عبد العزيز فهمي (زيزو عبده) – في وحشة السجن وسكون الزنزانة

اسم السجين (اسم الشهرة) : عبد العزيز فهمي (زيزو عبده)

النوع الاجتماعي : ذكر

تاريخ تحرير أو نشر الرسالة : 6/13/2016

السن وقت الاحتجاز: غير معلوم

الوظيفة – نشاط بالمجال العام: عضو بحركة 6 أبريل

مكان احتجاز المرسل : سجن الجيزة المركزي بالكيلو 10 ونصف

في وحشة السجن وسكون الزنزانة

في وحشة السجن وسكون الزنزانة، تجلسُ في أحد اﻷركان واضعًا كل حواسك في حالة تأهب منتظرًا شيئًا من اثنين: إما صوتًا من داخلك تستأنس به ليُرافقك ليلتك، ممزوجًا بصور من الذاكرة لوجوه رفاقك ومن تحبهم، فتحدثهم ويحدثونك وكأنهم أمامك، فالسجن يُعْطيك متسعًا من الوقت وإن طال تأملك في وجوه أحبابك، وإما أن تسمع صرير باب الزنزانة معلنًا عن وجود السجَّان فوق رأسك مباشرةً، فتنقطع أنفاسك وتزيد ضربات قلبك.ما بين هذا وذاك، سماء وأرض.. سطح وقاع.. جمال وقبح.. أمل ويأس.فالسجن شيء مريض يقبض روحك، ويقتل داخلك كل ما هو آدمي.تبقى نقطة ضوء لا تعلم مصدرها، ولكنك تتشبث بها كطوق نجاة.
كثيرا ما أفكر أنني صرتُ “نسيًا منسيًا” فأيام السجن خانقة ومتشابهة، إلي أن تطالعك وجوه أحبابك عبر “نظارة باب الزنزانة” فتدخل السكينة إلي قلبك وتهدأ أنفاسك، وتقضي ليلتك مستعيدًا تلك الوجوه مرارًا وتكرارًا، حتي تستقر العين غير زائغة تحت جفن مُقفل، مُتسلحًا بذلك ضد كوابيسك التي تأتيك قسراً كل ليلة، وتتمتم بداخلك “ستنجلي تلك اﻷيام الموحشة”، ويرتفع الصوت بداخلك أكثر وأكثر مرددًا: “اشتقت إلى الحرية””