شريف فرج ابراهيم حسن (شريف فرج) – صراصير الاعتقال

اسم السجين (اسم الشهرة) : شريف فرج ابراهيم حسن (شريف فرج)

النوع الاجتماعي : ذكر

تاريخ تحرير أو نشر الرسالة : 4/6/2014

السن وقت الاحتجاز: 31 عام

الوظيفة – نشاط بالمجال العام: عضو هيئة تدريس ومدرس مساعد بكلية الفنون الجميلة بجامعة الإسكندرية – عضو مؤسس في مبادرة “أنقذوا الإسكندرية”

مكان احتجاز المرسل : سجن الحضرة العمومي

صراصير الاعتقال

صراصير الاعتقال
من الطبيعى والمنطقى أن دخول فصل الصيف يعنى الاستعداد للمصيف والرحلات ومراكب الصيد والساحل الشمالى وطبعًا معسكر جامعتى العزيزة باجوش.
لكن إطلالة صيف 2014 لها طبيعة خاصة، هكذا الاعتقال يجعل لكل شئ مذاق مختلف. هنا الصيف يعنى هذه الكائنات الخرافية (الصراصير).

لأمى طقوس صيفية، تشبه طقوس الأعياد والاحتفالات وضيف ذو درجة مهمة، كل جهدها تطلقه لاستمرار مكافحة الشغب من ثلاثة أولاد وأبوهم – يضاف إلى هذا وسواس النظافة.
تؤمن أمى أن الوقاية خير من العلاج وأن المكافحة المبكرة لأى صرصور خير من الصرصور نفسه .
ولكن هذه كائنات خرافية حقًا – حتى إعلانات “ويستمر وينتشر ويتوغل” باتت عاجزة مثلها مثل “يقتل 99.9% من البكتريا” قال يعنى خلاص الـ 0.1% هو اللى جامد أوى – كلهم بيضحكوا علينا بأسلوب واحد زى الأوكازيونات المصرية.
اللحظات الكارثية هى اللحظات التى يفقد فيها صرصار طائر اتجاهه إلى بيتنا -حالة طوارئ ج- هذا يعنى أن أمى قد اختفت خلف هذه الباب البعيد وأحكمت اغلاقه عليها وهيا تنادى بصوت عالى “صرصار بيطيير” – طبعا من المهم أن تنادى فينا طبيعتنا الذكورية الشهامة وتستدعيها لنتحول كلنا إلى جنود اسبرطه (حلل فوق رؤوسنا وشاشب بأيدينا) ومع مرور الثوانى تسمع أمى صوت الشباشب قد ارتطمت بالحائط
فتنادى علينا : مات ؟
وكلنا فى صوت واحد : لسه
هذا الخوف الذى يدفع أمى للنظافة الدائمة ويدفعنى وإخوتى لارتداء الحلل على الرؤوس – أكاد أجزم أنه تلاشى معى فى هذه الظروف الضيقة فى هذا السجن.
أتذكر مشهد دخولى لهذه الزنزانة وكأنى دخلت بالوعة مليئة بالصراصير – كم كنت متقزز ومتأفف، لم أدر إلى الآن كيف مرت ليلتى الأولى هنا !
قد تكون غيبوبة من قشعريرة جسمى بسبب هذه الكائنات … مع مرور الأيام تلاشى الخوف – مع انقضاء الليالى أصبحت أكثر جرأة حتى أصبح منديل ورقى يكفى للإنتصار على هذا الهرقل .
هكذا الاعتقال يعلمك التعايش ويكسر عنك خوفًا اسمه “الصراصير”
دخل الشتاء؛ فدخلوا إلى شرانقهم.
فهاهم يعودون فاعلم بتقويم الطبيعة أن فصلا كاملا مر على فى هذا المكان !
وها قد تعلمت الدرس والآن أشتاق إلى الرحلات الصيفية ومعسكر باجوش

شريف فرج
سجن الحضرة