محتجز مجهول – باستيل مصر

اسم السجين (اسم الشهرة) : محتجز مجهول

النوع الاجتماعي : ذكر

تاريخ تحرير أو نشر الرسالة : 8/12/2015

السن وقت الاحتجاز: غير معلوم

الوظيفة – نشاط بالمجال العام: –

مكان احتجاز المرسل : مكان احتجاز غير معلوم

باستيل مصر

( باستيل مصر )
برجاء ارسال هذا الخطاب لزوجتي لكن عبر برنامج آمن غير “الواتس آب”
هذه الرسالة خطتها يد إنسان عادي في ظروف غير عادية، ظروف فرضت عليه أن يمسك قلماً لم يمسكه يوماً ، وأن يكون هو الواقع لا جزء منه.
ربما أقول ربما تخيلت يوماً أن أكتب مثل هذه الكلمات، لكن كنت أرى نفسي في صفوف المشاهدين أبكي وأضحك، لكن لم أتخيل يوما أن أكون الحدث ذاته، سوف يبدو كلامي مضطرباً قلقاً تماماً كالظروف التي أمر بها، لذا فليعذرني القارئ فإني أكاد أجزم أن هذا ليس حبراً وإنما هي دموع القلم وهو يكتب أنينه، وللآسف لن يكتب اسمي فهو عاجز مثلي، أسير خوف تبدو قيودي بالنسبة له خيوط عنكبوت واهية اعتقلت عقب الانقلاب العسكري، علماً بأني لا أنتمي لا لحزب ولا لجماعة.
لن أتحدث عن قضيتي ولا عن الحكم الجائر ولا عن مرحلة الاعتقال الأولى، والتي قضيت فيها ٢٨ في أحد معتقلات النازي على الأرض المصرية المحتلة من قبل العسكر، لكن سأبدأ من بوابة ٤٤٠ هو “الباستيل” صيفياً و “…” شتاءً، هكذا يحلو لي وصفه وإن كنت أعتبره دلعاً لأحد أسود السجون في الشرق الأوسط “وادي الذئاب – النطرون سابقاً” المعروف بين الأسرى بـ ٤٤٠.
– البدايات: “التشريفة”
من العادات … لا أجد وصف، فلنقول العجيبة في مصر هو تدليع … ، فمثلا في سجون المحروسة عندما تصل إلى أحد السجون يكون في انتظارك “تشريفة” فيما يطلق عليه “حفل الاستقبال” حيث يتم “التكريت” وهذه اللفظة تعني التنكيل بالمسجون حتى يصير مهذبا لطيفا مطيعا، والسجون تتفنن في التشريفات، تعرضت في أحد السجون للجلد بكبلات الكهرباء، وتم رش محلول شطة على عيناي وعلى أجزائي الحساسة !!.
٤٤٠ ليس مؤذيا بهذه الدرجة إذا شئنا الدقة هناك احترافية الإيذاء البدني في المرتبة الثانية بعد الإيذاء النفسي، حيث يطلب منك التجرد من ملابسك كلها عدا الشورت الداخلي – الأمر يتطور لاحقاً – وسط سيل من السباب أظن القلم لن يطيعني إذا حاولت كتابتها، لكن قاموس الألفاظ النابية مله يستقي معارفه من هذا المكان، ويتم سرقة المتعلقات الشخصية تحت مسمى “التجريد”، ألم أقل ألفاظ لطيفة.
لطيفة في غير موضعها ، فكل ما يعجب السادة المخبرين يتم مصادرته، ثم يأتي الجزء الخاص – بعد عدة صفعات وحلق شعر رأسي واللحية – وهو الجزء الخاص بـ ” اعتذر من القارئ على هذا الجزء” كشف المؤخرة !!
حيث يطلب منا مواجهة الحائط والتخلي عن آخر قطعة ملابس ثم التبرز بشكل جماعي، أعلم أن هذا ربما يثير الغثيان لديكم، لكن لا يثير هذا إلا الضحك والسخرية لدى المخبرين، وهم يقولون أن هذه الوسيلة للتأكد من كون أدبارنا ليست مخزن للمخدرات !!! وإن تعجب من هذا فأزيدك أن في سجن مركز جمصة وسجن ميت سلسيل يتم عرض السجينات والسجناء عراة تماماً على ضابط المباحث حتى يتأكد من خلو أجزائه الحساسة من وشم !!
هل أثرت ضيقك أو دهشتك أو ربما تراني كاذباً ، أما أنا فأتحدى منظمات “حقوق الإنسان” أن تأتي السجون وتقابل المعتقلين في جمصة وميت سلسيل ودمنهور و ٤٤٠ و ٤٣٠ والعزولي.
اتحدى ولن يفعلوا، وسأتحدى بوقائع في “باستيل مصر” وأماكن وأسماء وان كان المجرمين قد كشفوا عوراتنا فإن الله كاشف عوراتهم على رؤوس الأشهاد، وإن كانوا عذبونا فالله يعلم أنهم لن ولم يضرونا إلا أذى، وأن أرواحنا لم تتحر قدر تحررها هذه الأيام.
– الهبوكة وكلينتون !!
لفظة لطيفة آخرى لمكان سأترك لكم وصفه لكن أين يقع ؟، عنبر ١٢٠ ، عنبر الألم والمتعة الحرام، يطلقون عليه عنبر الإيراد “الناس الجديدة” والعائدون من جلسات أو المستشفى أو امتحانات، ١٨ زنزانة موزعة على ممرين، اليسار ٩ زنزانات يطلق عليها الدواعي وهي تسكين لشديدي الخطورة، لم أتطرق بدخول لكن قص علينا بعض من “تقرف” بزيارته أنه كالزنازين العادية، مساحة الزنزانة ٣*٦ متر تسع ١٥ سجين بالكاد، في الزنازين العادية العدد يتراوح من ٢٥ ل ٣٠ سجين أي الضعف، ويكون حق السجين من الارض ٣٠ سم حتى ينام خلف خلاف، أعود للدواعي الميزة الوحيدة أن الزنزانة لا تتعدى ١٠ أفراد لكن بعد ذلك “عدم” ، “لا شيء” لا تريض، لا ضوء داخل الزنزانة وإن لمبة في الممر !! لا وسائل إعاشة لا شيء، وزيارة المنبوذين فيها لا تتعدى ٣ دقائق عبر سلكين، حاليا يقطنها بعض قيادات الاخوان.
أما الربع اليمين، كلمة ربع تطلق على كل ممر يحتوي ٩ زنازين فهو ٣ مستويات، زنزانة ١ المسيرين والمرشدين “ولاد البطة البيضة” كل شيء موجود (تلفاز، ماكينات حلاقة، وسائل إعاشة ، سخانات طعام) دول رجال رئيس المباحث “سيد مليم” يأتي ذكره لاحقا.
– الزنزانة :
الوضع في الزنازين أفضل نسبياً، العدد يتجاوز الـ ٢٦ .. السياسيون في عنبر ٩ من العجائب أن هناك ١٣ زنزانة غير مأهولة ويصر “سيد بيه” على تكديس السجينات والسجناء في ٦ زنازين وترك الزنازين خالية !!
سألناه يوما ليه !! قال “لو ارتحتم سوف تثورون” !!.
نبتلى بتفتيش الزنازين ٣ مرات أسبوعيا ، يتم مداهمة الزنازين الـ ٦ صباحاً ويتم إشباع السجينات والسجناء ركلا وسبا، والغرض ليس التفتيش وإنما التكدير، وبينما لا تفتش زنزانات الجنائي إلا كل شهرين أو ثلاثة ، يتم دك زنازين السياسي بشكل شبه يومي، المصادرة ليس لها قواعد و “اللي يحتاجه … … يحرم على السجين” على سبيل المثال في الشتاء يتم مصادرة البطاطين “أصل ده الميري !!!” وطبعا الأقلام والكراسات وخلي عيال العسكر يفلحوا !!.
لا توجد إمكانية للحركة طول اليوم إلا في فترة التريض التي لا تتجاوز الساعة ، ساعة من أربع وعشرين ساعة ، حدثني أكثر عن حقوق الانسان.
ولذا معظم السجناء مصابين بأمراض تتعلق بالعظام، لا شمس لا تهوية والأمراض الجلدية والصدرية حدث ولا حرج، وزاد الطين بلة أن إدارة السجن وضعت مرضى “السل” في زنزانة بين الأصحاء في عنبر ٩ سياسي لمدة شهرين بحجة ألا مكان لعم في المستشفى !!.
المستشفى وما أدراك ما المستشفى !!
كلمة رعاية صحية محذوفة من ملف وادي النطرون، رغم هذا فإن المستشفى ذلك الحلم بعيد المنال لا يوجد بها فراش نهائيا، ولا يوجد بها مرضى أيضا، فالمستشفى أعدت للبشاوات كل واحد له فراش و … وتلفاز وخدم من مساكين السجينات والسجناء لقاء فتات من خيرات المكان، للأمانة هناك سريرين خاليين لما يطلق عليهم السجناء “إفراج صحي” وهي الحالات التي تمكن في هذا الفراش ليلة أو ليلتين على الاكثر ثم تحصل على الإفراج الذي هو الموت !!
بالمناسبة هناك عنبر خاص بالمرشدين “غير مرشد الاخوان طبعا”
انما المرشدين هؤلاء السجناء الذين يتعاونون مع المباحث ، رجالهم الأوفياء عنبر “١” عنبر ولاد البطة الييضاء أيضا وأصحاب السطوة والفلوس والرشاوي، عدد السجناء لا يتعدى ال١٥ في الزنزانة، أبواب الزنازين مفتوحة طوال اليوم عمال نظافة وطبعا هذا هو العنبر الذي تزوره جمعيات حقوق الانسان “.
نكمل ال٤ زنزانات التالية ” أمانات” اذا كان لهذه الكلمة معنى فهي انا اشباه البقر – كما وصفنا ضابط يوما – يتم تخزينهم امانات وهذه في الحقيقة غرف انتظار التأديب ، لا تعجب التأديب ليس سوى ٦ زنزانات إنفرادي وفي عهد سيد ميلم التأديب يحتاج انتظار، تنتظر بملابسك الداخلية في زنزانة عدد افرادها يتجاوز ال٣٠ فرد، يطول الانتظار حتى يتجاوز الشهر احيانا حتى أنني رأيت بعض السجينات والسجناء يبكي فرحا حين يعلم أنه سيدخل “التأديب” لتخلصه من الانتظار.
– العمبوكة:
اخيرا نحط رحالنا في الاختراع الذي جعل السجناء يصفون رئيس المباحث باسم “سيد عمبوكة” هذا الاختراع القذر أشار به سجين مرشد … الارشاد حتى أنه كتب على صدره “سيد سيلم” ده أبويا”.
أشار كلينتون على رئيس المباحث بسد الحمامات في الأربع زنازين الاخيرة حيث يصل العدد ل٤٥ سجين ويجبر السجناء على التجرد من ملابسهم تماما “سلط ملط” كل يوم في الساعة السابعة صباحا وحفل تبرز جماعي !! بحثا على المخدرات يمكن السجين ١١ يوم بلا ماء إلا رشفات قليلة بلا استحمام بلا استبدال ملابس وحين يتأكد رئيس المباحث من خلو “دبر” السجين من المخدرات يتم عرضه على رئيس المباحث بالشورت بعد أن يتم “سلخه” في الشمس لمدة ساعتين على الأقل وبعد تلقي الركلات والصفعات، وربما تم تغليله إذا لم يحسن الرد يمتحه رئيس المباحث صك الغفران ليتم نقله للعنابر العادية.
هل ذكرت المتعة الحرام ٥٢ “احمد العرباوي” و “حمادة ميت غمر” وغيرهم من الشواذ جنسيا المزروعين كمخبرين والتجسس على السجناء الجدد وإثارة المشاكل في العمبوكة والذين ارتكبوا جريمة هي ما دفعتني لكتابة هذه الأوراق آتي على ذكرها لاحقاً، يتبقى أن تعرف أن كل باب زنزانة يكون له فتحة اسمها نظارة، أبى رئيس المباحث ألا ان يغلقها ليسد أي منفذ هواء للسجين في العمبوكة.. سؤل يوما المأمور لماذا كل هذا العذاب ، فأجاب: هذه غرف عزل صحي للتأكد من خلو السجناء القادمين من الأمراض !!! أترك لكم التعليق.
– للأهالي نصيب :
أسر السجينات والسجناء يجب أن تكون طرف في ابتلاء المعتقلؤ لا أتحدث عن المشاركة الوجدانية فقط ولكن الفعلية أيضا.
فأهل المعتقل يمكثون على الاقل ٥ ساعات للدخول لبورتو ٤٤٠ ، ثن زيارة على أحسن الظروف ١٠ دقائق، لا تتعجب فإدارة السجن تعد هذا تفضل وتكرم منها ، طبعا هناك اصطباحية لكل مخبر أثناء التفتيش في الداخل والخارج والمصادرة “على ودنه” ، فيتم مصادرة معظم ما أحضره أهل السجين ، ومن رقة قلوب المخبرين فإنهم يتناولون يوميا “بالسم الهاري” طعام الافطار من أكل السجناء الذي احضره ذويهم حرصا على صحة السجناء وحتى لا يصابوا بتخمة !!!.
أما أسوأ ما في الأمر ه. ما يتعرض له النساء ابتداء بتعمد المخبرون التلفظ بالإيحاءات الجنسية والتحرش اللفظي بأمهات وزوجات وبنات المسجونين ، أما التحرش البدني فتقوم به سجانة بدينة مشهورة جدا، فهذه تعبث بأجساد النساء وتتعمد وضع يدها أسفل الملابس الداخلية ومس الاعضاء الحساسة، ولا اريد الكلام عن هذه الجزئية القذرة أكثر من هذا ، لكن أشير لموقف حيث بكت إحدى زوجات المعتقلين بسبب تحرش هذه “الساقطة” بها فقالت “الساقطة” لو كنتي في سجن اخر لأجبرتك على خلع ملابسك الداخلية !!! اشارة منها على حسن أخلاق إدارة ٤٤٠ !!
وللرجال نصيب :
ذكرت قبل أن رئيس المباحث يعتمد على سجناء من الشواذ جنسيا لإذلال السجينات والسجناء ، سوف أتعرض لجريمة حدثت لمسجون سياسي لن أذكؤ اسمه نظرا لحالته النفسية، حدث بين هذا المسجون وبين مسجون جنائي مشادة كلامية أثناء نوبتجية كبير مخبرين يطلقون عليه “بولكمين” ، اسمه احمد كارتيه فيتم اقتياد المسجون السياسي للخارج وتعربته من ملابسه كاملا ثم تقييده في وضع الشنطة “ينام على بطنه ويده مربوطة لقدمه” بعدها جاء عدد من الشواذ على رأسهم سجين اسمه العربواي وقام بالتحرش بالمسجون السياسي ، تحرش به بكافة صور التحرش حتى أن هذا السجين فقد النطق عدة أيام.