احمد جمال عبد الحميد زياده (احمد جمال زياده) – الأمس اقتحم الزنزانه اشخاص طوال الجسم وصغار العقل

اسم السجين (اسم الشهرة) : احمد جمال عبد الحميد زياده (احمد جمال زياده)

النوع الاجتماعي : ذكر

تاريخ تحرير أو نشر الرسالة : 12/8/2014

السن وقت الاحتجاز: 27 عام

الوظيفة – نشاط بالمجال العام: مصور صحفي بشبكة يقين الإخبارية

مكان احتجاز المرسل : منطقة سجون أبو زعبل

الأمس اقتحم الزنزانه اشخاص طوال الجسم وصغار العقل

الأمس اقتحم الزنزانه اشخاص طوال الجسم وصغار العقل. ملثمون ويرتدون السواد . اصواتهم غليظه وفى ايديهم اسلحه وعصا فض اشتباكات.
امرونا ان نجلس على الأرض وأن نضع وجوهنا فى وجه الجدران ونضع ايدينا فوق رؤسنا كما الأسرى فى الحروب.
ثم ضربونا ضربا مبرحا دون سبب . ضربونا وكأننا مثلا قتلنا أولادهم او خربنا ديارهم . ضربونا بإنتقام لم أرى مثله من قبل !
إعترضنا فإزداد الضرب عنفا ووحشيه. كانوا ينعتونا بأبناء العاهره..
جميعهم ملثمين ربما ملثمين لأنهم خائفين ولأنهم يعلمون أن المظلومين لا ينسون وجه جلادهم مهما مضى من الأيام والسنين. وربما ملثمين ليبثون الرعب فى نفوسنا.
و نادوا على أسماء بعينها منهم الرفيق “أحمد مصطفى” وقيدوا أياديهم وأرجلهم من خلاف وأخذوهم إلى مكان غير معلوم.
كنت أعلم أنى ضمن المطلوبين وبالفعل نادى الكلب على إسمى وكان يعلم عنى كل شئ . وقال إنت بقى أحمد جمال زياده .إنت بقى اللى مضرب ياإبن ال ….
وكان يعلم أننى من رسمت صورة الشهيد “جابر جيكا” على جدران الزنزانه. فسألنى: من هذا؟
فقلت: واحد من ضمن اللى قتلتوهم. فضربنى بعصاه وسخر الجميع مع أنى كنت أسخر من عيونهم التى تشع كراهية وتدل على أنهم مرضى نفسيين.
لم يتركوا أخضرا ولا يابسا، فقد سرقوا كل شئ ( الملابس الشتويه. سخانات المياه . كراسى يجلس عليها كبار السن. سجائر. ساعات . بطاطين ). أما الأشياء التى لن يستفيدوا منها فدمروها. وقطعوا كل أوراقى وكتبى.
وقبض الكلب على الراديو الخاص بى وقال :بتسمع راديو يا إبن ال…..
وتعمد تحطيمه أمام عينى وداسه ببيادته التى تشبه وجهه ظنا منه أنى سأنكسر كما إنكسر الراديو.
ولكنى ضحكت فإزداد غيظا على غيظه وضربنى ورفاقى الذين قدر لهم أن يكونوا بجوارى فنالوا ما نالوه.
فى الحقيقه لم أحزن على شئ قدر ما حزنت على فراق “الرفيق أحمد مصطفى” وقدر حزنى على يومياتى التى مزقوها.
بالصدفه كانت زيارة أخى وابن عمى فى نفس اليوم. وفى طريقى للزيارة رأيت أحمد مصطفى وهو مقيد و26 آخرون منهم شيوخا فى العمر.
نظرت إلى رفيقى دون أن أتحدث فإبتسم كأنما يطمئننى. ولم تفارقنى صورته وأنا ذاهب إلى الزياره فلم أتمالك دموعى التى زرفتها دون تعمد على فراق رفيقى و ليس على الضرب والسرقه والتحطيم الذى خلفه الإحتلال الصهيونى فى زنازين السجن. وبعد إنتهاء الزياره رأيت أحمد و رفاقه فى سيارة الترحيلات فنادانى وقال : “لا تحزن . وأكتب ما حدث ولا تمل الكتابه _ولهذا أكتب_ ”
فقلت له والحزن يملؤنى:سترحل كما رحل ياسين صبرى من قبل !
فأمرنى أن لا أدعهم يرون دموعى حتى لا يظنون أننى منكسر. أمرنى بذلك رغم الدموع الواضحه فى عيناه حزنا على الفراق. ثم رحل الرفيق كما رحل الرفاق من قبله.
هكذا هى السجون جدرانها بنيت على الفراق والدموع والضحك المجروح..
ثم صعدت إلى زنزانتى حيث أربعة جدران وبلاط كالجليد دون أى شئ آخر يمكن إستخدامه فى المعيشه وجلسنا ورفاقى نغنى حتى لا ننكسر :
وإطلق كلابك فى الشوارع
وإقفل زنازينك علينا …
الإتنين / 8 ديسمبر 2014