احمد جمال عبد الحميد زياده (احمد جمال زياده) – رسالة من معتقل إلي متغرب

اسم السجين (اسم الشهرة) : احمد جمال عبد الحميد زياده (احمد جمال زياده)

النوع الاجتماعي : ذكر

تاريخ تحرير أو نشر الرسالة : 1/29/2015

السن وقت الاحتجاز: 27 عام

الوظيفة – نشاط بالمجال العام: مصور صحفي بشبكة يقين الإخبارية

مكان احتجاز المرسل : منطقة سجون أبو زعبل

رسالة من معتقل إلي متغرب

صديقي العزيز ..
علمت أنك سافرت إلي تركيا بعد خروجك من السجن , كنت أظن أنك سافرت لتكمل تعليمك هناك , و لكن للأسف علمت أن والديك خشيا عليك من السجن مرة أخري فأصرا أن تسافر هرباً من شئ لم تفعله !!
لقد خافا عليك من السجن هنا فسجنوك هناك في الغربة , يبحثان لك عن حياة , و لا يهم إن كانت كريمة .. حياة فقط !!
أتذكر يا صديقي عندما حكيت لي كيف إعتقلوك من أمام جامعة الازهر و أنت في طريقك لأول أيام الإمتحانات , فقلت لهم أنك طالباً في جامعة الأزهر , و لم تعلم وقتها أنها الجريمة الكبري .
أنت الأن هارباً من كونك طالباً في الأزهر , بينما حسين سالم هارباً بعد سرقه مليارات من الشعب !!!
لن أنسي أنهم إعتقلوك يوم عيد ميلادك , و لكن حمدت الله و كنت سعيداً جداً لأنك أتممت 18 عاما وقتها , لو لم تكن أتممتها لأرسلوك إلى الأحداث مع من ذهبوا .
لقد أصابنى الحزن عندما أرسلت لى تقول أنك ظننت أنهم سيأخذونك بالأحضان فى تركيا لأنك مصرى كريم العنصرين , ولكنك فوجئت بأن المصريين هناك يخافون من بعضهم ويرتابهم الشك في كل ما هو مصرى , لذا صرت وحيداً ولم تستطيع أن تكمل دراستك هناك , و لم تستطيع أن تعمل , أنت فقط تسكن فى غرفة وحدك !!
هذا هو السجن بعينه يارفيق ..
ففى السجن هنا كنت تستطيع أن ترى أهلك و أصدقائك مرة كل أسبوع , وكنت ستكمل دراستك على كل حال , و لم تكن وحيداً وكان معك من هم مثلك من الطلاب .
للأسف ياصديقى إن بلادنا ضاقت بنا وصارت حجم الزنزانة التى قضيت فيها أكثر من عام , بل إن كل الزنازين تحتضن الشباب وتتمسك بهم أكثر من كل الأوطان .
إن بلادنا صارت كحجم علبة السجائر ونحن لسنا ضمن سجائرها , و حتى إن صرنا كذلك فسنحترق ونصير دخاناً وما تبقى يدهسه الأخرون بأقدامهم !!
لا تحزن ياصديقى , و لا تدع الحزن يقتلك ..
( الحزن مادة عديمة اللون ، لاترى , يفرزها شخص ما , تنتقل منه إلى كل ماحوله , يرى تأثيرها على كل شئ تلامسه .. سعود السنعوسي ) .
أنت المسجون فى غربتك ولكنك الصديق الحق .. بينما أحد الاصدقاء ممن يحسبون على الثورة وصدعونا بالمبادئ , تناسى أن رفاقه فى السجون ولم يسأل عليهم قط لأنه منشغلاً بإنتخابات مجلس الشعب فهو سيترشح لإنتخابات مجلس الشعب القادم على قائمة حزب الوفد !!
فتحولت مقولة (المبادئ لا تتجزأ ) إلى ( المبادئ تتمزق ) !!!
لا تحزن ..
فصفحتك لم تتسخ كأمثال من قالوا إن الظلم سيرحل بوصول السيسى للرئاسة .. محمود بدر .
فوجدنا أن السيسى يعترف بوجود مظلومين و أنصاره لا يعترفون !!
أنت لست متلونا كمن هتفوا ضد الحكم العسكري ثم هتفوا له ودعموا مرشح العسكر !!
لست وحدك من كل الشباب تعانى من السجن أو الغربة , فالحكم العسكرى قد قسم الشباب إلى (شهداء ، مصابين ، معتقلين ، مهاجرين ، منتحرين ، مكتئبين فى طريقهم إلى الإنتحار , و أحياء كما الموتى ) و لكن مصر هتبقي أد الدنيا !!
كنا في مجدنا يا صديقي نبحث عن المظلومين و ننصرهم , و الأن صرنا نبحث عنهم فقط !!
كننا نهتف بكرة يا كلب الثورة تقوم , ولم نعلم أنها سترقد !!!
بالفعل يا رفيق ، الثورة مستمرة و لكن الثورة المضادة .
مسجون أنا بين أربع جدران ، و أنت مسجون فى غربتك , و الباقون مسجونين فى خوفهم .. هم من سجنوا انفسهم بأيديهم ، و صار شعار المرحلة ( إعمل نفسك ميت ) !!!
لا أعلم بما أنصحك , فأنت دائما تطلب منى النصيحة !!
هل أنصحك بالعودة , فتجد مستقبلك محاصراً بالرصاص الحى وحياتك مهددة بالموت عند إتمام العشرين عاما من عمرك !!
أم أنصحك أن تبقى وتنتظر , فتظل هكذا تعيش فقط دون دراسة أو عمل أو حتى أمل !!
لا أدرى حقاً .. الأمر لك .
و لكن فقط سأدعوا لك و لى ولكل مظلوم و لبلادى و لثورتنا .
من رفيقك الذى لم ينساك ..
أحمد جمال زيادة .
سجن أبو زعبل .