احمد السيد عبد الحميد – نتحدث عن جمعة الخير 16/8/2013

احمد السيد عبد الحميد – نتحدث عن جمعة الخير 16/8/2013

اسم السجين (اسم الشهرة) : احمد السيد عبد الحميد

النوع الاجتماعي : ذكر

تاريخ تحرير أو نشر الرسالة : 5/30/2014

السن وقت الاحتجاز: غير معلوم

الوظيفة – نشاط بالمجال العام: –

مكان احتجاز المرسل : مكان احتجاز غير معلوم

نتحدث عن جمعة الخير 16/8/2013

نتحدث عن جمعة الخير 16/8/2013 التى انتفض فيها الشعب المصري ضد ظلم الانقلابيين الذين انقلبوا على الشرعية وعلى الرئيس الشرعي المنتخب فخامة الرئيس الاستاذ الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية. لا زلنا في مقر قوات أمن كفرالشيخ وفى أحد الأيام همس أحد الأخوة في أذني وقال ما هى رؤيتك للأحداث ، وهل مجموعة 30 فرد هتخرج ولا إيه ؟ قلت له يا حبيبي كلنا مصيرنا واحد ، أرى أننا جميعا هنترحل ، اقصد المجموعتين معا ، مجموعة (102) ومجموعة الـ (30) إن شاء الله. فقد رأيت رؤية توحي بذلك ، وابتسمت وقلت له الكلمة الدارجة (ينعيش عيشة فل ، ينموت احنا الكل) وفي صباح يوم الاربعاء 21/8/2013 صلينا الفجر واذا باب الزنزانة يطرق (هيا إلى الترحيل) أًخرجنا في ساحة قوات الأمن في صفوف (مثنى مثنى) ، وأحضرت الكلابشات وقال لنا علاء عجور (عميد) انتوا مترحلين الى (سجن طنطا) ، وكان من نصيبي أن يكون معي في الكلابش الأخ الحبيب (أ/ مصطفى برجل) من منشاة عباس وكان له من من اسمه نصيب فهو (برجل ) وكان (مرجل) ، وبمجرد خروجنا من البوابة السوداء لقوات أمن كفرالشيخ الى الساحة الكبيرة حيث توجد سيارات الترحيل ، وجدنا جنودا وضباطا لا حصر لهم مدججين بالسلاح وعلى أهبة الاستعداد وكانهم سيدخلون معركة مع اليهود بعد قليل . نعم تنميت لو كان كل هذا الاستعداد وهؤلاء الجنود يزحفون لتحرير المقدسات المغتصبة ولكن صدق القائل (أسد على وفى الحروب نعامة). ركبنا سيارة الترحيل وكان عددنا 20 فرد في السيارة وكان في صحبتنا في السيارة الشيخ / سعيد مسعود والخ الحبيب صاحب الصوت الملائكي / عبد الحليم بلتاجي ، رددنا دعاء السفر وأذكار الصباح واستمعنا الى انشودة جميلة من الأخ عبد الحليم بلتاجي وهو يقول فيها: أخي أنت حرو وراء السدود أخي أنت حر بتلك القيود إذا كنت بالله مستعصما فماذا يضيرك كيد العبيد ذكرنا الشيخ / سعيد مسعود بخاطرة طيبة وقص بعض قصصه الطريفة التى اضحكت الجميع في سيارة الترحيلات ورسمت البسمة على وجوه الجميع ، نعم كانت رحلة جميلة ، فقد كانت هذه الرحلة بمثابة واحة خضراء وسط صحراء قاحلة . تحركت بنا السيارة الى طريق كفرالشيخ – طنطا وعندما وصلت الى مدخل سبرباي توقعنا بالطبع دخول السائق بنا إلى سجن طنطا ، ولكننا فوجئنا بدخول السيارة الى طريق القاهرة – الاسكندرية الزراعي في اتجاه الاسكندرية ، وخرج من مدينة طنطا ، فقلت لأصحابي إننا على ما يبدو (مترحلين) إلى احد السجون الآتية (دمنهور – برج العرب – وادي النطرون) وأتمنى ألا تكون الأولى ، ولا أدرى لماذا قال لنا عميد الشرطة (علاء عجور) قائد الترحيلات أننا مترحلين الى سجن طنطا ، هل من باب التمويه ؟ أم هو الكذب والتضليل الذي اعتادوا عليه ، أم أن سجن طنطا رفض استقبالنا …لست أدرى ! وعند مدخل مدينة دمنهور هدأت السيارة فأيقنت أننا ذاهبون الى سجن دمنهور ، وساعتها همست في أذن اخي عبد الحليم وقلت له : استعد يا باشا للاستقبال وهى كلمة لها ما بعدها.. دخلت السيارة سجن دمنهور العمومي وكانوا اربع سيارات ترحيلات يستقلهم 80 معتقل وما ان فتحت أبواب السيارات للنزول حتى قوبلنا بسيل من الشتائم والسباب والضرب المتواصل من الجانبين ، أما السباب والشتائم فأنا لا استطيع أن أحصى كل ما قيل ولو تذكرت بعضها فلا استطيع أن أعيده أو أتلفظ به ثانية ولكن اترك لخيال القارئ أى كلمة نابية سمعها يوما ما فقد سمعناها في تلك الدقائق التى مرت كالسنين نعم فقاموس أولاد الشوارع لديهم ملئ (يا ولاد الكـ…… ، يا خونة ، يا معــ….. ، يا ولاد المــ…، يا كفرة ، انتوا اللى قتلتوا اخواتنا ) نعم فقد كان هناك نغمة واحدة واسطوانة مشروخة حفظوها للبلطجية ولعساكر الشرطة يرددونها بالليل والنهار وكلما رأونا ، نحن اللذين قتلنا وجرحنا وأعتدي علينا ثم يتهموننا بالقتل والبلطجة ، قتلوا الآلاف في (رابعة) و (النهضة) ويوم 16/8/2013 ثم يتهموننا بالقتل والبلطجة ولا ندري ماذا نقول ؟ لسان حالنا (رمتني بدائها وانسلت) أو كما يقول المثل الشعبي (ضربني وبكى وسبقني واشتكى) أم عن الضرب في الاستقبال فحدث ولا حرج فبمجرد النزول من السيارة سمعنا صوت فظيع ، لا أحسب أنه صوت آدمي بل هو أشبه بنهيق الحمار يقول ” وشك في الأرض ، اخلع هدومك كلها عدا الشورت، ايدك فوق رأسك ” كل هذا مع سيل الشتائم والسباب والضرب من الجهتين بالمواسير والكابلات، أما المواسير فكانت مواسير خضراء اللون (مواسير مياه نصف بوصة تقريبا) يمسك بها مخبرين وعساكر ، أما الكابلات الكهربائية فكانت من النحاس مغطاة بالبلاستيك وهذه الكابل كان مجدولا على بعضه وليس طرفا واحدا ، وانهالت المواسير والكابلات من هنا وهناك على ظهورنا العارية وعلى أم رؤوسنا وكان هناك محطات يسميها الجبناء (محطات تفتيش – ومحطات الحلاقة – ومحطة خلع الملابس – ومحطة تسجيل الأسماء ) وكل هذه الكابلات بها قاسم مشترك ألا وهو (الضرب بالكابلات والمواسير والسباب والشتائم) إمعانا في الإذلال ، أما لو قلت له مثلاً أنك (مهندس) فيا ويلك ويا سواد ليلك ، وما أكثر المهندسين في مجموعتنا هذه ويسأل آخر عن مهنته فيقول (أنا محفظ للقرآن) فيرد عليه المخبر (بتحفظهم الكفر يا كافر) أحد الإخوة سقط منه مصحفه أثناء الضرب والتعذيب ، فنزل ليرفع مصحفه فيقول له المخبر (وكمان شايل مصحف يا كافر). مررت على كل المحطات حتى وصلت الى محطة (الحلاقة) وهذا الحلاق هو مسجون جنائي محكوم عليه بالمؤبد ، وشغال حلاق بالسجن وجاء ليحلق شعري ولحيتي فالجميع قد حلق شعره (زيرو) ولحيته وسألنى الحلاق يا شيخ انت مربي دقنك ليه ؟ فقلت له لأنها سنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال لى يا شيخ هو الرسول قال لكم تقتلوا الناس ؟ قلت له أنت فاهم خطأ ! (ألم أقل لكم أنهم حفظوا الجميع نفس الاسطوانة المشروخة) أدخلت عنبر ، ووصلت حتى زنزانتى (5) عارى الجسم تماما ليس معي إلا طقم داخلي فقط ، وكلنا ذاك الرجل – فقد أخذوا منا كل شئ (اللهم إلا الايمان بالله الذي يسكن قلوبنا) دخلت الزنزانة ومعى بعض إخوانى وبمجرد دخولى تفحصت في وجوه الموجودين بالزنزانة فإذا هم كلهم مثلنا إلا واحد – فلاحظت أنه مختلف عن الاخرين ، وحتى مكان جلسته مميز وفى مواجهة باب الزنزانة مباشرة – يا ترى من هذا الرجل الغريب – ذو النظرات المريبة بين الحين والحين !! دخلنا زنزانة (5) ورحب الموجودون بها بنا وكانوا 4 من برج رشيد ، و7 من المنصورة وواحد من سيناء ، نعم رحبوا بنا – هى كلمات ترحيب بسيطة ولكنها وقعت على قلوبنا المكلومة كالبلسم الشافي ، نعم سرعان ما قام إخوة المنصورة بتشغيل المروحة لترطيب الهواء على الإخوة الجدد (والمروحة عبارة عن فوطة يحركون بها الهواء هنا وهناك) بمجرد دخولى للزنزانة تذكرت المقولة التى قالها شيخ الاسلام بن تيمية عندما ادخل سجن القلعة في مصر وتلى قول الله سبحانه وتعالى ( وضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب…..) زنزانة (5) هي واحدة من بين 18 زنزانة في عنبر . وسجن دمنهور به 10 عنابر (للرجال) + 7 عنبر (للنساء) بكل عنبر 18 زنزانة . زنزانة (5) عبارة عن حجرة خرسانية الحوائط كلها خرسانية بها بعض الفتحات الصغيرة وباب أسود اللون مساحة الزنزانة (3.5م × 5.5م) هذه هى أبعاد الزنزانة ، ويوجد بها حمام عرضه 50 سم × 1 م ، وهذا الحمام بدون باب وبدون حتى ستارة – الزنزانة يشاركنا فيها الآلاف من السكان الأصليين للزنزانة أقصد (الصراصير) نعم نعم وجدنا داخل الزنزانة آلاف الصراصير تسرح وتمرح هنا وهناك. لكن من هذا الشخص الذي يسترق النظر إلينا بين الحين والحين دونما كلام ويجلس في مكان مميز في مقابل الباب وله (شلتة) كبيرة و(مخدة) و(راديو) ، وبعد التعرف عليه فهو ( سعيد رمضان عبد الحافظ) الشهير بــ(سعيد أبو حمو) هو سجين جنائي جاء في قضية قتل حكم عليه بعشر سنوات ، وهو معنا لأن له دور ألا وهو (النبطشي) يعني (نبطشي زنزانة 5) يعني ايه نبطشي ؟!! يعني عين المباحث داخل الزنزانة ، ينقل لضباط المباحث وللمخبرين كل شاردة وواردة وكل حديث للمساجين داخل الزنزانة ، مهمته السيطرة الكاملة على الحركات والأنفاس داخل الزنزانة وهو رجل المباحث وعينهم على السجينات والسجناء. ولكن أشهد أن “سعيد أبو حمو” رجل طيب القلب.