احمد ماهر ابراهيم الطنطاوي (احمد ماهر) – د ا ع ش – د ا ل م

اسم السجين (اسم الشهرة) : احمد ماهر ابراهيم الطنطاوي (احمد ماهر)

النوع الاجتماعي : ذكر

تاريخ تحرير أو نشر الرسالة : 3/25/2014

السن وقت الاحتجاز: 35 عام

الوظيفة – نشاط بالمجال العام: مهندس – مؤسس حركة 6 أبريل

مكان احتجاز المرسل : مكان احتجاز غير معلوم

د ا ع ش – د ا ل م

د ا ع ش – د ا ل م تفاصيل مرعبة نسمعها كل يوم عن داعش وجبهة النصره وما يحدث في سوريا في الأيام الحالية، لا أتحدث عن طبيعة الصراع في سوريا والحرب بالوكالة بين الولايات المتحدة من جانب وبين روسيا وإيران من جانب آخر، ولا أتحدث عن كل تفاصيل ما يحدث ولا عن معسكر المقاومة ومعسكر الموالاة، ولا حتى عن ما يحدث حولنا في المنطقة وما هو تبعاته على مصر. ولكن فعلاً تفاصيل مرعبه لفتت نظري وزادتني رعباً على مصر من المصير المرعب، الذي أصبح يقترب يوماً بعد يوم. أبو بكر البغدادي، أمير المؤمنين في الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، يتحدث عن أن عَلى “أيمن الظواهري” أن يبايعه وليس العكس، فأبو بكر البغدادي يعتبر نفسه أمير المؤمنين لدولة الإسلام، فكيف عليه أن يبايع الظواهري وتنظيم القاعدة،بل عَلى تنظيم القاعدة أن ينضم لداعش ويبايع البغدادي. أبو محمد الجولاني، أمير جبهة النصرة في سوريا، يرفض وقاحة أبو بكر البغدادي ويؤكد في رسالة أنه يبايع “أيمن الظواهري” زعيم تنظيم القاعدة وليس البغدادي أول منشق على تنظيم القاعدة، رغم أنه لا يعترف بأنه من انشق بل أتى بأدلة من القرآن والسنة تحتم على تنظيم القاعدة الانضمام للدولة الإسلامية الجديدة، فليس عليه كذلك بصفته خليفه المسلمين أن يطيع الظواهري أو الجولاني. حتى التنظيمات السلفية الجهادية تعاني مما تعاني منها القوى الثورية والليبرالية، انقسامات وتخوين ومزايدات وتوظيف الأدلة الشرعية في دعم حجة كل طرف، وهذه ليست الحادثة الوحيدة لدى تنظيمات السلفية الجهادية، فتنظيم (إمارة القوقاز الإسلامية) الذى نذر نفسه لإنشاء دولة إسلامية، تشمل الشيشان وداغستان وأنجوشيا، أصبح يقاتل الآن الروس وباقي التنظيمات الجهادية في الشيشان، ستجد التخوين والتكفير بين بعضهم البعض. الآخر عدو يجب القضاء عليه، وشريك النضال السابق يجب القضاء عليه قبل أو أثناء الحرب على العدو الرئيسي لأنه ليس في صفنا، هذا ما تعاني منه التنظيمات الجهادية حاليا، وهذا أيضا ما نعاني منه كقوى مدنية أو ثورية أو ليبرالية أو شبابية، أياً كان المسمى. كل واحد بداخله فاشي يظهر وقت اللزوم، أو ظاهر بالفعل ولكن يظهر على شركاؤه عند اللزوم. في عام ٢٠٠٧ حدث قتال دموي بين حماس والسلفية الجهادية في غزه، السلفية الجهادية كانت تريد إنشاء دولة إسلامية أيضاً في غزة، دولة إسلامية تحكم بشرع الله، حماس لم تتحمل ذلك خصوصاً أن حماس أصبحت هي حاكمة قطاع غزة بعد معركة دموية أيضاً مع فتح. هربت مجموعات جهادية من غزة وأقامت في سيناء، فغزة هناك حماس وسلطة منظمة، ولكن سيناء صحراء خاوية لا يكترث بها أحد، الحكومة في مصر لم تهتم بها من بعد خروج الإسرائيلين منها، استوطن الجهاديون سيناء وأسسوا تنظيم أنصار بيت المقدس في ٢٠١٠، المجموعات الجهادية موجودة في سيناء من ٢٠١٠، وتقوم بعمليات أبرزها تفجير خط الغاز الذي يوصل الغاز المصرى للأردن وإسرائيل، وقد أعلن تنظيم أنصار بيت المقدس أنه يبايع “أيمن الظواهري” في عام ٢٠١٢، وأعلن تحوله من مهاجمة أهداف إسرائيلية إلى استهداف الجيش المصري الذي يمنع إقامة الإمارة الإسلامية من وجهة نظرهم. سيناء ومشاكلها المستعصية ومنظومة الفساد المنتشرة وتورط جهات رسمية فيها، الإتجار بالبشر وتهريب السلاح واقتصاد الأنفاق وزراعة المخدرات، هي الوظائف المعتادة في سيناء، والتي تتم تحت بصر وسمع ومشاركة وموافقة السلطة والأجهزة المصرية. فنظام مبارك ومخابراته التي تحكمنا الآن تعرف كل شىء، ولكن ليس لديهم القدرة أو الرغبة في تنمية سيناء وتعميرها، فكل ما فعلوه هو مراقبة الجرائم المنظمة التي كانت وما زالت تحدث في سيناء، بعض من في السلطة شارك فيها وكان تهريب السلاح لحسابه، والبعض تابع وتدخل فقط عند استفحال الأمر. ولكن الآن لم يعد للدولة المصرية أي سيطرة على سيناء للأسف نتيجة عقود من الإهمال والاستهبال والفساد، ولن يكون الحل هو القوة العسكرية، فالموضوع أكبر وأعمق بكثير من فكرة مجرد مجموعات جهادية في سيناء، الأمر كارثي وما يحدث الآن من السلطة العسكرية سيزيد الأمر تعقيداً. حالة من الاستهبال المشترك بين النظام الحاكم الأمني العسكري وبين الإخوان. النظام الحاكم العسكري الأمني المباركي يعلم جيداً أن مَن في سيناء هم أنصار بيت المقدس، وأنهم نجحوا وسينجحوا في نقل نشاطهم للقاهرة والمحافظات، وتعلم الأجهزة الأمنية جيداً أن أنصار بيت المقدس كغيرهم من التنظيمات الجهادية تُكفر الإخوان قبل أن تُكفر النظام، بل لو ظهر تنظيم جهادي منافس سيقومون بتكفيرهم أيضاً، وحالة الاستهبال الإخوانية تتمثل في إنكار وجود بيت المقدس من الأساس، أو التقليل من آثارهم في أحسن تقدير “مفيش حاجه اسمها أنصار بيت المقدس” .. “دا شغل مخابرات” .. “الداخلية هي اللي بتفجر التفجيرات دى وتتهمها فينا”… هذا نموذج حالة الإنكار أو الاستهبال التي تصيب الإخوان بعد كل عملية إرهابية، والمشكلة الأكبر هي الموافقة الضمنية على عمليات الإرهاب، أو عدم إدانتها بشكل واضح، وهو ما يسمح للسلطة باستغلال ذلك وخلط الأوراق ببعضها. دائماً تظهر التنظيمات السلفية الجهادية التي تتبع تنظيم القاعدة فكرياً أو تنظيمياً في الأماكن الملتهبة، وتستغل صراع قائم بالفعل لمحاولة فرض نموذجهم للدولة الإسلامية التي يتصورونها، حدث ذلك في “الجزائر” وفي “أفغانستان” ثم “العراق” ثم “سوريا” -داعش- وحاليأ “ليبيا” و”مصر” -دالم- تظهر تلك الدولة لوقت معين، زاعمين أنها دولة الإسلام، وتختفي. ويجب على الجميع أن يطيعها، في محاولة لفرض الأمر الواقع وفرض نموذج دولة الإسلام. يبدأ الصراع مع القوى الأخرى الموجودة في نفس المنطقة المتأزمة التي قرروا إقامة الدولة فيها، حتى لو كانوا من شركاء الماضي أو تنظيمات تحمل نفس الفكر والحلم، صراعات دموية بين التنظيمات الجهادية والسلطات التقليدية (العلمانية الكافرة) وتصفية الكل، من يعترض أو يعمل في الدولة التقليدية، بل وتصفية منافسيهم في نفس الفكرة ولكن خارج التنظيم. لا جهاد ضد الصهاينة ولا جهاد ضد الأمريكان، الجهاد ضد آخرين كفرة من وجهة نظرهم، شيعة أو سنة صوفية، أو علمانيين أو سنة ولكن مواليين للدولة أو سنة وسلفيين جهاديين ولكن في تنظيمات منافسة. “أنصار بيت المقدس” تهاجم الإخوان وحزب النور بشدة وتعتبر مرسي كاذب ولم يحكم بالشريعة. ومن الملاحظ أيضاً أن تلك التنظيمات تبدأ في تطبيق قوانينها كدولة فعلاً بمجرد إعلانها قيام دولة مستقلة، مستغلة الفراغ الأمني أو ضعف الدولة الأصلية أو صراع ما أو حرب ما، وتستخدم مرافق وثروات المنطقة التي تسيطر عليها. الخطورة الأكبر الآن في مصر هو زيادة وتفتيت التنظيمات الإسلامية، وإتجاه التنظيمات السلمية منها إلى استجدان العنف بهدف القصاص أو الانتقام من الحكومة. فبخلاف تنظيم بيت المقدس الذى يتبع تنظيم القاعدة، أصبح هناك عشرات المجموعات الصغيرة التي لا تنتمي فكرياً لأيدلوجية الجهاد، تنتمي للجهاد ولكن تتبع بيت المقدس تنظيمياً، أو شباب عادي نزل مظاهرة وقتل لهم أهل أو أصدقاء على يد الشرطة أو عُذِّب بعضهم من قبل. بجانب التغيرات الحالية في المجتمع المصري اجتماعياً ونفسياً وزيادة مَيل المصريين للعنف والدم وتخليهم عن ميزات التسامح والمحبة القديمة. الشعور بامتلاك الحقيقة المطلقة والصواب الدائم كانت هي عقيدة كل الفاشيين والسلطويين على مدار التاريخ. ستالين، هتلر، موسيليني، بينوشيه، فرانكو، بن لادن، بشار الأسد، هذا الفكر وهذه الفاشية ليست حكر على الإسلاميين فقط ولا “داعش” فقط ولا النازيين فقط ولا صدام فقط ولا بشار ولا أمثالهم، ولكن كلنا للأسف داخلنا هؤلاء، البعض تحول بالفعل والبعض في الطريق. أصبح العادي والطبيعي في مصر أن تجد -ليبرالي- يطالب بقتل أو إعتقال ليبرالي آخر لأن الأول مؤيد للسيسي، والثاني ضد حكم العسكر، هو ليس ليبرالي بالطبع، أصبح من العادي أن تجد ناصري يطالب بقتل وإبادة من يخالفه في الرأى لأن من يخالفه خائن وعميل (هو كان عادي من زمان بس احنا اللي كنا مش واخديين بالنا). أصبح التخوين والتكفير هو العادي في مصر وليس حكراً على “داعش” فقط أو “جبهة النصرة” أو تنظيم القاعدة أو أنصار بيت المقدس أو حتى الإخوان، حتى داخل القوى الثورية أصبح التخويين واستحلال الدم هو العادي، فاشية دينية وفاشية عسكرية، ولكن للأسف حتى لو تولينا السلطة في يوم من الأيام سننتج فاشية جديدة باسم جديد. وأخيراً أعود مره أخرى للموضوع الأصلي وهو خطورة ما يحدث.. ما يحدث في سوريا والعراق خطير، ما يحدث في سيناء أكثر رعباً، والمعالجه الأمنية فقط خطأ كبير وزيادة عدد الضحايا الأبرياء السيناوية والمدنيين من الأهالى والنشطاء -اللي مش إرهابيين- سيزيد المشكلة تعقيداً وخطورة في سيناء. وزيادة أعداد الضحايا الأبرياء المدنيين -اللي مش إرهابيين- في الوادي وداخل المدن تحت شعار (الحرب ضد الإرهاب) لن يزيد المشكلة إلا تعقيداً، ولن يؤدي إلا لتحول شباب مظلوم إلى إرهابيين حقيقيين، المستقبل مظلم والعنجهية العسكرية وغرور الدوْلجيّة سيؤدي بنا جميعاً لكارثة لن ننتبه لها إلا بعد حدوثها.