عادل الفهيد – في هذه الأوقات العصيبة والمحن المتتالية التي هي في الحقيقة منح

اسم السجين (اسم الشهرة) : عادل الفهيد

النوع الاجتماعي : ذكر

تاريخ تحرير أو نشر الرسالة : 3/20/2014

السن وقت الاحتجاز: غير معلوم

الوظيفة – نشاط بالمجال العام: –

مكان احتجاز المرسل : مكان احتجاز غير معلوم

في هذه الأوقات العصيبة والمحن المتتالية التي هي في الحقيقة منح

في هذه الأوقات العصيبة والمحن المتتالية التي هي في الحقيقة منح، يحز في نفسي أن أكون بعيداً عن الأحرار، وهم يتلقون تلك الضربات الخافتة، فما تعودت أن أكون بعيدا عنكم في الأفراح والأحزان ولكنه أمر الله. منذ فترة وصلتني رسالة من أحد أصدقائي وخلاصتها أنه مشفق على حالي وحزين لبلائي ونصحني بعد أن أخرج من المعتقل أن أنتبه لحياتي، وقال لي أيضًا: فوق وكفاية عمرك اللي بيضيع منك إحنا مش هنغير الكون. لقد جلست في زنزانتي أفكر في نصيحة صديقي العزيز ولا أعرف صراحة كيف يحسب صديقي الأيام الضائعة والأيام غير الضائعة. ولكن أقول لك يا صديقي إن أيامنا الضائعة هي التي مرت علينا دون كفاح.. دون نضال دون هدف ومشروع. الأيام الضائعة هي كل الأيام التي رأينا فيها الظلم ولم نثر، كل وقت رأينا فيه المستبدين يستبدون بالوطن دون أن نغضب، تركناهم يسرقون الوطن ويبيعون الوطن وشاركنا في أكبر جريمة في حق الأمة وهي تزييف العقول وانشغالنا في مواقع هامشية، فالاحتلال الجديد في كل أركان الوطن ونحن ندعي الحرية. يا صديقي ما قيمة الحياة في وطن مجروح وأمة منكسرة مجبرة! يا صديقي كل أيام عمري كانت مهدرة ضائعة لا أعرف قيمة أيام عمري إلا تلك الأيام التي أعيش فيها معتقلاً الآن من أجل هدف. الاعتقال لا ينال منا إلا بالاستيلاء على هذا الجسد، أما الأرواح والأفكار فهي حرة ولا سبيل لحبسها، وكم من أجساد حرة تحمل عقل عبيد ونفس منكسر وقلب منهزم. أيها الأحرار إياكم الأيام الضائعة والأوقات المهدرة. عيشوا حياتكم كلها كفاح ونضال.. عيشوا لهدف ومشروع. وتذكروا أن دورة حياة الأحرار كلها مجد وارتقاء.. حياة الحر ثائر.. مصاب.. معتقل..شهيد