رجائي عبد العظيم حسن – ضاعت الكلمات وتاهت مني الأفكار

اسم السجين (اسم الشهرة) : رجائي عبد العظيم حسن

النوع الاجتماعي : ذكر

تاريخ تحرير أو نشر الرسالة : 6/26/2015

السن وقت الاحتجاز: غير معلوم

الوظيفة – نشاط بالمجال العام: –

مكان احتجاز المرسل : منطقة سجون أبو زعبل

ضاعت الكلمات وتاهت مني الأفكار

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين .. ضاعت الكلمات وتاهت مني الأفكار ولكنى سأحاول لملمة الكلمات .
أعرف أنكم مشغولون بي فأحب أن أؤكد لكم أننا في معية الله وفي كنف الرحمن وأمان السلام قد فرغنا لطاعته وعزلنا عن معصيته وحرمنا من الغفلة فمن نعمه علينا أن شغل الناس بنا وشغلنا بذكره وطاعته .. رقت قلوبنا وسمت أرواحنا ونحن من نصر إلى نصر ومن فيض إلى فيض ومن يقين إلى يقين ، نحن في سعادة غامرة تفيض من قلوبنا فتملأها كل جوانحنا ترفرف في السماء ونحلق مع الأحرار الأطهار في جنة الحرية .
أسعد حينما أخلوا بفكري أتذكر أيامنا الجميلة وأكلم بلال عن الرجولة والشجاعة وأوصيه يا بلال كن رجلاً مؤمناً ، تعلق بالله وبالقرآن تسعد وأتخيله وهو يتقدم من سورة إلى أخرى يرتل آي القرآن وإذا به رجلاً يحمل الراية ومن حوله الأبطال وعن يمينه براء هذا الفتى المقدام في الميمنة لا يلتفت خلفه ولا يحسب العواقب مادام في رضا الله أراه وقد عادت إليه الراء وانضبط لسانه يتوضأ للصلاة أما الباسل فهو الصغير المدلل أريد أن أعتذر إليه فأنا أشتاق إليه وما يؤثر في أني لا أكبر معه في هذه اللحظات وهو يتقدم في النطق والكلام والمشى والحركة .
ما أحب أن يعلمه أولادي ويدركوه أنى أشارك في صناعة مستقبل أفضل لهم وأخط لهم طريقاً ممهداً وارف الظلال وأحجز لهم مكاناً في التاريخ وأعقد لهم صفقة مع المجد وأبرم لهم عقداً مع الحفيظ العليم أن يحفظهم .
نعود من بعيد إلى أمي الحبيبة الصابرة المجاهدة أراد الله أن يثقل ميزانك بمحنتي وفراقي وأسعد بأني أشترى لك منزلاً في الجنة بثباتي فالصبر خير زاد وثواب الصبر بغير حساب فأنا أجاهد بالصبر والثبات في روضة السجن (سجن أبى زعبل) وأنت تشاركينني الأجر والثواب .
أمى الحبيبة أقبل يدك الحانية وأربط على فؤادك الطائر شوقاً إلي وقريباً ملتقى بنصر أكيد وعز محتوم .
زوجتي وقرينة روحى وشقيقة نفسي وزميلتي في دربى أقبل الجبين الساجد لله ، صدقيني لم نفترق لحظة واحدة لأننا نسير في درب واحد فأنت معي في قلبي وفي خيالي ولولا العيون التي تراقبنى وأنا أكتب هذه الكلمات لقلت أكثر من ذلك ولكن مع كل حرف صفحات وبين السطور آهات وذكريات وأحلام وفي غد لقاء في فرح وسرور ونصر وحبور وحب لا يبور .
إخوتي الأعزاء الأشقاء وأولادهم الأبناء ما زلت كما كنت معكم فأنا المبدأ فكونوا مع الحق كما عهدتكم وافعلوا الخير كما عرفتكم وكونوا أقوى وأجلد فالفرج قريب والنصر أكيد والأمر قد انتهى فى السماء وجرى به القضاء فاستعدوا للقاء .
تحياتى وسلامى وحبى وودى لكل من أحب ومن أعرف ومن سأل .. بلغوه سلامى فأنا مع الله عز وجل ضيفاً عليه فهو حسبى ونعم الوكيل .
المحب لكم جميعاً
رجائى عبدالعظيم حسن
المعتقل بسجن ليمان أبو زعبل