عمر علي حسن عبد المقصود (عمر عبد المقصود) – اخلق عدواً

اسم السجين (اسم الشهرة) : عمر علي حسن عبد المقصود (عمر عبد المقصود)

النوع الاجتماعي : ذكر

تاريخ تحرير أو نشر الرسالة : 12/3/2015

السن وقت الاحتجاز: 27 عام

الوظيفة – نشاط بالمجال العام: صحفي بموقع مصر العربية وطالب بكلية التجارة بجامعة المنصورة

مكان احتجاز المرسل : قسم شرطة ميت غمر

اخلق عدواً

قد تتباين الآراء وتختلف الرؤى حول أسباب الصراعات والتناحر سواءً أكانت تلك الصراعات داخل أو مابين الدول العربية والشرق الأوسط فقد يكون الصراع في العراق طائفيًا و قد يكون الصراع في اليمن قبليًا وقد يبدو أن مصر دخلت في صراعٍ وحربٍ مع الإرهاب ، وقد يتخذ التناحر السوري صِبغة عِرقية أو سياسية ، فكل يصف ما يراه من خلال نافذة تحليله الخاصة ، وأدوات التدقيق و التمحيص التي يراها نابغة عن غيرها . لكن القاسم المشترك بين تلك الدول و صراعتها هو ” العدو” قد يختلف أو يتشابه بين دولة وأخرى ، لكن يبقى “عدوًا ” ، عدوًا تخلقه السلطة الحاكمة دائمًا و أبدًا وفقًا لأيدولوجيتها و انتماءاتها ، فالعدو الذي خلق العراق كان عدوًا سُنيًا ، لأن السلطة شيعية ، فكان ” داعش ” ، وكذلك الأمر في سوريا مع اختلاف انتماءات السلطة البعثية أو العلوية . وبالنظر إلى مصر ،أضحى ” الإرهاب ” هو العدو الأول لدولةٍ تصبغ سلطتها – بصبغة عسكرية-بوليسية مختلطة . فلن تستوي أبدًا معادلة البقاء والإِحكام أو الاستحواذ والاستئثار بالسلطة أو الحكم ما دامت ينقصها ” العدو ” ، فتصبح المعادلة ناجزة كاملة ، تؤتى ثِمارُها إذا ما كان للسلطة عدو تُناجِزه ويُناجزها ، لتكتب النهاية بأحرفٍ من نور من قبل السلطة و أنصارها سواءً أكانت النهاية مُرضية فيستمر الإحكام أو غير ذلك فيُخَلد من خلق وحارب ، إذًا فلابد من “عدو” . فماذا يكون إن خلت المعادلة من ” العدو ” ، إن لم تحارب ” داعش” في العراق وسوريا ، وإن رضيت جماعة الإخوان المسلمين بالوضع الراهن ، وإن عدل الشيعة في حُكمِهم للسنة و رضَت به حكمًا في العراق ؟! ما من عدوٍ تحويه المعادلة ولا تحدٍ يؤرق مضاجع السلطة ، فتصبح فريسة سهلة لمعارضيها و خصمًا سهلاً يقع تحت طائلة القانون إن أصاب حينًا و أخطأ أحيانًا . أتذكر في طفولتي عندما يحين وقت النوم ، ولكي يُسيطر والدي على نظام البيت ويحافظ عليه من خلل السهر ، كان لابد من خلقِ عدو ” كأبو رجل مسلوخة ” أو ” أشباح ” أو ما شابه ، لكي لا يكون أمامي خيارٌ آخر إلا أن أخلد إلى فراشي في سُباتٍ عميق راجيًا أن يكون والدي على باب غرفتي لحمايتي من عدو خلقه ، ولم أعرفه قط .