حسن البنا مبارك (حسن البنا) – الصديق آدم

اسم السجين (اسم الشهرة) : حسن البنا مبارك (حسن البنا)

النوع الاجتماعي : ذكر

تاريخ تحرير أو نشر الرسالة : 6/13/2018

السن وقت الاحتجاز: غير معلوم

الوظيفة – نشاط بالمجال العام: صحفي

مكان احتجاز المرسل : منطقة سجون طرة

الصديق آدم

الصديق آدم…
رسالتك كانت رائعة، بكيت كتير وأنا بقرأها مرة وإتنين من شدة إحساسي بصدقها وبساطتها، وكانت للمرة الأولى حد يكتبلي عن تخيله لتفاصيل يومياتي هنا، اللي تبان إنها تافهة، لكنها ساعات بتخليني أكون عاوز أخبط راسي في الحيط فجأة، زي مرة أول ما دخل الصيف، كنت واقف بشرب سيجارة على باب الزنزانة ومطلع دراعي برة، فخبطت فيه نسمة هوا زي اللي كنت ببقى متعود عليها قبل الفجر لما أسهر على قهوة في الشارع، ساعتها كنت هتجنن إزاي مش مسمحولي أقوم أتمشى في الشارع أو أقعد على قهوة، ساعتها كتبت وأنا مش عارف بكتب لمين : ” لأن المناسابات الرسمية والشخصية ونسمة الفجر تجدد شعوري بأني سجين، كأنه للتو قد عصبت وقيدت يداي ورميت في الظلمة، أو كأنها المرة الأولى التي يغلق علي فيها باب لم يصمم لكي يفتح من الداخل”
وبردو قبل رمضان كتبت في رسالة ما بعتهاش لحد :” لأن لي مقعدا إلى جواركم لم أتنازل عنه، لأن لي مكان بينكم لم أفارقه بإرادتي، لأنه حين سينادي المنادي أن أذهبوا الظمأ، لن يذهب ظمأي إليكم…
لأنه يعز علي أن أطعم بالذل وأشرب بالذل، لأنه وإن كان سجاني لا يعرفني ولن يقدرني قدري فأنتم تعرفون، لأن رفاقي هنا وإن تلطفوا وأحسنوا فلن يستبدلوكم، فإنهم ولو كانوا خيار الناس، فإنهم ليسوا خياري…
لأنني لا أعرف بعد كيف سيكون طعم الشهر بدونكم، إلا أنني بالفعل قد اختبرت عموم الحياة في البعد والتغيب..
لأن كل خياراتي كانت فاشلة، إلا أنتم، لأن رمضان من دونكم شهرا من الأشهر وأياما من الأيام،,.’
لأنني وإن لم أقاوم السجان ولم أر في منازلته إلا مزيدا من الألم والهزيمة، إلا أنني لم أستسلم إلى الاعتياد بعد.
لأن المواساة والتضامن وإن كانت تزعجني أحيانا لما فيها من استعطاف إلا أنها من جانب آخر شخصي بحت، تقول لي حتى وإن عدمت الإنجاز الذي يدلل علي ويضيف إلى اسمي تعريف؛ فهؤلاء تعريفي وإنجازي، وسنيني التي قد قضيتها في الثرثرة حول كل شيء وأي شيء”
حسن
١٣/٦/٢٠١٨