اسم السجين (اسم الشهرة) : عمر علي حسن عبد المقصود (عمر عبد المقصود)
النوع الاجتماعي : ذكر
تاريخ تحرير أو نشر الرسالة : 9/11/2016
السن وقت الاحتجاز: 27 عام
الوظيفة – نشاط بالمجال العام: صحفي بموقع مصر العربية وطالب بكلية التجارة بجامعة المنصورة
مكان احتجاز المرسل : سجن المنصورة العمومي
حياتنا بقالها سنتين عبارة عن حبة ورق وورد
حياتنا بقالها سنتين عبارة عن حبة ورق وورد وذكريات كلها مؤلمة، ورؤية في وقت معين بشروط معينة .. بيشاركنا فيها ناس كتير وتقريبا مستكترينها علينا اصلا .. أنت مش متخيل أنا قد إيه بقيت بكره كل حاجة وقد ايه بقيت بكره الكلام .. مبقتش بكلم حد.. هقول إيه .. كل الكلام ملوش لازمة ولا معنى ولا فارق معايا!! هيخليني أحسن أني اتواصل مع البشر؟؟ هضحك!! الضحك اللي بجد مبيطلعش.. مبقاش ليه مكان .. معرفوش ..نسيته حقيقى!!..
عملت حوالين نفسي دائرة ضيقة أوي مفهاش غيري! بالنسبالي كلام الناس كله ملوش أي مردود إيجابي جوايا.
تعبت، مبقتش قادرة أتعايش مع التمثيلية البايخه ديه أكتر من كده!! مش قادرة أقبل المعاملة اللي كلها إهانة في طريقة كلام ونظرات العساكر والمخبرين! مبقتش قادرة أشوفك بشروطهم مبقتش قادرة أقبل ده!! ومش عارفه أقبل الحياة اللي اتفرضت علينا.
الدنيا مرعبة أوي.. ليه كل ده؟ وعشان ايه ؟ وهنوصل لايه ؟؟ أنا حقيقي بجد مش فاهمة! وبجد مرعوبة من الواقع حقيقي!! نفسي افهم أو يمكن فاهمة بس من كتر الفجر اللي بشوفه بقى الإدراك والتعامل مع الواقع ده صعب!! إنك تتعايش مع ده حاجة صعبة قوي !! إنك تدرك إنك من جوة الدايرة دي أصعب !!
أتمنى تخرج النهاردة قبل بكرة بس بردو مش قادرة أتمنى ده من كل قلبي لأني خايفة من خروجك في الوقت الحالي ..أنا مطمنة عليك أكتر وأنت جوا حاليا!! شوف الوجع!! أنا مش عارفه.. كل اللي عارفاه أني عاوزة ربنا يحفظك .. بخروجك بقى أو عدمه دي بتاعة ربنا !! مع إن تأخير خروجك كل ده بيخلي كل حاجة أصعب.. أصعب لدرجة الموت!! تخيل حاسة إني فقدت هويتي يوم ما فقدتك واتحرمت منك!! إزاي تكون هويتي!! هو أحنا كدة بنحب بعض ولا أحنا ايه؟!!
عارف دايما بعد التعب الشديد من كتر ما بيسيطر عليا إحساس الفقد بفضل فترة طويلة قوي نايمة .. ولما بصحى بكون ناسية كل حاجة .. ممكن أكون ناسياك شخصيا !!.
وتيجي لحظة لازم أقابلك فيها في أوضتي.. سواء حاجتك اللي في مكتبي أو هدومك اللي في دولابي.. أو صورتنا في الكمبيوتر.. أو الأطباق المرصوصة على الكيسة.. لازم أخبط في أي حاجة منك!! واتعصب أوي وأحاول أطنش مرة واتنين.. لحد ما باجي في لحظة مبقاش بحس بأي حاجة وأفضل كده فترة في حالة إنكار.. إنكار بقى أني بحبك أصلا!! إنكار إني المفروض أعمل حاجات بتاعتك أو حتى إنكار لذكريات جميلة!! أنا بسميها فترة التناحة و فقدان الذاكرة !!
الحياة عندي مرحلتين بالضبط نوبة اكتئاب حادة وبعدها تناحة.. وهكذا طول الوقت! وفي الحالتين مش مرتاحة.
آه ربنا ميرضاش بالظلم.. بس عادي راضي أنكم بقالكم سنتين وشوية كلكم متبهدلين و راضي!! وراضي إننا نفضل في الظلم اللي هياكل البلد ده قريبا !!.
بس ده عشان إحنا في الدنيا ..في آخرة ربنا هيجيب فيها حق اللي اتظلموا في الدنيا.
إيمان بإيه هو اللي يخلي الواحد يكمل؟ ومقصدش أنه يكمل أو لا أقصد أنه يبقى قادر يكمل .. قادر يعافر ..إيه وازاي؟ والوجع بيزيد والخوف بيزيد والإنكار وصعوبة تقبل الواقع ده!!
أنا حقيقي اتخنقت من الحواجز اللي بينا ديه.. أرجوك تفهم أني محتاجة اتكلم معاك ومش بنقل لك طاقة سلبية ولا حاجة.. مقصدش والله.. أنا مهما حاولت اتكلم مع حد مش هيبقى زيك..محدش فاهمني غيرك..اطلع بقى وريحنا من الهم ده.. ولا أقول لك ربنا يحفظك من كل شر.
فتافيت بندق
هذه مقتطفات من رسالة أرسلتها لي زوجتي الحبيبة.. هذه الرسالة التي لخصت كلماتها ملايين المشاعر، واختزلت حروفها الكثير من المسافات.. اعتدت أن اناديها “مولاتي” أو “بندق”، وفي كثير من الأحيان “بندقة” فأرسلت إليً تخبرني بأن ما جرى أحالها لـ “فتافيت بندق”.
وفي النهاية من الرابح ؟! من المستفيد من غياب العدل وتشريد العباد وضياع البلاد ؟!.
عمر عبد المقصود
سجن المنصورة العمومي