صهيب سعد الحداد (صهيب الحداد) – كنا

اسم السجين (اسم الشهرة) : صهيب سعد الحداد (صهيب الحداد)

النوع الاجتماعي : ذكر

تاريخ تحرير أو نشر الرسالة : 11/2/2015

السن وقت الاحتجاز: غير معلوم

الوظيفة – نشاط بالمجال العام: صحفي

مكان احتجاز المرسل : مكان احتجاز غير معلوم

كنا

كنا كنا جبالآ في الجبال وربما..سرنا على موج البحار بحارا ، كان قد فات علي في هذا المكان ثلاث ليال معصوب العينين كنت، أجلسني ، وطلبت منه أن أسند ظهري على الحائط.. سمعت همهمته كنا جبالآ في الجبال وربما، فرددت عليه سرنا على موج البحار بحارا !. في الليلة السابقة ، سحبني من يدي إلى السيارة ، لو سمحت أنا رايح فين؟ كانت أمنيتي بأن أنجو من هذا الجحيم كفيل بأن أطير فرحآ برده علي ، كانت صورة إسلام عطيتو أسرع إلى ذهني من عرض ردة على عقلي ، سريعآ تصاعدت الدعوات إلى السماء، سريعآ سيطر على ذهني صورة جسدي ملقى في صحراء تشبعت رمالها بالدماء، هذا الجسد، فماذا عن الروح ، وأي روح أنهكت في سبيل الله فلا تخاف بقاء العناء ، فماذا عن روح لم تعرف بعد في سبيل من قد أنهكت !؟ إنت خلاص يابني هتتصفى. كنت أظن أن أعصاب يدي ستموت بعد برهه من الوقت وعندئذ ستنخفض آلام التعليق، أصوات صيحاتي تتسارع من أصوات ذبذبات الكهرباء على جسدي العاري ، ولم يحدث إلا أن طغت آلام التعليق على ذبذبات الكهرباء إلى الحد الذي كنت أواجه به ذبذبات الكهرباء ، بالصمت.. كم يستغيث المستضعفون وهم قتلى وأسرى.. فما يهتز إنسان في بعض الأحيان قد يفيدك تعصب العينين في ان ينغص عليك تفكيرك ، تلك الزنزانة الإنفرادية بذلك السجن الحربي، لماذا إنتهى إليها المطاف ؟! لماذا تبدو دائمآ النهايات بعكس البدايات ؟! هل هذا إبتلاء أم بلاء ؟! هل هذا قدر كتب لنا أم خطى مشيناها وذنوب إقترفناها !؟ مشيناها خطى كتبت علينا ، ومن كتبت على خطى.. مشاها. يقولون أن الأرواح تتلاقى في وقت السحر ، ترى ماذا عن الأرواح القابعة في غياهب ذلك السجن الحربي ؟ في درب الجهاد لا وقت للحب إذ يتصارع كل منهما في قلب سالك هذا الدرب ، لا عاقل يختار أن يقضي هذه الأوقات في التعذيب بدلآ من ان يقضيها سمرآ مع من يحب، إلا أنها الروح قد تسافر ، وحينئذ لا مجال للعقل ، وحينئذ لا يخلو قلب المجاهدين من الحب ، وحينئذ ينزل الله جل وعلا إلى سماء هذه الدنيا أن بردآ وسلامآ على قلوبكم أيها المعذبون في الاسر ، أن لا تحزوا لفراق أهليكم.. ولا تهنوا لخروجكم من آسر إلى آسر ، فإنه كان من كان قبلكم يخرجون من الغزو الى العز لم تضمد معه جراحهم ، حينئذ تتصاعد الروح . أن يا رب بلغ الأشواق في الأسر أتم عامي الثاني من ثاني عقد في عمري _ ترى إلى متى ؟!!