم ألتحق بعمل جماعي أو فريق من البشر تحت أياً ما كان المسمى، باستثناء تجربة وحيدة مع فريق الكشافة في مدرستي من الابتدائية حتى الثانوية، ولأن مراحل دراستي الثانوية كانت في إحدى الدول الخليجية، فإن الكشافة هناك كانت تحظى باهتمام ورعاية بالغين، مما وهبني شعور بالحب والانتماء والإيمان بها وبدورها، على مدى أعوام الدراسة وحتى الآن، لذلك أنا أدرك جيداً معنى أن يكون لك كيان تعيش تحت لوائه، وأن تحظى باهتمام مجموعة أو منظمة من الناس، أو أن تكون محل اهتمام من قبل أفكار ومعتقدات وقوانين وضعها مجموعة من المؤسسين لجماعة أو حزب أو كيان أياً ما كان، ليضمن ولائك وانتمائك وأن تعمل من أجل أفكاره ومصالحه وأن تخدم أهدافه، بالتأكيد هي أهداف مشتركة في الأغلب. لست بصدد تقييم تجارب أو أفكار أو جماعات أو أحزاب أو أيدولوجيات أو أشخاص، فأنا لست مفكراً أو صاحب توجه بعينه، كما أني لا أقف موقف الحاكم الذي يرى مالا يرى الآخرون أو يعلم من العلوم ما لم يرقى إليه البشر، فأقر بما ينفع الناس من أفكار وأحزاب وغيرها وما يضرها، ولكني أرغب في الحديث عن ترقب تلك الأفكار والمعتقدات ومكانة تلك التجارب وأولوية الجماعة أو الحزب أو أياً ما كان ما تنتمي إليه في حياتك، وما تفعله جميعها من مقدار خير في حياتك وأولوياتك مقارنةً بأولويات أخرى. حكا لي صديقي عن مصارحة دارت بينه وبين زوجته توضح ما أهدف إليه، صديقي أخبر زوجته بطريقةٍ ما .. أنها تحتل المرتبة الثالثة من أولوياته في الحياة، بعد ما ينتمي له من معتقدات أو حزب أو جماعة أو خِلافه، ثم والديه، ثم هي، هكذا ببساطة !!! لا أعلم نوع العلاقة التي تسمح بهذه المصارحة بين زوجين، ولا أعلم طبيعة العلاقة بين المتصارحين بعد هذه المصارحة، فكلٌ حر في حياته، كما أني لست من المدافعين عن حقوق المرأة، فالمرأة من وجهة نظري هي كل الدنيا فلا حاجة بعد ذلك لشعارات رنانة، لكني أتسائل هنا عن أمرين: أولهما: كيف لفكرة أو جماعة أو حزب أن تستحوذ على حياة إنسان لتصل به إلى هذه الدرجة من أفكار أو تأخير أو تقليل كما هو دونها، بل قد يصل الأمر إلى تهميش وتخوين في أسوء الأحوال إلى إبعاد – بالسجن أو القتل- كل من يعترض طريقها أو يعيق الوصول إلى أهدافها ؟! ، أو ليس الأفكار من صنع البشر؟! ، أو ليست الجماعات والأحزاب من صنع البشر وللبشر؟! ، أو ليس الانتماء والدفاع من المعتقدات والأهداف هي من صميم حياة البشر؟! ، إذن فلماذا لا يواجه الفكر بالفكر والعلم بالعلم والعمل بالعمل؟!! ، ولماذا نضع ما نؤمن به ومن كان إلى جانبنا في كفة؟! وثانيهما: ماذا لو اكتشفت بعد زمن أن ما كنت تؤمن به و تعتقد به كان خطأً ؟؟ ماذا لو أردت أن تغير أو تتغير؟ كيف حال أولوياتك؟؟ وما أخبار مصارحتك ورجولتك ورعونتك وأنت تتشدق بكلامٍ عن الأولويات تتسبب بأضرار جسيمة، ثم ها أنت تعيد ترتيبها!! ، اترك لنفسك مجالاً للعودة ولا تكن صريحاً موجعاً ولكن كن واضحاً رحيماً، وأنا أفترض فيك أنك ممن يعودون عن خطأ الطريق إن ضله، ويُعمل عقله في ما يفكر أو يعتنق أو ينتمي إليه. يفترض البعض أن ذلك النوع من المصارحات ضروري لإبراز معالم الطريق وعقباته وأشواكه ويبرر البعض بأن هذا النوع من المصارحات يُضفي أهمية قصوى لما ينتمي إليه أو يعتنقه من أفكار أو أحزاب أو جماعات، نعم.. ،قد يبدو في ظاهر الأمر صحيحاً لكنه في باطنه سيترك أثراً قد لا يعالجه الزمن، تماماً كمسمارٍ ضُرب في لوحٍ من الخشب، إن أنت حاولت أن تُزيله ترك أثر موضع ضربه، حتى وإن أُزيلَ . لا أدعوك هنا أن تكون بلا انتماء أو هوية أو فكر، ولا أدعوك أيضاً لأن تبيع فكرك أو انتمائك أو جماعتك بعرضٍ من الدنيا أو لمن يدفع أكثر، كما أني لست من أنصار أن تستقيل من الحياة الاجتماعية والسياسية والتفاعل مع الأوضاع المختلفة، لأجل أن تكون شريكتك في الحياة أو والديك من أهم أولوياتك، ولكن، أحب حبيبك هوناً عسى أن يكون بغيضك يوماً ما، وأبغض بغيضك هوناً عسى أن يكون حبيبك يوماً ما، وأُذكرك ونفسي بأن المصارحات ليست في كل شؤون الحياة، وإن وجبت، فلها قواعدها وأصولها وأسلوبها وما يقال فيها وما لا يقال، فكن حذرًا يا صديقي.