عبد الرحمن محمد مصطفي المرسي الجندي (عبد الرحمن الجندي) – في مثل هذا اليوم

اسم السجين (اسم الشهرة) : عبد الرحمن محمد مصطفي المرسي الجندي (عبد الرحمن الجندي)

النوع الاجتماعي : ذكر

تاريخ تحرير أو نشر الرسالة : 10/25/2015

السن وقت الاحتجاز: 18 عام

الوظيفة – نشاط بالمجال العام: طالب بكلية الهندسة بالجامعة الألمانية بالقاهرة

مكان احتجاز المرسل : منطقة سجون/تأهيل وادي النطرون

في مثل هذا اليوم

فى مثل هذا اليوم ، منذ اثنين وعشرين عاماً ، حدث امر جلل ، فى مثل هذا اليوم ، اتولد واحد حبيبى فى مثل هذا اليوم ، اتولد ايمن على موسى يراودنى احساس بالـ Dejavo ، لانى فى مثل هذا اليوم منذ عام ، كنت امسك ورقه وقلم واكتب رساله شبيهه بهذه التى اكتبها الآن . كنت فى سجن استقبال طره ، توجهت من زنزانتى الى الخارج ، رصدت مكانه ثم اتجهت اليه ، قفزت على ظهره اطوقه بعناق قوى . “كل سنه وانت طيب يلا !!” ناولته الرساله ، قرأها و بدا عليه التأثر ثم احتضننى بقوه هو الآخر. وعدته اننا سنكون بالخارج قبل عيد ميلاده القادم معاً ان شاء الله . لم أنجح فى المحافظه على وعدى ، وها أنا اكتب رساله اخرى فى عيد ميلاده الثانى والعشرين ، فى الداخل ، وفى ظروف اسوأ. فى مثل هذا اليوم ، منذ عامين، كنا فى سجن المرج. كان قد مر على اعتقالنا تسعة عشر يوما فقط ، لكن صداقتنا كانت قد توثقت فيهم . اقمت انا وحسن نوفل surprise party بمناسبه عيد ميلاد ايمن الواحد والعشرين ، كان اول شخص منا يأتى عيد ميلاده فى السجن ، حضَّرت له هديه كانت عباره عن كشكول به اهداءات من جميع افراد القضيه ، ظننت اننا سنخرج قريباً. اريد ان اتحدث عن صداقتنا ، لكن لا اعرف من اين ابدأ ومن اين انتهى . كيف تحكى عن علاقتك بشخص لم تفترق عنه لعامين كاملين ، تتشاركان الاكل والشرب والنوم والاستيقاظ والضحك و البكاء والافراح والاحزان والمحنه والاهانه والغضب والثوره وادق تفاصيل حياتيكما من اتفهها لاعمقها ؟ لا اجد فى كلماتى ما يعبر عن مثل هذه العلاقه ، لهذا سأتحدث عن شخصه. عن ايمن الذى فى حياتى لم اجد برهانا حياً على امكانيه التغير للافضل اكثر منه . شاهدته يتحول الى مثال للشاب المسلم الخلوق المتدين ، والصديق الصالح الذى يدفعك للخير دفعاً . عن ايمن الذى لم اجد فى حياتى الناس مجمعه على حب شخص مثلما وجدتهم مجمعين عليه ، لا تسأل عنه احد إلا اثنى ومدح وأشاد بكرمه ، وإيثاره وانعدام انانيته ومساعدته للناس . عن ايمن الذى هو روح اى تجمع واخف الجالسين ظلاً ، وكم ضحكت حتى آلمنى جنبى وانا فى صحبته . عن ايمن الذى فى خضَم اليأس والبؤس والبكاء تجده مبتسماً يخفف عن هذا ويُثبت ذاك ولا تراه إلا صابراً محتسباً . وبشاشته تخفف عنك الهم ما ان تراه . عن ايمن الرياضى المُخضرم الذى شاركته التدريب يومياً ، واستفدت منه بشده ، وتعلمت من مثابرته ودأبه فى ممارسه الرياضه ، كم المجهود الذى يجب ان ابذله والاراده التى ينبغى ان اتحلى بها لاحقق ما اريد . عن ايمن الطالب الذكى الذى كان مدرساً مساعداً منذ كان فى الثانويه البريطانيه IG وعوناً لجميع زملائه ، بما فيهم انا عندما كنت ادرس منهج الـ GUC ، ولم افهم الكثير الا بعد ان شرحه لى . اليوم ، للاسف الشديد لن استطيع ان احتضنه بقوه مثل العامين الماضيين ، لان الظَلَمَه هنا فرقوا زنزانته بعد حدوث مشكله بها ، وتم نقله الى عنبر آخر . لم يستطيعوا تفريقنا مع ذلك ، نتبادل الرسائل يوميا ، احيانا نتكلم من وراء السور الفاصل بين العنبرين . لا اراه ولا يرانى لكن اذا تحدثنا بصوت عالٍ نسمع بعضنا بصعوبه . يوم زيارته يتسلل الى عنبرنا واحاول ان اقابله ونتكلم فى سرعه وحراره لدقائق قبل ان يُكتشف امره ويلقوا به فى التأديب .ليس مثل السابق لكنه افضل من لا شىء . لا اجد اكثر من ان اقول انى لو عدت الى يوم السادس من اكتوبر 2013 ، وكان لدى اختيار الحريه مع علمى بان المقابل انى لن اعرف ايمن فى حياتى ابداً ، اعتقد انى ساختار السجن ، او على الأقل ، سأفكر كثيراً قبل القرار . إلى صديقى وأخى وحبيبى ، أيمن على موسى . لا أعلم اين سنكون فى عيد ميلادك القادم. لكنى اعلم أننا سواء كنا فى الداخل أو الخارج ، سنكون يقيناً ان شاء الله معاً. كل سنه وانت طيب يا صاحبى . : )” عبد الرحمن الجندى 25/10/2015 الاحد