ماهينور محمد عبد السلام المصري (ماهينور المصري) – فلنهدم هذا النظام الطبقي

اسم السجين (اسم الشهرة) : ماهينور محمد عبد السلام المصري (ماهينور المصري)

النوع الاجتماعي : أنثى

تاريخ تحرير أو نشر الرسالة : 5/22/2014

السن وقت الاحتجاز: 37 عام

الوظيفة – نشاط بالمجال العام: محامية – عضوة بحركة الاشتراكيين الثوريين

مكان احتجاز المرسل : سجن دمنهور العمومي (الأبعادية)

فلنهدم هذا النظام الطبقي

لا أعلم كثيراً ما يحدث بالخارج بعد تأييد الحكم على، ولكنى أكاد أتخيل ما كنا نفعله عندما يحبس أحد فى «دائرتنا»؛ يمتلئ الفضاء الإلكترونى بعبارات الحرية لفلان أو السجن للجدعان وما إلى ذلك.ولكن منذ دخلت سجن دمنهور للنساء وتم وضعى مع سجينات عنبر 1 المختص بجرائم الأموال العامة، وأنا لا أردد سوى «فلنهدم هذا النظام الطبقى».سجينات العنبر معى أغلبهن محبوسات بسبب إيصالات أمانة لم يستطعن تسديدها؛ من كانت تجهز ابنتها، ومن كانت تجمع أموالا لعلاج زوجها، ومن أخذت ألفى جنيه لتجد أن عليها غرامة 3 ملايين جنيه.العنبر نفسه مجتمع صغير، فالأغنى ينال كل ما يحتاج إليه والفقير يبيع قوت عمله وهو محبوس.العنبر مجتمع صغير، تتناقش فيه السجينات عن أحوال البلد… هنا وجدت داعمات للسيسى من منطلق إيمانهن بأنه إذا فاز سيصدر عفوا عن قضايا الإيصالات، وهناك من يردنه لأنه سيضرب بيد من حديد المظاهرات الإرهابية –رغم تعاطفهن معى وإحساسهن أننى فى الأغلب مظلومة – وهناك من تؤيد حمدين لأنه ابن بلدها الجدع وترى أنه وعد بإطلاق سراح السجناء، ليصرخن فيها أنه تعهد بذلك فقط لسجناء الرأى، وهناك من ترى أنها مسرحية وأنها لو كانت بالخارج كانت ستقاطع.العنبر مجتمع صغير… أشعر أننى وسط عائلتي؛ كلهن ينصحننى بأن ألتفت إلى مستقبلى عندما أخرج، فأقول لهن إن الشعب يستحق الأفضل وأننا لم نصل للعدل بعد وأننا سنظل نحاول أن نبنى مجتمعا أفضل، لأجد نبأ عن حبس حسنى مبارك 3 سنوات فى قضية قصور الرئاسة لأضحك وأقول لهن إن النظام يرى أن أم أحمد المحبوسة منذ 8 سنوات وأمامها 6 أخرى بسبب شيكات لا تتعدى 50 ألف جنيه أخطر من مبارك، فأى مستقبل تريدن أن أبنيه فى مجتمع ظالم.مبارك الذى يدعم السيسى الذى تراه السجينات مخلصهن، ولكنهن يتحدثن عن العدالة الاجتماعية والمجتمع الطبقى بدون كلكعة.يجب ألا ننسى هدفنا الأساسى وسط معركتنا التى نخسر فيها الأصدقاء والرفاق، جب ألا نتحول إلى مجموعات تطالب بالحرية لشخص وننسى هموم ومطالب الشعب الذى يريد أن يأكل.بجانب الهتاف ضد قانون التظاهر، يجب أن نعمل على الإطاحة بالنظام الطبقى، وأن ننظم أنفسنا ونتفاعل مع الشعب ونتحدث عن حقوق الفقراء وحلولنا لها، ونهتف بالحرية للفقراء حتى لا يشعر الناس أننا معزولون عنهم.وفى النهاية إذا كان لابد من رفع شعار الحرية لفلان، فالحرية لسيدة وهبة وفاطمة… ثلاث فتيات قابلتهن فى المديرية متهمات بالانتماء للإخوان وتهم أخرى تصل للقتل، وقد تم القبض عليهن بشكل عشوائى ويتم التجديد لحبسهن منذ يناير بدون الوقوف أمام محكمة.الحرية لأم أحمد التى لم ترَ أبناءها منذ 8 سنوات والحرية لأم دينا العائلة لأسرتها والحرية لنعمة التى قبلت أن تكون كحولة لتطعم أطفالها… الحرية لفرحة ووفاء وكوثر وسناء ودولت وسامية وإيمان وأمل وميرفت.إن آلامنا بالمقارنة بآلامهن لا شيء، فنحن نعلم أن هناك من سيذكرنا من حين لآخر بفخر كونه يعرفنا وهن من يجد فخر بهن يتم التغاضى عن ذكرهن إلا فى التجمعات العائلية فقط، فليسقط هذا المجتمع الطبقى ولن نستطيع إلا إذا لم ننسَ المظلومين الحقيقيين.