ممدوح جمال الدين حسن عبد الوهاب (ممدوح جمال) – ما بين الأمل والمتعة باليأس

اسم السجين (اسم الشهرة) : ممدوح جمال الدين حسن عبد الوهاب (ممدوح جمال)

النوع الاجتماعي : ذكر

تاريخ تحرير أو نشر الرسالة : 11/6/2014

السن وقت الاحتجاز: 18 عام

الوظيفة – نشاط بالمجال العام: طالب بكلية الحقوق بجامعة بنها

مكان احتجاز المرسل : منطقة سجون طرة

ما بين الأمل والمتعة باليأس

[[ ما بين الأمل والمتعة باليأس ]]
المكان : غرفة 16 ب ” جرائم نفس ” سجن القاهرة ” طرة تحقيق”
الزمان : يوم الخميس الموافق ٦ نوفمبر 2014 الساعة 4 عصرآ
داخل غرفة مساحتها حوالى ( ٦ * 5 م ) نجلس 31 شخص جمعيهم متهمون فى جرائم نفس ” قتل ” ؛ أجلس فى مساحة لا تتعدى 30 سم عرضآ فى متر طولآ .
اجلس وحدى فى هذا المكان دون صديق يشاركني صعاب هذه التجربة المريرة ؛ بعد ان تم تفريق وتوزيع زملائى فى قضية الشورى ووضع كل شخص بمفرده فى غرفة مختلفة عن الآخر .
داخل هذا المكان الذى يمكن توصيفه بأنه معتقل يتم فيه تطبيق تعاليم ومبادئ ” صلاح نصر ” ؛ عالم غريب ومختلف تمامآ ؛ عالم ملئ بالضجيج والإهانة ؛ عالم يعلوا فيه صوت الظلم واللإنسانية ؛ عالم فيه لا صوت يعلوا فوق صوت السجان .
اتساءل كثيرآ :
لماذا أجلس مع معتادى الإجرام ومتهمون فى جرائم النفس ؟!
لماذا لم نجلس انا ورفاقى فى عنبر او غرفة واحدة ونحن فى قضية واحدة ؟!
لماذا لم يتم وضعنا فى سجن سياسى والإصرار على إيداعنا وسط الجنائيين ؟!
لماذا تم القبض علينا من الأساس ؟!
لماذا يحاولون بشتى الطرق أن يكسرونا ويتعمدون إهانتنا ؟!
لماذا يتعمدون أن نفقد إنسانيتنا ؟!
هل كل هذا حتى نفقد الأمل فى بناء وتحقيق الحلم ؟ حتى نيأس ؟ حتى نفقد الثقة فى أنفسنا ؟
حتى نستسلم !!!
أعترف أننى قد مررت بلحظات من اليأس وفقدان الأمل ولكن الغريب أن السجن الذى تعتبره الدولة عقابآ لنا هو نفس المكان الذى علمنى :
( ان من له حق ولا يستطيع ان يأخذه لا يستحقه من البداية ) .
هو نفس المكان الذى علمنى :
( أن على قدر ثمن الحلم تزن الضريبة ) .
أيقنت أننا حتمآ سننتصر ؛ حتمآ سنبنى الدولة التى حلمنا بها ؛ تعلمت أن الأجهزة الأمنية التى تمارس الظلم والقهر دومآ أضعف مما كنت أتصور ؛ وأننا أقوى مما كنت أتصور .
لا تفقدوا الأمل وأعلموا أن قيمة الإنتصار فى هذا الوقت هو التمسك بأهدافنا كالقابض على الجمر وعدم فقدان الثقة فى تحقيق الحلم .
ممدوح جمال
غرفة 16 ب
سجن القاهرة
طرة تحقيق