عمار النسر – إلى زوجتي

اسم السجين (اسم الشهرة) : عمار النسر

النوع الاجتماعي : ذكر

تاريخ تحرير أو نشر الرسالة : 10/23/2014

السن وقت الاحتجاز: غير معلوم

الوظيفة – نشاط بالمجال العام: صحفي

مكان احتجاز المرسل : مكان احتجاز غير معلوم

إلى زوجتي

إلى زوجتى : لم يكن يخطر ببالى أن اكتب عن رفيقة دربى وشريكة حياتى ” زوجتى ” فليس ذلك من عادة الناس وقد يفعلون ذلك بعد رحيلها .. لكنه الوفاء الذى تعلمته من دينى وعقيدتى فقد ذكى الله فى كتابة العزيز نشأتهن وكرمهن بأسمائهن لفضلهن ومكانتهن ولماذا أهمل حقها وهى صاحبة حق ورفيقة درب وصاحبة فضل وتحملت معى الكثير ولله الحمد فهى لا تتذكر لى إلا مرات معدودة على أصابع اليد الواحدة التى قد أكون قد أغضبتها فيها . فقد ودعتنى وودعتها يوم أن ألقت قوات الجيش القبض على من أمام المنزل بالتعاون مع أناس أقل ما يوصفون بالخسة والنذالة وموت الضمير وحقد دفين ما زلت لا أجد له سببا حتى اللحظة فى 15/1/2014 لانتقل بعدها إلى تحقيقات مرهقه وتعذيب بدنى لا يعلم مداه إلا الله فى سلخانة العازولى ولمدة 4 شهور حيث لا زيارات ولا أى حقوق ولا ثياب غير التى تم القبض على فيها بدمها ووساختها طوال تلك الفترة وكل ذلك لا لشىء إلا لاننى أحببت دينى ووطنى ولأننى تعلمت أن أعيش حرا ولا أنطق إلا بكلمة الحق مهما تجبر المتجبرون وكذب الكاذبون لأفاجىء أنى قد أحلت مع 45 فردا إلى محكمة الجنايات بتهمة الانضمام إلى جماعة محظورة وحيازة منشورات وتكدير السلم العام وكل ذلك دون عرض على النيابة وكانوا يكتبون أمامى فى المحضر هارب وأنا محبوس فى سجن العازولى . وبعد 3 أشهر فى قوات أمن الزقازيق انتقلت إلى معسكر قوات أمن العاشر من رمضان وبعد فترة إلى مركز بلبيس حيث المحكمة الهزلية لنا هناك فى محكمة بلبيس وبعد ذلك رجعنا إلى معسكر قوات امن العاشر من رمضان و كانت المرة الأولى التى ترانى فيها زوجتى بعد 4 شهور بقوات أمن الزقازيق وهى تتأمل ملامحي الشاحبة المنهكة بعد سجن العازولى والتعذيب هناك تطل على كشمس الضحى ضاحكة باسمة واثقة فى الله لا تشكو ولا تتعب وأطلب منها الكثير من الطلبات فلا تتأخر ويتعبها البنات فى التربية فلا تشكو عرفت معها حلو الحياة فلم تشعر بأي مرارة وهى تجول ورائي فى السجون كانت تذكرنى بالإخلاص التام لله قبل أى عمل تعمله . هى مستشارى فى معظم شئونى وغالب نشاطى هى الضمير الحى المكمل لضميرى الدخلى روح واحدة استقرت فى جسدين . زوجتى ولا أزكيها على الله لا تترك الورد القرآني وكثيرا ما كانت توقظنى لصلاة الفجر . نختلف أنا وزوجتى أمام التلفاز تريد قنوات المشايخ ( رسالة – اقرأ – الناس ….. ) وأنا أريد مشاهدة آخر الأخبار والبرامج السياسية . رحلة عمر وذكريات جميلة وشقاء لذيذ وتعب نستعذبه معاً طالماً كان ذلك كله ابتغاء وجه الله تعالى ، اسأل الله أن يختم لنا بخير ويحفظنا وبناتنا من كل سوء وشر ، ويجمعنا فى جنات النعيم فى الفردوس الأعلى ويدخلنا فى زمرة عباده المتقين … اللهم آمين زوجك المعتقل الصحفى عمار النسر