اسم السجين (اسم الشهرة) : لؤي محمد عبد الرحمن ابو زيد (لؤي القهوجي)
النوع الاجتماعي : ذكر
تاريخ تحرير أو نشر الرسالة : 10/7/2014
السن وقت الاحتجاز: 28 عام
الوظيفة – نشاط بالمجال العام: –
مكان احتجاز المرسل : منطقة سجون برج العرب
الرحلة اللانهائية: من «بشندي» إلى «رجب»
تتوالى السنوات ولا تختلف الصورة هذه المرة عن شقيقاتها سوى في التاريخ وعدا ذلك لم يتغير أي شئ. فمن «بشندي» الطالب إلى «رجب» العامل إلى عشرات آخرين سقطت اسمائهم من ذهني رغما عني انتهاءا بفرج رزق، اختلفت طرق الانتحار وبقيت قصة الابواب الموصدة واحدة وقصة الظلام التام وانقطاع أي أمل ممكن بالعيش في الحد الأدنى من الحياة الإنسانية والحد الأدنى من الأمان من بطش الباشا الضابط
هي لا تنفصل بأي حال عن الرحلة اللانهائية لكفاح الناس ضد سياسات الدولة الجائرة، لا أرى فرج منعزلا عن أهالي عزبة العرب ورملة بولاق وجزيرة القرصاية وكفر الامشوطي ولا أراه منعزلا عن هؤلاء الذين قابلتهم هنا في سجن برج العرب أو سجن الحضرة ممن سجنوا لسنوات على ذمة قضايا إيصالات أمانة اجبرتهم ظروف الحياة وقسوة هذا المجتمع على توقيعها ليفكوا مؤقتا جوع عائلاتهم ليسجنوا في نهاية المطاف، أو من دخلوا كواحيل، ولا أرى فرج بمعزل عن مئات الألوف ممن يسكنون المقابر أو بمعزل عن هؤلاء الذين يقررون بيع أعضائهم مقابل بعض المال لعلاج آبائهم وأمهاتهم ،فرج بالفعل هو كل هؤلاء.
ليس حلا أن نعتبر خذلان السيسي ومرسى للناس نصرا لنا وليس حلا أيضا أن نقول للناس «مش قلنالكم».
لابد أن نبذل مجهودا ليعلم الناس أن كرامتهم ليست من كرامة النظام المتسلط في شئ وأن مصالحهم بعيدة كل البعد عن مصالح النظام سواء باع لهم وطنية أو باع لهم دين. لابد أن نوعّي الناس بأن المعارك المسرحية التي يبيعها النظام للناس من خصومات إقليمية والانتصارات المسرحية أيضا لا غرض منها سوي صرف أنظار الناس عن الأزمة الحقيقية التي سيقع فيها النظام قريبا أمام الاستحقاقات المعيشية التي لا بديل أمامه عن إيجادها بعد كل الاجراءات الحكومية التي اتخذها والتي أحالت حياة الناس من حياة مريرة بالأساس إلى جحيم يومي.
عسى أن يصبح موت «فرج» بسمة على وجوهنا لنستفيق من الوهم الذي سقطنا فيه من أن الشعب قد كفر بالثورة أو ضجر منها.. الشعب لم يكفر بالثورة أو يضجر منها ولكنه يتعرض للابتزاز والمقايضة من قبل السلطة ووسط هموم الحياة اليومية التي لا تحصى والتي تقصم الضهر يجد نفسه في حيرة مشروعة خاصة مع الأسئلة التي لا يجيب عنها احد والتي من المفترض أن نجيب عليها.. ماذا نفعل؟؟ ما العمل ؟؟
السلطة مقتلها أن نبدد هذه الحيرة عند الناس، وتوجه السلطة الأهم هو أن تبقى تلك الحيرة دائما كي يصبح الشعب دائم الحاجة لها أملا في الحصول على جزرتها بعد أن يناله من العصا ما يناله، قبل كل ذلك يجب أن نفهم الدافع الذي يجعل شخص ما يوافق على أن يصبح كحولا أو أن يوافق على بيع إحدى كليتيه …بدون إدراكنا لذلك ستبقى الثورة المضادة في الصدارة.. قانون التظاهر ليس سوى جزء صغير من المعركة الممتدة مع الثورة المضادة وإسقاطه أو على الأقل تفريغه من مضمونه القمعي أمر مهم بالطبع على المدي القريب لكنه ليس بتلك الأهمية على المدى البعيد. فلننس رفاهية خوض معارك سياسية.. ما من بديل سوى الالتحام بالناس.
أما على المستوى الشخصي فمنذ اليوم الأول في السجن تأكدت قناعتي المسبقة أن الدولة بقوانينها وسياستها وبطشها تهوى التهام الغلابة وشحنهم في السجون.
من داخل داخل سجن برج العرب