عمر محمد علي – مر عام ونصف من الخمسة وعشرين عامًا

اسم السجين (اسم الشهرة) : عمر محمد علي

النوع الاجتماعي : ذكر

تاريخ تحرير أو نشر الرسالة : 9/23/2016

السن وقت الاحتجاز: غير معلوم

الوظيفة – نشاط بالمجال العام: –

مكان احتجاز المرسل : منطقة سجون طرة

مر عام ونصف من الخمسة وعشرين عامًا

والله ما أنا عارف، أول مرة قالها ظابط المخابرات لظابط التحقيقات لما سأله عني وقالُّه: “وده هنا ليه؟”، وكمل كلامه: “بس ده سيس ما لوش في حاجة”.
أول لما اتقبض علينا والظابط ركب الميكروباص، قال في التليفون: “هو معانا يا باشا ومعاه اتنين كمان”. بعد كده قالُّه: “لا ياباشا مش عارف، اسمه عمر محمد علي”.
في “لاظوغلي” الظابط سأل إسراء: ده عمر محمد علي أخو سارة محمد علي.
= آه يافندم.
-ه عيل هلّاس.. إيه اللي جابُه هنا؟
= والله ما أعرف يا فندم.
“والله ما أنا عارف”، رديت بيها على الظابط بعد ما مضيت على تصديق الحكم، وسألني: “هو أنت عملت إيه؟”، وطبعًا هي أعمال لا يعلمها إلا الله.. أنا لا أعلمها ولا يعلمها ظابط المخابرات أو التحريات.
في شهر مايو 2015 قبل القبض عليّا بأيام، كنت بأهزر وبأقول: نفسي أستخدم التوقيع بتاعي بقى، ويبقى عندي الناس اللي تقولّي “الموضوع واقف على توقيعك يا باشا”، وغالبًا الحلم اتحقق بطريقة معكوسة بعد ما ندهلي الشاويش امبارح وقالّي: “الباشا عايزك”، نزلت له فقالّي: “محتاجك توقعلي على الورقتين دول يا عمر، ده إعلامك بالحكم بتاعك بعد ما صدق عليه وزير الدفاع! وربنا ييسرلك في النقض بقى”.
***
“إن شاء الله هاتخرج”، هي أكثر كلمة سمعتها طوال سنة كاملة محاكمة من تاريخ القبض عليا في 1/6/2015 لحد يوم 29/5/2016، يوم جلسة النطق بالحكم، واللي بعدها برضُه سمعت نفس الكلام، ولسه مستني أمل عدم التصديق عليه!
21/9/2016 تم إعلان التصديق بالحكم المؤبد.
الحقيقة ما عادش فيه أمل ولا في حاجة تقدر تعرف بيها اللي هيحصل، كل اللي بتمُر بيه مش من اختيارك، مافيش أمل في قضاء ولا في البلد كلها.
الأكيد إني هأخرُج، بس بعد ما أخرج مافيش حاجة تخليني أعيش أو يبقى عندي أمل.
الأمل دلوقتي بيتمثل ليّا في تحسين وضع السجن، وإني أعرف أدخّل عصير أو فاكهة أو أي حلويات أو حتى ملاية. أشياء مشروعة لكن إدارة السجن قررت منعها!
***
“لسه النقض”، الناس دايمًا بتقولي، ودي القشاية اللي بيتعلق بيها الغريق دلوقتي، أو إن يحصل حاجة تغيرالحال.. يمكن!!
علامات الاستفهام نفسها بتكون على وشوش زمايلي في الزنزانة، وسؤالهم اليومي: “أنت يا ابني جيت ليه؟”، كتير من الناس هنا طبعًا جايين ظُلم، ومنتظرين يخرجوا براءة. بعد الحكم بتاعي مش أنا بس اللي فقدت الأمل، السجن كله تقريبًا فقد الأمل، وبقت الجملة المشهورة هنا دلوقتي: “اللي خلى عمر ياخد مؤبد، يبقى أنت هتخرج!!”.
فيرد تلقائيًا:
– “والله ما أنا عارف”.