شريف ابو المجد – رسائل إلى الآباء والامهات – الرساله الثالثه

شريف ابو المجد – رسائل إلى الآباء والامهات – الرساله الثالثه

اسم السجين (اسم الشهرة) : شريف ابو المجد

النوع الاجتماعي : ذكر

تاريخ تحرير أو نشر الرسالة : شهر ديسمبر من عام 2014

السن وقت الاحتجاز: 65 عام

الوظيفة – نشاط بالمجال العام: عضو هيئة تدريس بكلية هندسة المطرية بجامعة حلوان

مكان احتجاز المرسل : منطقة سجون طرة

ملاحظة: لم يتم التوصل لتاريخ تحرير أو نشر الرسالة بالتحديد خلال العام المدرجة خلاله، وتم افتراض إدراجها بتاريخ آخر يوم في العام أو الشهر -إن حدد- لأغراض تقنية.

رسائل إلى الآباء والامهات – الرساله الثالثه

لقد حاولت أن اوضح فى الرسالتين السابقين ان فتره الاعتقال لو احسن استغلالها لما اصبحت وقتا ضائعا ، وانما ستصبح – بإذن الله – فتره نافعة جدا ً لابنائنا الطلاب سواء فى اكتساب مهارات الحياه او استكمال جوانب شخصيتهم ، وسأحاول فى هذه الرساله ان اتناول دور الاب والام فى هذه المحنه ، وكيف بعطون القدوه لابنائهم المعتقلين فى الصبر واكتساب مهارات حياتيه وشخصيه فى نفس الوقت .
اولا ً: حكمة الابتلاء : الابتلاء سنة من سنين الله تعالى وله فيه حكم متعدده فقد نص على ذلك بوضوح فى اول سوره العنكبوت ” الم ، احسب الناس ان يتركوا ان يقولوا آمنا وهم لايفتنون ” ، بالطبع لا ، فالابتلاء سنه من سنن الله لعباده لينظر كيف يعملون ، يصبرون ام يجزعون ؟ وكان الخليفه الثانى – الفاروق – يقول ان له فى البلاء ثلاثه امور للشكر عليه وهى :
الاول : انه لم يكن فى دينه .. نسأل الله تعالى ان لايقتننا فى ديننا .. آمين
الثانى : انه لم يكن اكبر من ذلك : فاعتقال الابن ارحم كثيرا من اصابته بالرش او الرصاص – لاقدر الله .
الثالث : انه قد وهن الله القدره على الصبر عليه : وهو الصبر الجميل الذى لاجزع معه ولابد ان يبحث الابن المعتقل ووالده عن حكمه الله فى ابتلاءه هو شخصيا ، فقد تكون انه او والديه لايتحملان اصابته بالرش او الرصاص ، والمصابون يتساقطون كل يوم ، وقد تكون فى استكمال جوانب الشخصيه مثل الرجوله والصبر وتحمل المسئوليه ، وهى جوانب او استكملها ابناؤكم فى فتره الاعتقال فستكون افضل من اى بكالوريوس او ليسانس ، وقد تكون فى زياده الروابط الاسريه
والمؤمن الفطن هو الذى يبحث عن حكمة الله فى المحنه ، ثم يستفيد من المحنه اقصى استفاده ، فى التخلق بصفات معينه او التخلص من عادات سيئه ، او اكتساب مهارات محدده ، واكتساب الصفات ممكن لان رسول الله ( ص ) قال : ” انما الصبر بالتصبّر وانما الحلم بالتحلّم
ثانيا دور الاب والام مع الابن المعتقل
رغم اننى ارى ابنائى الطلاب جالا ً لم تهزهم المحنه ، وتراهم ضاحكين مملئين حياه ويتصرفون كأحسن مايكون ، الا اننا ينبغى ان لاننسى انهم دون العشرين ، وان الموجة عاليه والظلم طاغ ٍ والحبسة طويله ، ولابد ان يكون الدور الاساسى للاب والام فى هذه المحنه هو تثبيت الابن ، وهذا لن يحدث الا اذا كانا هما اصلا ثابتين وبعث الامل والثقه بالله فى نفسه ، ويجب ان يكونا اصلا ممتلئين املا ً وثقة بالله ففاقد الشىء لايعطيه
وليت الاب يكون مصدرا ً دائما لدعم الابن – كما نرى فعلا ً كثيرا من الآباء ، فى حسن استغلال وقته اثناء الاعتقال ، وليته ينصحه بوضع خطه لذلك ويتابعه فى تنفيذها ويحفزه فهذا الجهد من الابن المعتقل يهون عليه الحبس ، ولايجعله يحس بثقل الوقت
ثانيا : عدم الانخداع بالاعلام المفرض : الذى شوه الحركه الاسلاميه التى اختارت السلميه اختيار استراتيجيا وليس تكتيكيا ً ، ولم يثبت على اعضائها اى حادث عنف قبل الانقلاب ، ولكن الانقلاب دأب على شيطنه الحركه الاسلاميه والصاق كل تهمه بها دون بينه ، فليت الاب والام يفهمان حقيقه الوضع ولايمثلان عبئا نفسيا على ابنهم المعتقل بتبنى آراء اعلام الانقلابيين
ثالثا : الكف عن الشكوى من السنوات الضائعه : من عمر الابن المعتقل ، فكما اوضحت فى الرسالتين السابقتين ان فتره الاعتقال يمكن ان تكون مثمره جدا ً فى اكتساب مهارات الحياه وتحسين الشخصيه ، ولكن لابد من تحديد المهارات المطلوبه وجوانب الشخصيه المراد تحسينها ثم وضع خطه لذلك
المهارات المطلوبه لسوق العمل فى القرن الجديد : لقد وقعت مصر من عشرين سنه اتفاقيه التجاره الحره التى تمنع وضع قيود من اى نوع على السلع والخدمات ، ومعنى هذا ان المهندس او الطبيب او المحاسب المصرى سيكون فى تنافس مع مثيله الهندى او الفيلبينى ولذا ففى الجانب الهندسى مثلا – وانا مهندس استشارى منذ ثلاثين عاما – يجب ان يكون لدى المهندس مهارات مثل : القدره على العمل فى فريق متعدد التخصصات – الوعى بالجوانب البيئيه عند دراسة اة مشروع – القدره على قيادة فريق – مهارات الاتصال والعرض واستخدام الحاسب الالى والبرامج الجاهزه ، ولما لم تعنى الجامعات والمعاهد الهندسيه فى مصر بهذه الجوانب اصبح المهندس الاردنى والفلسطينى واللبنانى اشد طلبا فى السعوديه والخليج من المهندس المصرى ، ولذا فاستكمال المهارات وجوانب الشخصيه هام جدآ للعمل بعد التخرج ، وليت ابنائى الطلبه يضعون خطه لاستكمال كل مايمكن منها للاستفاده بفتره الاعتقال احسن استفادة
وليعرف الآباء والامهات الاهم فالمهم ، فالاهم ان يصبح ابنهما رجلا بكل ماتحمله الكلمه من معنى ، والتالى فى الاهميه هو ان يصبح مهندسا او محاسبا او طبيبا ، وهذه المحنه ستصنع منه ليس فقط رجلا ، ولكن رجل فاهم لدينه عامل لرفعه وطنه
رابعا : الدعاء والابتهال الى الله : وهما من افضل الاعمال اثناء المحن ، وانتظار الفرج عبادة ، ولكن اهم شىء هو عدم استعجال الاجابه ، فقد يكون الله يدخر الاجابه منزله ً اعلى فى الآخره ، وقد تكون المحنه فرصه للتفكير عن الذنوب .
اخيرا ً اسأل الله ان يرضّنا بقضائه ويجعلنا من الذين يستمعون القول فتبعون احسنه ، ونسأله افراجا عنا جميعا عاجل غير آجل .. آميـن