عبد الرحمن محمد مصطفي المرسي الجندي (عبد الرحمن الجندي) – عنبر الطلبة

اسم السجين (اسم الشهرة) : عبد الرحمن محمد مصطفي المرسي الجندي (عبد الرحمن الجندي)

النوع الاجتماعي : ذكر

تاريخ تحرير أو نشر الرسالة : 5/21/2015

السن وقت الاحتجاز: 18 عام

الوظيفة – نشاط بالمجال العام: طالب بكلية الهندسة بالجامعة الألمانية بالقاهرة

مكان احتجاز المرسل : منطقة سجون طرة

عنبر الطلبة

لا أدرى من أين أبدأ فى وصف المهزلة التى تحدث فى هذا المكان مع الطلبة.
من يومين كان صديقى و زميلى فى الزنزانة “مصعب السيار” يؤدى أول امتحان له فى السجن ، و بجانبه طالب آخر من جامعة الأزهر كان يراقب عليه دكتور من القسم، و كان الدكتور مقدراً للظروف الصعبة التى نعيش فيها و صعوبة المذاكرة، فكان يساعد الطالب فى حل أحد الأسئلة -مع اعتراضى الشخصى على مسألة الغش لكنه ليس مبرراً لما حدث- فدخل أحد الضباط برتبة رائد، و كان يكره الطلبة لسبب مجهول -أو معروف- فصرخ فى الدكتور بأن يتوقف عن مساعدة الطالب، و هو تعدٍّ على سلطة الدكتور لأن ليس من حق الضابط التدخل فى سير اللجنة و لكن مهمته أن يؤمنها فقط، فاغتاظ مصعب عندما سمع هذا الكلام و قال للضابط أن ليس من حقه و لا اختصاصه أن يتدخل فى لجنة الامتحان، ففوجئ مصعب بالضابط يسب له الدين بصوت عال و يجذبه من امتحانه و يأمره بالخروج، فتدخل الدكتور و أخبره بذوق أنه فعلاً ليس من سلطاته التدخل و طلب منه أن يغادر اللجنة، فصدم عندما ترك الضابط مصعب و لكم الدكتور فى صدره بقوة و هو يسب له الدين و لكل من فى اللجنة، ثم جذبه و دفعه خارج اللجنة و طرده، ثم لاحظ أن مصعب يحاول الخروج فأمسك به و ظل يضربه و يكيل له الركلات -ظلت آثار الضرب فى جسده لأيام- و بعدها أمر بإدخاله التأديب.
توجد إشاعات أن الدكتور حرر محضراً ضد الضابط، و لكن الضابط من يومها و هو يقف فى اللجنة يومياً يتوعد الطلبة و من يجرؤ على مخالفته من المعيدين و الدكاترة، و ينذرنا أنه سيربينا و يعلمنا الأدب، و يتدخل يومياً فى اللجنة و سيرها بشكل سافر.
المخيف فى الأمر أن اعتداء ضابط على أستاذ جامعى بهذا المنظر يدل على أنه بالفعل لا يخشى من أى نوع من أنواع المساءلة القانونية أو حتى العتاب، و هو شئ حزين أن ترى الدرجة التى وصل لها إهانة العلم و الأساتذة من أشخاص لا يرقون للحديث مع الأساتذة أساساً.
ثم فوجئنا بعدها بأيام بتفتيش من مصلحة السجون فى الصباح الباكر، علمنا من كلامهم أنهم جاؤوا “لتأديبنا” و ظلوا يصفوننا بالغشاشين و المنافقين، و أخرجونا من جميع زنازين الطلبة ففوجئنا بكلاب بوليسية بالخارج تنبح علينا، و المخبرون يفتشون و يصادرون الملابس و الأوراق و يبعثرون الكتب، ثم أدخلونا بعد ذلك لنلملم الأنقاض مما تركوه فى الزنزانة.
الوضع يزداد سوءاً كل يوم، و نعيش فى توتر دائم و حالة نفسية سيئة تصعب علينا المذاكرة و الامتحان.
المهم أن مصعب لا يزال فى التأديب و منعونا من إدخال أى طعام أو ملابس أو غطاء له، و سمعنا أنه سيخرج من التأديب إلى غرفة الجنائى، و طبعاً ليس فى حالة نفسية أو بدنية لأداء الامتحانات.
أسألكم الدعاء لمصعب السيار و لكل الطلبة لأن الوضع أصبح لا يطاق.
حسبى الله و نعم الوكيل.
عبدالرحمن الجندى
21/5/2015