احمد السيد عبد الحميد – الحلقة الثانية

اسم السجين (اسم الشهرة) : احمد السيد عبد الحميد

النوع الاجتماعي : ذكر

تاريخ تحرير أو نشر الرسالة : 5/30/2014

السن وقت الاحتجاز: غير معلوم

الوظيفة – نشاط بالمجال العام: –

مكان احتجاز المرسل : مكان احتجاز غير معلوم

الحلقة الثانية

الحلقة الثانية : توقفت في الحلقة السابقة عند هذا (النبطشي ) طيب القلب الذي يسمى (سعيد أبو حمو) واسمه الحقيقي (سعيد رمضان عبد الحافظ) من العامرية محافظة الاسكندرية ودخل السجن في قضية قتل وحكم عليه بعشر سنوات سجن وتحدثنا عن هذا المكان المميز الذي ينام فيه هذا النبطشي ويسمى (المصلب) ، فالمصلب إذن هو (النمرة الكبيرة ) والمكان الواسع الذي يكون في مواجهة باب الزنزانة وينام فيه النبطشي المسئول عن الزنزانة وكلمة (نمرة) هى تلك المسافة التى ينام فيه السجين. أما بالنسبة للجهة التى بجوار (نمرة ) النبطشي فتسمى (المراية) وينام في هذه المسافة (ثلث) عدد الزنزانة ، أما الجهة المقابلة (للمراية) فتسمى (الصف) ، وهى الجهة التى بجوار باب الزنزانة وينام فيها (ثلثين) من عدد الزنزانة مع أن المسافة واحدة تقريبا في كل من (المراية) و(الصف) وبحسبة بسيطة لو أن عدد السجناء داخل الزنزانة (30 سجين) يصبح نصيب (المراية) التى في مواجهة الباب (10 سجناء)ويصبح نصيب (الصف) الجهة التى بجوار الباب (20 سجين) مع العلم أن المسافة واحدة ومتساوية ، واذا اعترضت على هذه القسمة الظالمة. رد عليك النبطشي وقال (هذه هي تعليمات المباحث ، وهذا هو الميري ) ولكنني وقفت متأملاً ومتسائلاً أيضا لماذا هذه القسمة الضيزى ؟؟! ولعلنى توصلت للاجابة إن لم أكن مخطئاً. وهو أنه إذا ما جاء زائر للسجن من جمعية حقوقية أو زائر من المجلس العلى لحقوق الانسان (لا قدر الله) أو جاء تفتيش على السجن ، فبمجرد فتح باب الزنزانة يرى الزائر من ؟ يرى مجموعة المراية (10) فقط وهم أصحاب (النمر) الواسعة وأصحاب النومة المرتاحة ولا يستطيع أن يرى المجموعة المقابلة لها وهى مجموعة (الصف) التى بها 20 سجين وإذا سألتني وقلت لي : طيب ما هو هالزائر سوف يدخل الزنزانة ويعرف كل حاجة على الحقيقة وأنا أقول لحضرتك معلومة ربما لم تصل الى ذهن حضرتك بعد. ألا وهى أنه لا يستطيع أن يدخل انسان أى إنسان كائن من كان بقدمه الزنزانة إلا السجين ، والسجين فقط، فبذلك الكذب والخداع تكون السجون تمام التمام. لكننا من أول وهلة لاحظنا ذلك ولم نلتزم بهذه التعليمات الجائرة الظالمة ووزعنا أنفسنا في الزنزانة بالكيفية التى نراها مناسبة. مضى يوم الاربعاء 21/8/2013 وانقضت تلك الليلة وجاء يوم الخميس 22/8/2013 ليتم فيه ترحيل البقية الباقية من اخواننا الأحرار الأطهار وكان عددهما (70) فرد تقريبا ، رفض سجن دمنهور العمومي 6 أفراد منهم وردوهم الى (قوات أمن كفرالشيخ) مرة أخرى لأنهم صغار السن دون (18) عام ، فهم طلاب في الثانوية العامة لم يرحموا صغر سنهم ، هذه النيابة المتآمرة لم ترحم طفولتهم ليصبح هؤلاء الأحداث الصغار وصمة عار على جبين الانقلابيين ومن عاونهم من النيابة واأخذوا استمرار 15 يوم مثل الجميع. وبذلك يصبح عدد من تم ترحيلهم الى سجن دمنهور العمومي من قوات أمن كفرالشيخ (145) فرد وهم مقسمون الى مجموعتين : المجموعة الأولى وهى الشهيرة بمجموعة الـ (17) فرد وتم القبض عليهم يوم الاربعاء 14/8/2013 من بيوتهم ووظائفهم ، والمجموعة الثانية هى الكبيرة وعددها (132) بمن فيهم الأحداث المحبوسة في قوات أمن كفرالشيخ وهؤلاء تم القبض عليهم يوم الجمعة 16/8/2013 بالإضافة الى اثنين ليس لهم علاقة بأى من القضيتين السابقتين وهما : الحاج / محمود الصعيدي والحاج / هشام محرم ومع فظاعة ما حدث للمجموعة (80) الذين تم ترحيلهم يوم الاربعاء 21/8/2013 وما حدث لهم من استقبال حافل داخل ساحات سجن دمنهور من ضرب بالمواسير والكابلات وركل بالأرجل وهذا السيل الهائل من الشتائم والسباب أقول لك أن هذه المجموعة كانت محظوظة نعم كانت محظوظة وذلك عندما تعلم ما حدث للمجموعة الثانية التى تم ترحيلهم يوم الخميس 22/8/2013 • قلت لكم من قبل أننا دخلنا الزنزانة بشورت وفانلة ، لكن المجموعة الثانية أدخلوهم بالشورت فقط ، فقد ضنوا عليهم بالفانلة. • ضربت المجموعة الثانية في كل أنحاء أجسامهم حتى أنهم ضربوهم على أقدامهم ولك أن تتخيل أن يؤتى برجل حصل على أعلى الدرجات العلمية وهى (الدكتوراه) ، حيث يوضع قدمه عاليا ويضرب على رجليه كما كان يفعل بالتلاميذ زمان على يد شيخهم ، وهذا ماحدث مع الأطباء والمهندسين والمعلمين ومع الجميع على اختلاف أعمارهم ووظائفهم. كانت ظهورهم (متشرحة) وكانت أشبه ما تكون بخارطة تظهر لك حجم الظلم والوحشية والهمجية التى حدثت مع هؤلاء الأحرار في زمن العسكر الخائن ورأيت بعيني موضع الضرب على الجسم كله من الرأس وحتى الأقدام ، حتى أنها أخذت ألوانا ثلاثة : فكان منها خطوطا حمراء تدل على أن هذا المكان من الجسم ضرب (بالكابلات) بشكل أقل من الخطوط الزرقاء التى ضربت بشكل أكبر ، والخطوط السوداء تظهر الحد الأقصى من التعذيب حيث يتحول مكان الضرب الى اللون الأسود إذا سقط عليه ثلاث (كابلات) متتالية في نفس المكان من الجسم فيتحول اللون الأبيض الى الاسود ويتفجر الدم من جوانبه. • أخي القارئ : والله لست مبالغاً فيما أقول وإنما أروى ما شاهدته بعيناي تحديدا في شهر 8/2013 ، وأنا لا أتحدث عن بلد آخر ، ولا أتحدث عن زمان قديم غير زماننا. بل إنها مصر 2014 ومع من ، مع خير أبناءها براً بها. • نعم فأنا لا استطيع انا أنسى صورة هذين الأخوين (سعد ومدحت) اللذان دخلا علينا الزنزانة 5 عنبر 6 يوم الخميس 22/8/2013 ، بعد حفلة الاستقبال التي حظيا بها وظهورهما تقطر دماً حول الجروح وعلى جانبيها ، وبينما نرى أجسامهما ألوانا سوداء وزرقاء وحمراء وفي وسط هذه المحنة وهذا المشهد الذي يشيب له الولدان. هالني صبرهما وثباتهما وهذه الرقة والاشفاق الذي كان يحنو كل منهما على الآخر. • فكنت لا استطيع أن اميز بين من هو الأكبر فيهما ، فهذا (مدحت ) يمسح على ظهر أخيه (سعد) ، وهذا (سعد) يحرك الهواء ليرطب على ظهر (مدحت). نعم رغم ما هما فيه من ألم لا يتحمله البشر.