احمد ماهر ابراهيم الطنطاوي (احمد ماهر) – الصندوق .. الكحلى – الجزأ الأول

اسم السجين (اسم الشهرة) : احمد ماهر ابراهيم الطنطاوي (احمد ماهر)

النوع الاجتماعي : ذكر

تاريخ تحرير أو نشر الرسالة : 5/23/2014

السن وقت الاحتجاز: 35 عام

الوظيفة – نشاط بالمجال العام: مهندس – مؤسس حركة 6 أبريل

مكان احتجاز المرسل : منطقة سجون طرة

الصندوق .. الكحلى – الجزأ الأول

الصندوق .. الكحلى – الجزأ الأول منذ البداية لم أكن مستريح لمقابلتهم وكنت قلقا منهم، لم يكن القلق يساورنى وحدى، بل كان مسيطرا على معظم الرفاق فى ائتلاف شباب الثورة.. قاموا بالاتصال بنا بعد يومين من تنحى مبارك عن السلطة وتكليف المجلس العسكري بحكم البلاد، احتفلنا مع من احتفل ولكن كان هناك أيضا الكثير من القلق.. ماذا سيفعلون بعد ذلك، وما هذه الهتافات الهستيرية «الجيش والشعب إيد واحدة»، هناك شيء مريب، ولماذا بدأ الإخوان فى إزالة الخيم فجأة وبدون تنسيق معنا، ولماذا قرروا إخلاء الميدان فجأة بدون أن نفهم ما حدث، ولماذا نجد كل النخب والشخصيات السياسية ورؤساء الأحزاب ينصحوننا بإخلاء الميدان قبل أن نفهم ماذا سيفعل المجلس العسكرى، ومن هم وما هى خطتهم وما هى نواياهم أو أفكارهم. قاموا بالاتصال بالأسماء الرئيسية والمعروفة، وممثلين عن المجموعات الرئيسية أو الأفراد الرئيسية التى كان لها دور فى إطلاق الشرارة، ثم بعد ذلك توالت المقابلات مع باقى المجموعات، لم يمنع اتصالهم القلق فتنحى مبارك وتفويض المجلس تم بشكل مسرحى، وبالتأكيد لم ننس سماح الشرطة العسكرية للمهاجمين بدخول الميدان بالجمال والخيول يوم ٢ فبراير فى اليوم الشهير بموقعة الجمل، كنا نعلم منذ البداية أنهم اعترفوا بالثورة على مضض، فالثورة بالنسبة لهم هى فوضى غير مرغوب فيها، كلام غريب عن شيء اسمة الديمقراطية وحقوق الإنسان وخزعبلات يتحدث عنها المدنيون لا يفهمها ولا يقتنع بها العسكريون، ولكن الثورة مفيدة لهم لأنها أطاحت بجمال مبارك ومشروع التوريث، مشكلتهم لم تكن الفساد ولا الاستبداد ولا النهب ولا العشوائية فى اتخاذ القرار فى عهد مبارك، بل كانت مشكلتهم كيف سيقومون بتأدية التحية العسكرية لرئيس مدنى. أول مقابلة مع السيسى ومحمود حجازى -مسئول المخابرات الحربية ومسئول التنظيم والإدارة- قابلونا بترحاب ومديح مبالغ فيه، قالوا كلاما رائعا مثل أنتم أبطال مصر.. أنتم عملتم أكبر معجزة لمصر أنتم أشرف شباب فى البلد، أنتم فخر لكل المصريين، “انتوا يا شباب خلصتونا من أكبر كابوس، انتوا عملتوا اللى مانقدرش نعملة كعسكريين، انتوا حررتوا مصر”. زادنا الترحيب المبالغ فيه قلقا، وبعد المقابلة كان أغلبنا يشعر بالقلق ولكن هناك من كان متفائلا.. قمت بتذكرة البعض بأن الذى كنا نجلس معه هو مدير المخابرات الحربية.. عبد الفتاح السيسى، وصحيح أنه قال كلام فى غاية الروعة والعذوبية وخلانا نتنفخ فى نفسنا واستقبلنا استقبال الأبطال وقال كلام زى الفل عنا وعن الثورة، ولكن لا تنسوا أن الذين تم اعتقالهم بعد مقابلة البرادعى تم اقتيادهم «متغميين» للمخابرات الحربية للتحقيق معهم، ولا تنسوا أن الصحفيين والمحامين والشباب الذين تم اعتقالهم من المركز المصرى ومركز هشام مبارك ظلوا جالسين «متغميين» و«متكلبشين» فى المخابرات الحربية، وأن ضباط المخابرات الحربية الذين حققوا معهم كان كل همهم هو إخلاء ميدان التحرير.. كان هذا يوم موقعة الجمل.. السيسى ده كلامه معسول وحلو قوى بس شكله بيشتغلنا على فكرة، إحنا ماخرجناش من المقابلة بأى حاجة على فكرة، هكذا قال أحد الرفاق.. السيسى ده حوارجى على فكرة، هكذا رد أحد الزملاء.. طالبنا بإصلاحات واضحة وإجراءات واضحة لكن السيسي أجاب على أشياء أخرى ليس لها علاقة بما طرحناه. بعد توالى المقابلات بدون أى نتيجة مع المجلس العسكرى رغم أن كل مرة كنا نذهب بخطة إصلاحات واضحة ومتفق عليها حول كل المجالات، ملف الإصلاح الاقتصادي، التشريعات الهامة للفترة الانتقالية والمحاسبة والمحاكمات والعدالة الانتقالية، الشهداء والمصابين، إصلاح الداخلية، الدستور، والانتخابات الرئاسية… قدمنا لهم الكثير من الأفكار المدروسة والعديد من الأفكار مع كيفية تحقيقها، ولكن الرد هو كلام جميل ولطيف ولكن هناك تجاهل تام، وكأننا لم نتحدث من الأساس.. استمر كل فاسد في مكانه واستمر كل شيء كما كان قبل ٢٥ يناير، تحججوا بالقوانين واللوائح وطول إجراءات التقاضي، رفضوا الإصلاح والتطهير بحجة عدم إغضاب المسئولين الفاسدين، قدمنا لهم خارطة طريق وإصلاحات اقتصادية وسياسية واجتماعية ولكن كانت اجتماعاتنا معهم مضيعة للوقت.. كان واضحا أن هدفهم هو الحفاظ على نظام مبارك كما هو، ومع اعتراضنا أكثر على أسلوب إدارتهم تقاربوا أكثر مع الإخوان.. ثم اخترعوا ائتلافات وحركات ثورية مؤيدة لهم غير مزعجة مثلنا.. ماطلوا وماطلوا وتحججوا بالقانون والإجراءات والروتين ثم تحججوا بعد ذلك بائتلافاتهم البديلة المطيعة.. لم تحدث أى خطوات بسيطة إلا بعد ضغوط رهيبة. وفى ٨ يوليو ٢٠١١ بدأ اعتصام التحرير للمطالبة بما طالبنا به من قبل، التطهير من الفساد، إصلاح المؤسسات، حقوق الشهداء والمصابين، العدالة الانتقالية، إقالة رموز نظام مبارك، المحاكمات.. ولكن فجأة صدر البيان ٦٩ من المجلس العسكرى بيان رسمى غريب صدر فى ٢٣ يوليو يتهم حركة ٦ إبريل بالعمالة والخيانة والتخريب، ثم ظهر الروينى فى الإعلام ليكيل الاتهامات. ما هذا الهراء الذى يحدث؟ ما تلك العصابة التى تحكمنا؟ هل فعلا يصدقون أننا عملاء وأخذنا تمويلا خارجيا؟ إن كانوا فعلا يقتنعون بذلك فهم مجموعة من الحمقى.. عن أى تمويل يتحدثون وهم من سلطاتهم مراجعة حساباتنا ومعاملاتنا المالية، هل يكونون أفكارهم ويصيغون بياناتهم الرسمية بناء على وشاية أو مكيدة أو إشاعات خصوم سياسيين؟ أى حمقى يحكموننا هل يكذبون وهم يعلمون أنهم يكذبون؟ أى عصابة تحكمنا؟.. ما الذى يحدث؟ ومن صاغ هذا البيان المنحط، ومن هذا الروينى الذى يحرض ضدنا فى وسائل الإعلام.. قدمنا بلاغات ضد الروينى والمجلس العسكرى وطالبنا بالتحقيق معنا فيما يقال ولكن التحريض الإعلامي مستمر. لم أكن يوما من هواة التواصل مع الأجهزة، وكان عدائى الصريح لجهاز الفاسدين والمجرمين الذى كان يطلق عليه جهاز أمن الدولة هو السبب فى اعتقالات كثيرة وتعذيب وقع لى قبل ثورة ٢٥ يناير، أمن الدولة هم مجموعة من الضباط الفاسدين المجرمين الذين يتحكمون فى كل شيء فى البلد ويحاصرون المجال السياسى ويقمعون المعارضة من أجل حماية نظام مبارك ورجال الأعمال الفاسدين، كانوا يكرهوننى قبل الثورة بسب رفضى للتواصل معهم ولايزالون يكرهوننى ولهم بالطبع دور كبير فى الشائعات، أما باقى الأجهزة -وهى كان يطلق عليه الأجهزة السيادية وهى المخابرات العامة والحربية- فكانت غامضة بالنسبة لى وكل ما أعرفه أن علاقتهم بالسياسة بسيطة لا يتدخلون كما يفعل أمن الدولة. وبالطبع كان هناك سياسيون ورؤساء أحزاب حريصون على الود مع أمن الدولة ولا يرون مشكلة فى ذلك، وكان هناك أيضا صحفيون مشهورون حريصون على علاقة بالجهات السيادية كنوع من أنواع الحماية و«الضهر» حيث كنا نسمع قبل الثورة عن صراعات لهذه الأجهزة، وكان هناك قصص كثيرة عن أن الصحفى الشهير فلان تابع للمخابرات العامة، والصحفي الشهير فلان تبع الحربية وكان أحقرهم بالطبع من يصنف على أنه أمن دولة. وبعد الثورة وبعد اقتحام مقرات أمن الدولة أصبحت المخابرات الحربية هى المشرفة على أنشطة وملفات أمن الدولة وكذلك لها السلطة على المخابرات العامة. ورغم أنى حضرت اجتماعات مع المجلس العسكرى مع معظم أعضاء المجلس عندما كانوا يقابلون القوى السياسية والشبابية ورغم أن السيسي مدير المخابرات الحربية كان يحضر معظم الاجتماعات إلا أننى لم أتعامل مع المخابرات العامة من قبل وتعتبر جهة غامضة بالنسبة لى، وحتى اجتماعات مراد موافى مع بعض رموز القوى المدنية وبعض ممثلى القوى السياسية لم أهتم بحضورها ولكن بعد بيان٦٩ والحرب الإعلامية ضدنا كان لابد أن أفهم ما يحدث. وقام بعض الأصدقاء القدامى بترتيب اجتماع مع اللواء مراد موافى وحضره كذلك اللواء رأفت شحاتة، وسألته: هل أنا خاين وعميل وباخد تمويل؟ وهل فى أى سفرية لى قمت بشيء يضر بأمن مصر كما يقولون؟ فقالى لى: مين اللى قال كده؟ فرددت أنه يقال إن المخابرات العامة هى المسئولة عن الحرب الإعلامية ضدى وضد ٦ إبريل.. ضحك وقال: بالطبع لا.. إحنا مش بنعمل إشاعات وأنا عارف كل تفاصيل سفرياتك والمحاضرات اللى بتقولها فى الجامعات والمؤتمرات اللى بتحضرها، وتقريبا حد هو اللى عايز يعملك قضية، لكن لما المجلس العسكري طلب معلومات عنك اديتلوهم كل المعلومات وقلت إن أحمد ماهر آه بيسافر لكن مفيش تمويل ولا شبهات كما يقال، والمخابرات العامة ليست جهة حكم وليست سلطة، إحنا جهة معلومات فقط، هو فيه بس مهندس اتصالات كان مرشح يكون وزير اتصالات ولما طلبوا معلومات عنه قلت لهم إنه فى إحدى السنوات قعد فى اجتماع مع شركة اتصالات إسرائيلية، والمهندس ده عمال يشتمنا كل يوم فى كل القنوات، وأنا مش سبب عدم توليه الوزارة أنا جهة معلومات ولست صاحب قرار.. «ملحوظة: المهندس المقصود هو الآن مسئول الشباب فى حملة المرشح الرئاسى». ثم انتهى الاجتماع سريعا لأنه كان قبل اجتماع إطلاق سراح جلعاد شاليط. وقبل الانصراف قلت: إن الكلام مطمئن لأن لو فعلا أكبر جهاز أمنى معلوماتى فى مصر لو مقتنع فعلا أننا خونة وعملاء وبناخد تمويل تبقى مصيبة لأنهم ساعتها يبقوا بيبنوا معلومات على إشاعات ومكائد سياسية وليس وقائع. كانت العلاقة متوترة مع المجلس العسكري بعد شهور من رحيل مبارك، وتقريبا كانت الاتصالات مقطوعة بعد بيان٦٩ ولكن كان لابد أن أفهم أسباب حملة التشويه بهذا المنظر غير المسبوق، فقام بعض الأصدقاء القدامى بترتيب اجتماع مع اللواء عبدالفتاح السيسي مسئول المخابرات الحربية وعضو المجلس العسكرى وحضر الاجتماع أيضا اللواء العصار مسئول التسليح.. وسألته نفس السؤال: هل أنا خاين وعميل وباخد تمويل؟ ظل السيسي يتحدث عن البلد والأخطار والثورة والدنيا والناس وفى الآخر قال إن بيان٦٩ بيان كان خطأ وناتج عن مكائد، وأن المجلس العسكرى يحترم ٦ إبريل وكل شباب الثورة الأبطال ولكن ما حدث قد يكون تسرعا وتصرفا فرديا ولا يعبر عن كل المجلس العسكري وأن «معظم» أعضاء المجلس يحترم ٦ إبريل والثورة ولا يصدق تلك الشائعات، فطالبتة بأن يصدر المجلس العسكري اعتذارا رسميا كما كان الاتهام فى بيان رسمى وكما كان التشويه بشكل رسمى فأجابني أنه من الصعب أن يعتذر أعضاء المجلس العسكري.. بس إحنا بنحبكم. وتطرق الحديث بالطبع لدكتور الاتصالات الذى تم رفضه كوزير للاتصالات فقال إن التقرير الأمني للمخابرات قال إنه قابل إسرائيليين في إحدى السنوات وبالتالى فيه مشكلة، والمجلس رفض. «ملحوظة.. الشخص المقصود هو المهندس حازم عبد العظيم مسئول لجنة الشباب فى الحملة الآن». بالطبع خرجت من الاجتماع مع المجلس العسكري بدون أي حاجة مفيدة كالعادة، ولكن السؤال هو: كيف تكون الجهات الأمنية فى مصر تعتمد على الشائعات والمكائد السياسية ومقالب الخصوم كمصدر للمعلومات؟ وكيف لا يصححون أخطاءهم؟ ولماذا يتورطون فى حملات تشويه غير أخلاقية؟ وكيف يستحلون تشويه وتدمير حياة من يختلف سياسيا مع النظام الحاكم؟ وأين الأخلاقيات فى أن تقوم المخابرات الحربية بتسجيل الحياة الشخصية ثم تسريبها لعبدالرحيم على، وعمل قص ولزق بهدف الإساءة للمعارضين ولشباب الثورة؟ ولماذا تتدخل الأجهزة الأمنية في السياسة ولماذا تشترك فى عراك سياسي وتشويه؟ وكيف يمكن أن نطمئن لمن يعتمد فى مصادره على قصص ساذجة ومفبركة وخيال مريض؟ كيف نطمئن لمن كان مسئولا عن التنصت على حياة المعارضين أن يكون رئيس جمهورية؟ ولماذا تهتم الأجهزة بالسياسة ولا تركز فى وظيفتها بحماية مصر من المؤامرات؟ وهل السفر لحضور مؤتمر أو مقابلة صحفى أجنبي أو دبلوماسى يعتبر مؤامراة؟ وإن كانت مؤامرة فلماذا مسموح لأنصار النظام فقط؟ وإن كنتم تعلمون حياتى وأنى لا أملك أرصدة وأعيش فى شقة ٧٠ مترا بالتقسيط وأن هناك ديونا وتعلمون أنه لم يحدث تمويل أجنبي من الأساس وأن كل ما يقال هو قصص كاذبة، بعضها من خصوم مرضى نفسيين، وبعضها للأسف من اختراعكم.. هل هذا عمل أخلاقى؟ احمد ماهر