احمد ماهر ابراهيم الطنطاوي (احمد ماهر) – السجن تهذيب وإصلاح

اسم السجين (اسم الشهرة) : احمد ماهر ابراهيم الطنطاوي (احمد ماهر)

النوع الاجتماعي : ذكر

تاريخ تحرير أو نشر الرسالة : 5/24/2014

السن وقت الاحتجاز: 35 عام

الوظيفة – نشاط بالمجال العام: مهندس – مؤسس حركة 6 أبريل

مكان احتجاز المرسل : منطقة سجون طرة

السجن تهذيب وإصلاح

السجن تهذيب وإصلاح من أكثر العبارات المستفزة في التاريخ هي تلك العبارة التي يقولها أصدقائك للتخفيف عنك “أنتوا في السجن الصغير وإحنا في السجن الكبير” أو “بكرة تخرجوا من السجن الصغير للكبير”. ربما يستخدمها قائلها للتخفيف عن المعتقل والإيحاء بأن من هو غير محبوس يعاني أيضاً من غياب الحرية في السجن الكبير “مصر يعني”. “وآدي مفهومهم للتغيير .. سجن صغير يبقى كبير” هتاف كنت بهتفه في 2005 ولكن أقسمت ألا أهتفه أو أكرره وراء أي شخص بعد حبسة 2006 التي تعدت الشهرين. فرق شاسع ولا وجه للمقارنة بين السجن الصغير والسجن الكبير، لا إنكار أن السجن الكبير “اللي هو مقصود به مصر يعني” يعاني من القمع والاعتقال العشوائي والقتل على أساس الهوية، ويعاني من تكميم الأفواه وكبت الحريات، والديماجوجية والفاشية والحكم السلطوي المستبد، وإغلاق الصحف والرقابة على الإعلام.. وهناك ماهو أكثر من ذلك ولكن المساحة لا تكفي لسرد وقائع القمع في السجن الكبير. ولكن في السجن الكبير هناك مميزات كثيرة لا توجد في السجن الصغير “زي طره، أبو زعبل، وادي النطرون…” في السجن الكبير “مصر” صحيح سهل تدخل السجن الصغير لمجرد رأي أو مقالة لكن في مميزات كتير .. في السجن الكبير “مصر” تقدر تشوف أولادك وتكون جنبهم وتلعب معاهم، بلاش دي .. ممكن تتفرج على التليفزيون، بلاش التليفزيون .. ممكن تصحى وقت ما تحب وتنام وقت ما تحب، ممكن تتمشى وقت ماتحب بدل ما تلاقي ركبك وجعاك ومفاصلك بتطقطق لوحدها من قلة المشي والحركة عموماً. في السجن الكبير تستطيع أن تجري، تتحرك، تسافر .. تاكل اللي تحبه وتاكله براحتك .. تعرف الأخبار وقت حدوثها، تدخل السينما وتسمع الأغاني اللي عايز تسمعها. تقدر تكون مع والدتك وهي مريضة وتطمئن عليها وتوديها للدكتور لما تتعب. السجن سجن، تشبيه البلد بالسجن الكبير للتخفيف على من هو محبوس .. تشبيه في غير محله، لا وجه للمقارنة إطلاقاً .. مهما حول العسكر مصر لسجن كبير. لا اعرف لماذا تم إلغاء عقوبة النفي للسياسيين، النفي برضه أرحم بكتير، نفي لعام أو حسب فترة العقوبة.. كانت موجودة في مصر حتى فترة قريبة، صحيح النفي أيضاً صعب لأنك تكون بعيداً عن بلدك ولا تستطيع التواجد في أهم الأحداث التي تمر بها ولكنك على الأقل لديك بعض الحرية في المنفى، تستطيع أن تتحرك وقت ما تشاء، تجري، تحرك رجلك، تحرك دراعك، تاكل وقت ما تحب، تشوف ناس جديدة. درسنا وسمعنا عن شخصيات كتير تم نفيهم خارج البلاد في عصور كثيره سواء نفي إجباري أو اختياري.. عرابي، النديم، البارودي وسعد زغلول… كثيرون تم نفيهم بسبب الثورة أو بسبب اعتراضهم وإزعاجهم للوالي أو الخديو أو مساهمتهم في نشاط معارض للسلطة أو كتاباتهم وآرائهم، نفوهم كعقوبة بدلاً من السجن .. كعقوبة لأن الإبعاد الإجباري عن مصر عقوبة. ولكن هل تعلم أن عرابي الذي تحدى الخديو وقال “لن نستعبد بعد اليوم، ولقد خلقنا الله أحراراً” هل تعلم أنه تم معاملته عند عودته من المنفى كخائن وعميل. بغض النظر عن إنه تم خيانته من بعض رفاقه المصريين أثناء المعركة، وهناك من انحاز للسلطة بحثاً عن الأمان أو المكسب أو الوظيفة “وسط المعركة” فهُزم عرابي ورفاقه، وتمت محاكمتهم ونزع رتبهم العسكرية ومصادرة ممتلكاتهم ونفيهم لسريلانكا عقابا لهم على تحديهم الخديو، بعد نفي عرابي ورفاقه تم تعطيل الدستور وتعطيل الحياة السياسية في مصر لسنوات طويلة. الجدير بالذكر أن عرابي عندما عاد لمصر بعد سنوات طويلة في المنفى ليقضي آخر أيام حياته في مصر وجد أن المصريين يعاملونه بشكل مهين كخائن وعميل وسبب الاحتلال، وكان الجميع يتحاشى السلام عليه أو حتى رد السلام، قالوا عن عرابي .. “إيه اللي وداه هناك وإيه اللي خلاه يتحدى الخديو، ما احنا كنا عايشين وكويسين وفي استقرار، كان لازم عرابي يعمل ثورة وفي الآخر يحصل احتلال، احنا مالنا ومال السياسة، عرابي هو سبب خراب مصر، عرابي سبب الاحتلال، ما احنا كنا عايشين في أمان بناكل ونشرب وننام” … رغم أن عرابي تم معاملته كبطل في المنفى .. فهو الرجل الوطني الذي تحدى الظلم. ظل عرابي يتم توصيفه كخائن وأحمق لسنوات طويلة في الكتابات والصحف المصرية لسنوات طويلة حتى بعد وفاته، وكانت السلطة الحاكمة في مصر تتعمد تشويهه إن ذكر اسمه بل وكان ذكر اسمه يعتبر من المحظورات. والجدير بالذكر أيضاً ان الثوار الذي تم نفيهم لسريلانكا اختلفوا أيضاً مع بعضهم البعض في منفاهم بعد فترة، رغم أن أهل سريلانكا عاملوهم كأبطال أسطوريين لمواقفهم الوطنية وانحيازهم لأبناء وطنهم وتحديهم للسلطة الظالمة والاحتلال الإنجليزي .. إلا أن افة التخوين أصابت الثورا في المنفى واختلفوا اختلافاً شديداً عندما قيموا ما حدث ولم يستطيعوا تحمل فكرة تحمل اللوم أو النقد أو الاعتراف بالأخطاء التنظيمية… أصل احنا مصريين. أحمد ماهر ليمان طره