مصعب احمد – في حالة من اليأس والأسى على الحال

اسم السجين (اسم الشهرة) : مصعب احمد

النوع الاجتماعي : ذكر

تاريخ تحرير أو نشر الرسالة : 7/9/2017

السن وقت الاحتجاز: غير معلوم

الوظيفة – نشاط بالمجال العام: –

مكان احتجاز المرسل : سجن الفيوم العمومي (دمو)

في حالة من اليأس والأسى على الحال

في حالة من اليأس والأسى على الحال ، وعظني صديق ذات مرة وقال:”تطيب الحياة لمن لا يبالي”. متحدثا عن تلك الأيام والشهور التي قضيتها في السجن معتبرا انها كانت في حق أناس ووطن لا يستحقون ..
ومن عجيب القدر أن الحديث أردف بعدها مع شخص آخر حول السفر والبعد عن هذه البلد في محاولة لبناء شخص وتحقيق ذات بعيداً عن مصر ..
ثم ويكأنه باتفاقهم كلمني ثالث عن مدى سوء البلد واناسها الذين استحبوا مرارة الفقر وذله علي عز الثورة والموت في سبيل الحرية ..
كل تلك الأحاديث التي جعلتني أغرق في تفكير محزن وارتسمت على وجهي علامات الذهول .
ثم بدت الأسئلة تشغل بالي .. كيف تطيب الحياة لمن لا يبالي؟
الكثيرون لا يبالون ولا تطيب لهم الحياة ..
بل قد يكونون ضحية طلقة طائشة تصيبهم في شرفة بيتهم او حتى قد يكونون رهن اعتقال وتعذيب بدعوى كاذبة ..
وف النهاية لم تطب لهم الحياة .. بل قد اعطت لهم اسوأ ما لديها ..
ثم وكيف لا نبالي؟
كيف لا نبالي وقد أصبح الكفر البواح علانية لا تستر فيه ولا موارة
واضحت امتنا الاسلامية مشرذمة ومفتتة ..
كيف لا نبالي وهم يبحثون للفلسطينين عن وطن بديل لزهرة المدائن؟
كيف لا نبالي وقد اضحى شامنا يحترق؟
كيف لا نبالي وليبيا تدك؟
كيف لا نبالي وقد دمرت العراق والحرب في يمننا مشتعلة ؟
كيف لا نبالي وقد اصبح القتل منهاجا والدم لغة رسمية في بلادنا؟
كيف لا نبالي …
كيف لا أبالي وقد أصبح المسلمون مستهدفين في أنحاء الأرض .. دهس في أوروبا وطعن في أمريكا ؟
كيف لا أبالي وقد تفرق المسلمون واصبحوا شيعا وفرقا واحزابا وجماعات وجبهات مختلفة متناحرة متقاتلة؟
كيف لا أبالي وقد اصبحت العمالة لليهود شيمة حكامنا ولا مواراة في ذلك بل اصبحت عيانا بيانا أمام جميع من يرى ويعقل !
لن أبالي وسأسافر .. ولكن نبئني أولا .. إلى أين ولم ؟ إلى يمينيي اوروبا ام متطرفي الولايات المتحدة أم الى خونة الخليج ام الى فقراء افريقيا ام الى شيوعيي الصين ؟
ولم .. اتزوج واطعم واشرب ؟ فأي حياة تلك ؟ وأي اله هذا الذي يرضى لابن آدم أن يعيش كما البهائم ..
لم أتندم على طريق سرت فيه او على قضية نصرتها او على يوم واحد قضيته أو اقضيه في سجني .. وان الموت بشرف اعز الف مرة من العيش في هون ..