احمد حمدي والي (احمد والي) – استمتع بحياتك لكن لا تنسانا

اسم السجين (اسم الشهرة) : احمد حمدي والي (احمد والي)

النوع الاجتماعي : ذكر

تاريخ تحرير أو نشر الرسالة : 12/14/2014

السن وقت الاحتجاز: غير معلوم

الوظيفة – نشاط بالمجال العام: طبيب أسنان

مكان احتجاز المرسل : سجن المنصورة العمومي

استمتع بحياتك لكن لا تنسانا

” استمتع بحياتك لكن لا تنسانا ” !
إذا خرجت من بيتك تتحرك بحرية حيثما شئت ، تتنقل من مكان الى اخر وتجوب الشوارع والميادين وتسيح في كون الله الواسع،لا يحدك مكان ولا زمان فاحمد نعمة الله عليك وتذكر ان لك أخا يعيش بين أربعة جدران خرسانية يتجاوز سمك الواحد منها السبعين سنتيمترا فيها باب غليظ كغلظة السجان من الحديد الصلب فيه فتحة ضيقة تسمى”النظارة ” يدخل من خلالها الضوء خافتا له ولزملائه ، أقصى أمنياته أن يخرج من زنزانته إلى جلسة تحقيق في المحكمة ليري الدنيا من خلال نوافذ سيارة الترحيلات الصغيرة ذات السلك المزدوج خلال تلك الرحلة القصيرة من السجن إلى المحكمة ذهابا وإيابا بينهما جلسة طويلة مملة مرهقة معلومة النتيجة مسبقا في قفص المحكمة المقيت يقضي ساعات الجلسة المملة !
إذا علمت هذا فلا تنسانا من دعائك .. !
إذا جلست مع والدك أو والدتك بين أهلك واخوتك تتسامرون وتمرحون في سعادة وسرور فاحمد نعمة الله عليك وتذكر أن لك أخا يرى أهله مرة واحدة كل أسبوع -إذا كان قيد التحقيق – ومرة كل أسبوعين -إذا كان محكوما- طبقا للائحة السجون وذلك لمدة ربع ساعة ،، ويكاد يعانق السحاب فرحا ويهنئ نفسه وإخوته إذا تأخر الجرس المعلن لنهاية الزيارة خمس دقائق إضافية لتصل الفترة التي يقضيها مع أهله وسط ضوضاء الزائرين في قفص الزيارة خمسا وثلاثين دقيقة ،،
إذا علمت ذلك فلاا تنسانا من دعائك ..!
إذا جلست ذات مساء مع زوجتك وأولادك تقطعون ليل الشتاء الطويل بالمزاح واللعب وأولادون يملؤون الدنيا حولك حياة وبهجة في جو أسري دافئ فاحمد نعمة الله عليك وتذكر أن لك أخا يسكب دموعه كل ليلة وهو يقبل صور أولاده وزوجته ،،وكل مناه أن يتمكن من إدخال صورة جدبدة لأولاده وزوجته دون أن تصادر ..
إذا علمت هذا فلا تنسانا من دعائك .. !
إذا تحركت في غرف بيتك النظيفة وتقلبت في أثاثك الوثير ونمت على سريرك المريح فاحمد الله كثيرا وتذكر أن لك أخا ينام على ” طارة ” من الحبال أو على “نمرة ” في الأرض مقاس عرضها ( شبر وقبضة) يتبادلها مع زميل له فينام بعض اليل ويقوم بعضه الآخر لينام زميله ،
فقد عجزت سجون مصر على كثرتها أن تستوعب هذه الجموع الرهيبة من المعتقلين ،، وينافسه في منامه ومأكله ومشربه وردائه وغطائه ألووف أخرى من الحشرات خاصة الصراصير فتلدغه وتلسعه وتقرصه وتعضه ،، ولا يقتصر أثرها على ألم لدغتها فحسب ،، زإنما تنشر في جسده الأمراض الجلدية بأنواعها بدءا بالحكة وانتهاء بالجرب عافاكم الله الذي اصبح مشهورا لدرجة ان غيرالاطباء من المعتقلين يعرفون جيدا معنى كلمة (scabies ) ..
ويصيح أقصى مايتمناه المعتقل أن يجد مكانا يضع فيه جنبه لينام أو أن يسمح به سجانه بإدخال مبيد حشري يحميه من بطش الحشرات وإيذائها .
إذا علمت هصافلا تنسانا من دعائك .. !
أتعلم أيها الحبيب : حتى دخولك إلى الخلاء أعزك الله نعمة عظيمة تستحق حمدا عظيما،،
خاصة اذا علمت ان اخوانك في بعض السجون يتبولون في برميل (بارنيكة ) توضع داخل تلك الزنزانة الصغيره ،، ويقضون حاجتهم في أكياس بلاستيكيه سوداء ،، لان السجان لايسمح لهم بالخروج لدورات المياه إلا مرة واحدة فقط في اليوم !!
وقد يفاوضك حتى على هذه المرة ليضغط عليك ،، ويذل كرامتك ويستبيح إنسانيتك ،، أما سائر اليوم فليس أمامك الا تلك البارنيكة والأكياس -أعزكم الله – ولا تشفع لك تسولاتك وضراعتك للسجان أن يخرجك لقضاء حاجتك .
إذا علمت ذلك فلا تنسانا من دعائك .. !
إذا طنت طبيبا أو مهمدسا أو معلما أو صحفيا أو محاسبا أو محاميا أوصاحب مهنة أو حرفة يناديك الناس معرفا بمهنتك مثل الدكتور فلان ، البشمهندس فلان والاستاذ فلان فاحمد الله كثيرا واعلم أن لك أها كل امنياته ان بنادى باسمه فقط دون ان يصحبه سب اوقذف او اهانة او تجريح له ولابيه وأمه دون أي احترام له مهمابلغ علمه أو كبر سنه .. !
إذا علمت هذا فلا تنسانا من دعائك .. !
وأخيرا إذا قرأت رسالتي هذه على إحدى صفحاات الانترنت على حاسوبك الشخصي أو على هاتفك المحمول وقرأت غيرها وغيرها وتصفحت أخبار العالم كله أمامك وطالعت القنوات الفضائية وسمعت اذاعات العالم وعرفت اخبار الدنيا امامك فاحمد الله واعلم أن لك أخا كل مايربطه بالعالم الخارجي هو السماح له بقراءة جرائد الزور والتحربض والكذب والبهتان ..
لتصبح قراءة هذا الغثاء عقوبة اجبارية نتجرعها يوميا اضطرارا لمعرقة اخبار الدنيا من حولنا ..
إذا علمت ذلك فلا تنسانا من دعائك .. !
هذا غيض من فبض وقطر من بحر مما يحدث في سجون وأقسام مصر فتذكرونا وانشروا قضيتنا ولا تنسونا من صالح دعائكم .. !
أحمد والى