شريف فرج ابراهيم حسن (شريف فرج) – 100 يوم من العزلة

اسم السجين (اسم الشهرة) : شريف فرج ابراهيم حسن (شريف فرج)

النوع الاجتماعي : ذكر

تاريخ تحرير أو نشر الرسالة : 3/6/2014

السن وقت الاحتجاز: 31 عام

الوظيفة – نشاط بالمجال العام: عضو هيئة تدريس ومدرس مساعد بكلية الفنون الجميلة بجامعة الإسكندرية – عضو مؤسس في مبادرة “أنقذوا الإسكندرية”

مكان احتجاز المرسل : سجن الحضرة العمومي

100 يوم من العزلة

إلى كل هؤلاء الذين عرفتهم فى حياتى فأضافوا إلىّ .
إلى كل هؤلاء الذين عرفونى ولو لم تسمح لنا أيامنا باللقاء.
إلى أهلى وطلابى وزملائى و أصحابى، اشتاق إليكم كثيرًا كثيرًا .

أشتاق إليكم شوقى إلى الحياة الطبيعية التى كتبها الله لى كإنسان .. لا الحياة التى فرضها علينا أشباه جنس البشر منزوعى الإنسانية والعقل والمنطق.
اعلم ان كل شئ بيد الله ولكن أقدار الله مقدره بأسباب الأرض فسحبى الله ونعم الوكيل ..
هكذا يمر عليا يوم ميلادى الثلاثون بعيدًا عن أهلى – بعيدًا عن حبيبتى – بعيدًا عن أصحابى وأصدقائى
وهكذا يمر يوم مناقشتى لرسالة الماجستير محاصرًا سجينًا بلا سبب ولا رحمة ولا منطق
وهكذا يمر … وهكذا يمر … وسؤالى المتكرر – إلى متى ؟!!

ليست القضية فى شخصى وفقط ولا فى حرمان أخى وتأخير يوم زواجه ولا فى خسارتى المادية والمعنوية ولا فى حرمان إنسانيتى وجسدى من شمس وخط أفق ولا فى دمعة محبوسة فى عين أمى وأبى ولا فى اشتياقى لحبيبتى ولا متعتى وسط طلابى ولا مناقشة مع أصدقائى ولا كل هذا الذى يحتاجه الانسان ويعيش لتحقيقه.

وإنما القضية فى عدالة غائبة
هكذا يمر اليوم المئة لا أعرف إلى الآن لماذا أنا هنا ؟!
ماذا تريد منى هذه البلد البائدة ؟ ماذا تريد هذه الأرض الفقيرة؟ ماذا يريد هؤلاء المتخلفين ؟
100 يوم لا دليل واحد على قتلى 34 شخص أو سرقة بنك أو تحريض على قتل أو …. أو ما يتبع من اتهامات جاوزت الـ 14 تهمة فى قضية واحدة ! – فأنا من الخطورة أحمل قضيتين لا واحدة – قضيتين بنفس التهم فى يومين مختلفين !! اليوم الذى يسبق خطبتى واليوم الذى يليه

ليس هذا ضحكًا مبكيا إذا ما قارناه مع متهم قضى عليه القاضى بسنتين وغرامة 50 ألف جنيه وهو متوفى منذ عامين ! قبل أحداث قضيته (قصة حقيقية لقضية فى الزنزانة المجاورة)
ولا فى من حكم عليه بسبع سنوات بتهمة حيازة كان بيبسى !!

أحمل لكم كلماتى هذه شوقا منى إلى طبيعتى الحرة منفثًا بها عن هم ألمّ بى من أيام لا تظهر معالمها ولا شكلها.
كل ما أعدكم به أنى سأجدد المحاولة لأن أحيا على أمل فى اللقاء بكم وأن أظل كما عاهدتمونى منتصرًا لما أراه حق ومدافعًا عن ما اتسق مع ضميرى ومعلنًا كرهى للفسدة ومن عاونهم.
وأطلب منكم أن تدعو لى وأن تنتصروا للحق

السجن لا يميت – السجن غير مخيف …
المخيف والمميت أن يموت بداخلكم إعلان ما آمنتم به فلا تسجنون بجدران من طين زائلة وإنما تسجنون بجدران أجسادكم الفانية ..
الأولى ستخرجون منها إلى الحياة ولكم إنسانية وكرامة تعتزون بها، والثانية أن تنتفى منكم ضمائركم وإنسانيتكم فلا يبقى داخلكم إلا شهوات فى أجساد جل هدفها فى الحياة تأكل وتشرب.

الظلم ظلمات يوم القيامة
الظلم ظلمات يوم القيامة
الظلم ظلمات يوم القيامة

والله لا يحب الظالمين

شريف فرج – سجن الحضرة
100 يوم من العزلة
بتاريخ 4 مارس 2014