ياسر سمير فضل السيد (ياسر القط) – ده وعد خليكوا فاكرين

اسم السجين (اسم الشهرة) : ياسر سمير فضل السيد (ياسر القط)

النوع الاجتماعي : ذكر

تاريخ تحرير أو نشر الرسالة : 12/18/2014

السن وقت الاحتجاز: 23 عام

الوظيفة – نشاط بالمجال العام: طالب

مكان احتجاز المرسل : منطقة سجون طرة

ده وعد خليكوا فاكرين

صعب إن حد يكون فى السجن وشايف كل الظلم والقهر اللى إحنا عايشينه ويكون عنده أمل في بكرة، بس أنا بعد شهور من الاكتئاب والإحباط بدأت أحس إن بكرة ممكن شمسه تطلع – مع العلم طبعًا إن الشمس عمرها ما هتدخل الزنزانة-، بدأت أحس ببكرة لأن الظلم والقهر والاستبداد مبقاش له حدود، وده بيقول إن النهاية قربت ومش هتطول كتير، إحنا محبوسين في عنبر فيه مئات الأشخاص كل واحد جاي بتهمة تموت من الضحك وتموت من القهر في نفس الوقت؛ اللي جاي في تهمة خطف السيسي، واللي جاي فى تذكرة مترو واللي شكله إخوان وطبعا الغالبية قبض عشوائي.
من قبل ما اتسجن وأنا نفسى أعرف اللي بيحكموا البلد دي بيفهموا وعارفين بيعملوا ايه عاوزين يوصلوا لإيه، لكن لما أطلت التفكير بقى عندي قناعة إن النظام ده أيامه معدودة، ده نظام عنده أزمة مع شباب الثورة، وعنده أزمة مع طلاب الجامعات، ومع روابط مشجعي الكرة “الاولتراس”، هو مين فاضل في شباب مصر النظام ده معندوش أزمة معاه، ده نظام عنده مشكلة مع أي حد سنه صغير.
جايز إن بعد القتل والقمع وعودة الدولة الأمنية بوجهها القبيح أصبح أمر واقع، وجايز أصبح الحاضر حاليًا، لكن عمره ما هيكون مستقبلا أبداً، وأكبر دليل على ده إن (95%) من اللي في السجن شباب.
هو عارف إن الشباب أكبر خطر على دولة مبارك الباقية بجنرالاتها ورجال أعمالها وقمعها وذاتها الأمنية، لكن في سؤال: هي السجون والظلم والقمع أخرته أيه؟! أنا هقولكوا، أخرته ثورة تشيل ماتخلى، بجد السجون عمرها مابتكسر أحرار أو بتغير أفكار الشباب.
ده نظام ضعيف ومرعوب من الشباب والأمر واضح جدًا، دي حرب على الشباب بمختلف أفكاره، من يناير 2011 إلى الآن، ولكن في النهاية سينتصر الشباب، النظام ده مابناش مدارس للتعليم أو مستشفيات للعلاج في بلد مجتاحها الجهل والفقر والمرض، لكن بنى سجون ملهاش أول من أخر علشان يبهدلنا فيها، واشتري مدرعات ورصاص وقنابل؛ عشان يموتوا بيها ناس مطلبوش أكتر من حقوقهم في إنهم يعيشوا بحرية وكرامة، وياخدوا حقوقهم كبشر في البلد دي، لكن اللي بيحكموا البلد دي لايريدون حرية أو كرامة أو مساواة أو عدل، هؤلاء لا يريدون أن يختلف معهم أو يعارضهم أحد، وإذا حدث فسوف يكون بجوارنا هنا بأى تهمة حتى لو صلت إنها ممكن تكون تظاهر بموجب قانون قمعي فاقد كل شيء مثل صانعيه.
ولكن الهدف من القوانين القمعية هو علم من صنعوا هذا القانون أن المصرين سوف يخرجون ضدهم يومًا ما؛ يطالبون بإسقاطهم؛ فحاولوا أن يجرموا عليهم حقوقهم، ولكننا تعلمنا أن الحقوق لاتؤخذ ولاتوهب ولكن تنتزع، وأيضًا أن التظاهر أصبح جزء من ثقافة المصرين؛ فمن أربعة سنوات مفيش حد فى مصر لم يتظاهر أيًا كانت مطالبه، بفضل ثورة يناير المجيدة العظيمة، اللي لو تقريبًا فيه حاجة ممكن نفتخر بيها فى حياتنا هيكون دورنا فيها.
تاريخ الإنسانية على مدار عصور مختلفة حكي عن مستبدين كتير وعن عصور ظلام كتيرة، وعن قمع وظلام، لكن في النهاية انتصرت الحرية.
السجن عرفنا إننا أقوى بكتير من اللي سجننا، وعرفنا كمان إن كل ما القمع والقهر بيزيد ده بيكون من ضعفهم مش من قوتهم وبكرة جاي أكيد مهما طال إنتظاره.
النظام اللي حبسنا 22 ساعة فى اليوم في زنزانة، ومانع عننا كل شيء، ده نظام أيامه معدودة، وبكرة جاي بنهار يستاهل المشوار، والثورة هتنتصر،
ده وعد خليكوا فاكرين