احمد ماهر ابراهيم الطنطاوي (احمد ماهر) – خالتي بتسلم عليك و بتقولك صلح السيفون

اسم السجين (اسم الشهرة) : احمد ماهر ابراهيم الطنطاوي (احمد ماهر)

النوع الاجتماعي : ذكر

تاريخ تحرير أو نشر الرسالة : 12/24/2013

السن وقت الاحتجاز: 35 عام

الوظيفة – نشاط بالمجال العام: مهندس – مؤسس حركة 6 أبريل

مكان احتجاز المرسل : منطقة سجون طرة

خالتي بتسلم عليك و بتقولك صلح السيفون

خالتي بتسلم عليك و بتقولك صلح السيفون.. كالعادة وحيداً في الزنزانة أنتظر الصباح ، كنت طوال هذه السنوات أفتخر إني استطيع النوم في أي وقت وفي أي مكان وفي أي ظروف ، أتذكر إني و أنا طفل كان يمكنني أن انام في وسط فرح شعبي . قضيت معظم أيام حبسى السابقة 2005 و 2006 و 2008 و 2008 و 2010 و 2013 في نوم عميق معظم الوقت , و كان كل من كان معي في الحبس يحسدني على تلك القدرة . و حتى خارج السجن كنت أستطيع أن انام بمجرد وضع رأسي على المخده ، وتحت أي ظرف ومهما كانت الضوضاء ، كان البعض يعتبر ذلك قدرات خارقة . أتذكر إني نمت طوال مسرحية “الملك هو الملك” لمحمد منير في التسعينات وسط غناء منير وتصفيق الجمهور الصاخب . يبدو أن أحدهم إداني عين جامده قبل الحبسة دي . كنت داخل وأنا معتقد إني سأنام معظم الوقت .. كالعادة ، زي أي حبسة قبل كده !! ده حتى و أنا في أمن الدولة بتعذب بعد إضراب 2008 .. روحت نايم و الضباط في لاظوغلي استغربوا !! أرجع تاني .. أجلس وحيداً في زنزانتي في ليمان طرة أنتظر الصباح , حيث فقدت قدراتي الخارقة على النوم في أي وقت و أي مكان , وصوت السيفون اللي عمال ينقط مسبب لي توتر ومش عارف أنام . أتذكر فيلم “مهمة في تل أبيب” للأستاذة الفاضلة نادية الجندي قاهرة الجواسيس , و هي في زنزانتها وحيدة بعد كشف الموساد لها و معرفتهم إنها عميلة لمصر . كانت الحنفية عمالة بتنقط وهي بتتعذب .. بتتعذب من صوت المية اللي عمالة تنقط في الحوض بالليل . قعدت تتعذب من صوت الحنفية اللي عمالة تنقط طول الليل , لغاية ما جالها دكتور الصبح وقالها : خالتي بتسلم عليكي .. و غمزلها وإداها حباية منوم في إيدها . طبعت ضحكت لأنها عرفت إنه شغال مع المخابرات المصرية ومخترق الموساد وعامل نفسه دكتور . يااااه .. الأيام دي والله كان الواحد طفل ساذج وبيصدق الأفلام دي , سواء “نادية الجندي” أو الأفلام اللي إتعملت علينا بعد رحيل مبارك في 2011 , مروراً بإنتخابات الرئاسة إلى 30 يونيو وتسلم الأيادي .. إشتغالات ولبسناها كلنا . و الآن نعود لصوت السيفون اللي بينقط .. كم أتمنى أن يأتي أحدهم الآن ويقولي خالتي بتسلم عليك .. ويصلح السيفون . فقد فقدت قدراتي الخارقة التي كنت أتمتع بها قبل هذه الحبسة , ولم أعد كما كنت قديما أستطيع النوم في أي وقت وأي مكان وتحت أي ظروف . حتى لو فرح شعبي أو حفلة لمنير أو أثناء التعذيب في لاظوغلي . خالتي بتسلم عليكم . أحمد ماهر سجن ليمان طرة 24-12-2013