شريف فرج ابراهيم حسن (شريف فرج) – عيد أمي .. من خلف قضبان هشة

اسم السجين (اسم الشهرة) : شريف فرج ابراهيم حسن (شريف فرج)

النوع الاجتماعي : ذكر

تاريخ تحرير أو نشر الرسالة : 3/23/2014

السن وقت الاحتجاز: 31 عام

الوظيفة – نشاط بالمجال العام: عضو هيئة تدريس ومدرس مساعد بكلية الفنون الجميلة بجامعة الإسكندرية – عضو مؤسس في مبادرة “أنقذوا الإسكندرية”

مكان احتجاز المرسل : سجن الحضرة العمومي

عيد أمي .. من خلف قضبان هشة

عيد أمى .. من خلف قضبان هشة
رائعة هى الحياة بكل معانيها، فمن ظلمات رحم أمى إلى ظلمات جدران الاعتقال.
هكذا تأخذنى أيامى من الانعزال والتفكر إلى حالة من المقارنات المتتالية فهذه الأيام التى تعودت فيها على مزيد من الانشغال مع أمى وهديتها وكيف أغلف لها عيد أم سعيد .. تأخذنى ذاكرتى إلى يديها وأنا معها فى سعادة ذاهبين لنشترى لها فرحة، فأنا رجلها الصغير الذى ادّخر من مصروفه جنيهات لمثل هذه اللحظة.
يومًا بيوم أكبر وتكبر معى أيامى على عادة –رغم صغرها- إلا أنها عظيمة فى معانيها.
تستحضرنى هذه المشاهد المتتالية، لأننى فى مثل هذه الأوقات لم تكن لتمر علىّ إلا وأنا ارتمى فى أحضانها وألمس بخدى دفء قلبها وحنانها.
كل عام وأنتى بخير أمى ..
كل عام أنت فى صحة وكرامة وعزة بأبنائك وأحبابك
اعلمى يا أمى أن أيامى فى رحمك كانت أيام رحمة لى، فلما خفت علىّ غلفتينى فى أحشائك حتى أكبر وتكتمل تفاصيلى.
ولعل اعتقالى هو رحم الدنيا، يغلفنى من شر أو تكتمل فيه إنسانينى وينضج فيه ضميرى.
ها أنا بين ظلمتين …
ظلمة فيها الرحمة داخلك استقامت فيها خلقتى
وظلمة بعيد أنا عنك تستقيم فيها أخلاقى
وامتلك فيها نفسى فأكون حرًا بحق ..
كل عام أنتى بخير .. وكل أم بخير
ويا كل النساء .. كل عام وأنتن سر حياة البشرية وجمال معانيها
حبيبتى .. كل عام انتى بخير .. أحبك بدعوة أمى فيكِ

شريف فرج
سجن الحضرة
21 مارس 2014