اسم السجين (اسم الشهرة) : محمد محمود فاضل فهمي (محمد فهمي)
النوع الاجتماعي : ذكر
تاريخ تحرير أو نشر الرسالة : 5/2/2014
السن وقت الاحتجاز: 40 عام
الوظيفة – نشاط بالمجال العام: صحفي بشبكة الجزيرة الإخبارية الإنجليزية
مكان احتجاز المرسل : منطقة سجون طرة
أحيي الأبطال الذين يدعمون حرية الصحافة
اكتب لكم هذه الرسالة في يوم حرية الصحافة العالمي من زنزانتي بعد مرور 128 يوم على اعتقالي، ليس لشيء إلا تأديتي وظيفتي التي أهواها. هذه التجربة التي ستغير مجرى حياتي، تزيد في الهامها وتوازي في قيمتها السنوات الخمسة عشر الماضية التي قضيتها في تغطية الثورات و وقوفاً في الجبهات الأمامية في الحروب في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
عندما يصبح المراسل الحدث والقصة بدلاً من أن يكون من يغطيها، تتوارد الأسئلة في البال عن السبب وعن المسؤول عن احتجازك في الجناح الإرهابي للسجن لمنعنا من اداء عملنا الصحفي أنا وزملائي تحت إتهام اننا خطر على الأمن الوطني واننا ننتمي لمنظمة ارهابية . وهذا الاتهام لا يعتبر إلا صفعة في وجهنا وفي وجه الديمقراطية المعلن عنها فالدستور الجديد.
نادراً جداً لرجل مثلي أن يعجز عن إيجاد الكلمات. خبر هذه الجائزة المرموقة جاءني و أنا في السجن يوم عيد ميلادي الاسبوع الماضي في زيارة أخي. الخبر لم يأتي فقط بفرحة غامرة، ولكن رفع معنويات رفيقي في العمل والزنزانة أيضاً. أود أولاً أن اشكر كل من وقف معي ومع عائلتي في هذه الأوقات الصعبة. جلست في زنزانتي منذ عدة اسابيع اقرأ في الجريدة خبر زيارة وزير الخارجية جون برايد لمصر قريباً. وفوراً بدأت أفكر هل سيتذكرني بين جدوله المنهك من الاجتماعات مع الحكومة المصرية، بعد أيام في نفس الزنزانة، جلست ابتسم لعلمي من الجريدة أنه تحدث عني مع وزير الخارجية المصري نبيل فهمي للإفراج عني. أن تسجن صحافي وأن تحاول أن تسكت قضيته ليست فقط إهانة للدستور المصري الذي قمت بتأييده، بل أيضاً هجوم على مجتمع الصحافة المحلى والعالمي.
جائزة حرية الصحافة العالمية أتت في وقت كل ما يخطر على فكري فيه هو عدد الصحفيين المحليين المحتجزين حاليا. الجزء الأهم من دفاعنا في المحكمة يتكون من إقناع القاضي عن إستقامة مهنيتنا لنثبت له اننا مراسلون نتطلع إلى الحقيقة، وليس عملاء إرهاب. هذه الجائزة ستساهم في إثبات قضيتنا.
سأقبل وبكل فخر هذه الشهادة من اللجنة الكندية لليونسكو. ولكن، اتمنى أن اللجنة الكندية لحرية الصحافة العالمية ستسمح لأن اتبرع بالمبلغ المالي للجائزة إلى عائلة الصحفية المتوفية ميادة أشرف، صحافية مصرية شابة فقدت حياتها وهي تغطي أحدث الاشتباكات بين قوات الأمن و المظاهرات المعارضة الشهر الماضي. أنا لا أعرفها شخصياً، ولكن قرأت تفاصيل استشهادها. لا أعلم من أطلق النار على رأسها ولكن أعلم بالخطر المحدق المحيط بتغطية شوارع مصر. واتمنى أن تقبل عائلتها مني رمز التقدير واتمنى أن يعلموا أن موتها سيذكر في التاريخ وفي حرية الصحافة العالمية.
كمصري كندي لديه وجود على الجانبين، سأبني على القيام التي اكتسبتها من كلاهما. كم تمنيت أن أكون موجود شخصياً لاستلام هذه الجائزة وأن أكون امامكم واخاطبكم في اتاوا.
اود اخيرا ان اؤكد على حبي لوطني الحبيب مصر الذي عشت فيه اجمل سنين حياتي, و انني وطني اعشق تراب هذه الارض, وكانت مشاركتي في ثورتي 25 يناير و 30 من يونيو اكبر دليل على حبي لهذه البلد التي لا أتصور يوما انني سأحاسب فيها كإرهابي لمجرد عملي الصحفي الذي اعشقه وعملت به لا كثر من خمسه عشر عاما. و أنا من زنزانتي هنا أناشد كل الداعمين لحرية الصحافة أن لا يحملوا مصر، بلدي الحبيب، المسؤولية على خطاء حجزنا .
كما أود أن اشكر زملائي الصحفيين لدعمهم لنا. المعنويات ترتفع عندما تصلنا الأخبار عن المسيرات التضامنية والهاش تاغس على تويتر التي تجذب الاف الناس ليدعوا للافراج عنا , حينها يزداد أملنا و ترتفع هممنا.
في وحدة زنزانتي، تذكرت المراسلين المبدعين الذين قابلتهم في الميدان. مراسلين مثل انتوني شديد وماري كولفين خسروا حياتهم في الربيع العربي من أجل الصحافة. رحمهم الله جميعاً.
احترم القاضي المسؤول عن قضيتنا وأنا أرى أنه يرى قيمة عمل الصحافي. أنا متأكد أنه لم يعلم أن التاريخ الذي حدده للمحاكمة يتزامن مع اليوم العالمي لحرية الصحافة. أنوي أن أخبره في المحكمة وأن اطلب الافراج عنا كما أفعل في كل جلسة.
اشكر كل فرد يدعو للإفراج عن كل صحفي يقوم بدوره. وسنبقى احرارا خلف القضبان لان الصحافة ليست ارهاب.