عز الدين عبد المنعم – أماه لا تبكى .. بكاؤك من دمي

اسم السجين (اسم الشهرة) : عز الدين عبد المنعم

النوع الاجتماعي : ذكر

تاريخ تحرير أو نشر الرسالة : 5/22/2014

السن وقت الاحتجاز: غير معلوم

الوظيفة – نشاط بالمجال العام: –

مكان احتجاز المرسل : سجن المرج العمومي

أماه لا تبكى .. بكاؤك من دمي

أماه لا تبكى و استبشرى .. و تبسمى
إنى ليؤلمنى أن أراكِ حزينةً
أوَ تحزنين على رضيعكِ أن كَبُرْ؟!
و اختار أن يسلك طريقاً مهتدى؟!
أماه لا تبكى بكاءك من دمى
كم عشت طفلا لا أعى
لا أعى سوى حضنك هذا .. هذا الذى به أحتمى
أماه إن طال الفراق
و اشتدت رياح الشر
و استوطن الأعداء بالوطنِ
لا تحزنى .. و لِتَعْلَمى
أن الملامح لا تزالُ ملامحى
فتراب مصرَ لا يزالُ موحَّداً
و النيلُ يجرى بأمر ربى موحِّداً
و ظلال كل جبالها لربى تسجدُ .. تنحنى
**** ****
أنا لا أريدُك أن تخافى برهةً
إن ابنك المفقود حى لا يزل
أنا فى شموخى .. و عزتى ..
أنا .. كالجبل
رغم الموانع .. و القيود .. رغم الحدود .. لا يزل
يشرق فؤادى بالأمل
و فمى يشير إلى الأمل
أماه يا معنى الحنان الصادق
اليومَ .. كُلِّفتُ بعمل
**** ****
سأحرر الأوطان رغم طفولتى
و أعيدُ أمجاد أمَّتى الثكلى
و أقتل الأشرار ..
و أحارب الفُجَّار ..
و أمحو زمان العار ..
لطالما عانت بلادى حقباً و ضاعت سمعتى
أماه ..تلك مهمتى
**** ****
أماه .. فأنا و رغم طفولتى
مَلَأَ المشيب .. سنين عمرى الحالمة ..
و جوارحى .. اشتدت بها الأوجاع ..
باتت مؤلمة ..
فى موطنى أنا لا أرى
سوى السجون المظلمة ..
**** ****
أماه يوماً سأكْسِر هذا القيد
و ترين وطنى .. محرراً و بلا قيود
أماهُ و احكى لإخوتى الفتيات
عن حُلمى الجميل
قولى لهنَّ : بطلٌ أخاكم
قد تحدى المستحيل
قد غادر العيش المرفَّه
ليداوى ألماً .. فى فؤادى
يبكى على وطنى العليل
قولى لهنَّ
إنْ كنَّ جاهدنَ لوجهِ اللهِ يوماً
دون خوفٍ أو عويل
فماذا ينتظرن من خيول اللهِ إلا
أن تسل سيوفها فوق الصهيل؟!!
**** ****
أماه .. يا أماه .. فليحدثك أبى
فالثورة الخضراء .. قد وُلدت معى
و الفكرة الخضراء .. نجم بكوكبى
و لطالما الإسلام دينى .. فالعدل دأبى و دأدبى
قولى لهن : أنا ما دعوتُ لمذهبى
فمن يريد الاتباع
فبالرسول و يقتدى
**** ****
أماهُ .. يا أماهُ .. فليحدثكِ أبى
و يخبرُ ماذا كان يروينى!
كبرتُ لا أعرف الذل مُعْتَقَداً
فالدين دين الله ..
و العزة .. فى كل تكوينى
أماه سامحينى ..
إن عدت بعد الانتصار
محمولاً على الأكتاف
قد وفيتُ عهدى
فالروح تشتاق إلى أحبابها
و لأخوتى الصبيان قولى :
كَبُرَ الطفل
هشَّم محنتى
و تلك كانت خطتى
أن تُروى بلادى .. بدم أولادى
فتستردُ كرامتى
وا فرحةَ القلب الحزين
وا فرحتى”
**** ****
كتبها/ عز الدين عبدالمنعم
من ديوان:
“يا شعب مين يشتريك؟”
من داخل سجن المرج – عنبر 4ج
شاعر من مطروح