صهيب سعد الحداد (صهيب الحداد) – وللحلم بقية

اسم السجين (اسم الشهرة) : صهيب سعد الحداد (صهيب الحداد)

النوع الاجتماعي : ذكر

تاريخ تحرير أو نشر الرسالة : 6/24/2019

السن وقت الاحتجاز: غير معلوم

الوظيفة – نشاط بالمجال العام: صحفي

مكان احتجاز المرسل : مكان احتجاز غير معلوم

وللحلم بقية

وللحلم بقية
” ماريا ،بيسان .. أصفُ لكما يا صغيرتاي حال جيلٍ ، انتصر لحُلمهِ مرّةً ، ثم انهزم ! ، ولن ينجو من الهزيمة تلك ، إلا من لا زال يحلمُ بأن يعاود الكرّةَ ، ومن هو موقنٌ بنصر الله ، وأن ليس على الإنسان إلا ماسعى ، وبأنّ الحرب سجالٌ ، وأنّ الآخرةَ هي دارُ المُقام .
– في الثامن والعشرين من يونيو لعام ألفين وثلاثة عشر ، وقبل أن يعلن العسكر سرقة الحلم منا بخمسة أيام ، قطع رجلٌ على نفسه عهداً ، بألا يقبلَ الضيمَ ، وألا يعطي الدنية من دينه ولا وطنه ، ظل الرجل يعاني الأمرّين في أسره ، ذاق علقم المرض ، وهو الرجل ابن السبعين عاما ، وتجرّع حنظل الوجد لأهله طيلة ست سنوات ، فضلا عن فتنة الأسر الذي استعاذ منها النبي صلى الله عليه وسلم ، فاجتمع على الرجل يا صغيرتاي جُلّ قهر الرجال ، لكن الرجل إذا حلموا حلما ؛ انتصروا له ، وإذا قطعوا عهدا ؛ ماتوا دونه ، ظل الرجل وفيا لعهده ، حتى إذا كان السابع عشر من يونيو لعام ألفين وتسعة عشر ، انتصر الرجل لحلمه ،حيث وافته المنيّة في ذلك اليوم وهو قيد الأسر ، قُتل وفيا لعهده يا صغيرتاي ، فما قبل الرجل الضيمَ ، ولا أعطى الدنيّة من دينه ، ولا وطنه .
– سحقتنا الهزيمة ياصغيرتاي ، لا ينكر ذلك إلا تاجرٌ بنا ، أو أحمق ، والمحارب إذا انهزم تارة ؛ أدرك الثغرات التي أوتي من قِبَلها حتى يستطيع أن يعاود الكَرّة مرة أخرى ، لن ينتصر لحُلمه إلا من أدرك أن الحلم بداية الطريق وليس منتهاه ، وبينهما طريق ياصغيرتاي محفوفة بالشوك لا بالورد ، بالأسر وبالقتل ، بالانتصار تارة وبالهزيمة تارة ، فننتصر تارة حين نواجه الظلم صفا كالبنيان المرصوص ، وننهزم تارة حين يُولى علينا من لا همّ له إلا مصلحته هو ومن يسمع له ويطيعه وهو أعمى ، ننتصر بدعوات أمهات ثكالى لا يعرفون شيئا عن أبنائهم منذ سنوات ، وننهزم حين يتصدرنا سفيه قوم لا نخوة لديه ، وننهزم حين أُسر أمهاتنا وفتياتنا وعجزنا أن نقف حائلا دون ذلك ، حيث وقف الأسر حائلا ياصغيرتاي ، فأصابنا الوهن ، ولم يزل.
– تلك هي المعركة بين الحق والباطل ياصغيرتاي ، بين حلم تحرير الإنسان وبين عبوديته ، معركة لا تحسم أبدا من جولة واحدة ، والدنيا ليس منتهى المطاف ، فهي معركة قائمة منذ بداية خلق الإنسان وقائمة ما دامت السماوات والأرض ، ستدركان ذلك ياصغيرتاي حينما تكبران ، فليكن حينها جُلّ همكما أن تكونا في صف الحق حيثما كان ، ولتعلمان يا صغيرتاي أن ليس شرطا لأهل الحق أن يروا النصر بأم أعينهم ، فليس أعز من ذلك النبي الأميّ حين مات قبل أن يرى الإسلام وهو يسود العالم أجمع ، لكنه كان موقنٌ بموعود الله له ، مهزومون يا صغيرتاي ، مصابون بالحَزن والعجز والوهن ، لكننا لم نهن ، ويوما ما سنثأرُ ، فقد مسّنا الحُلم مرة يا صغيرتاي ، والحقيقة .. أنّه لم يزل ! .
صهيب سعد ..
24/6/2019