محتجز مجهول – كن عظيماً، عِش عظيماً، ومُت عظيماً

اسم السجين (اسم الشهرة) : محتجز مجهول

النوع الاجتماعي : ذكر

تاريخ تحرير أو نشر الرسالة : 6/18/2019

السن وقت الاحتجاز: غير معلوم

الوظيفة – نشاط بالمجال العام: –

مكان احتجاز المرسل : مكان احتجاز غير معلوم

كن عظيماً، عِش عظيماً، ومُت عظيماً

كن عظيماً، عِش عظيماً، ومُت عظيماً
كفكف دموعك ليس ينفعُك البكاء ولا العويل، واسلك بهمتك السبيل ولا تقل كيف السبيل، ماضل ذو أملٍ وسعي يوماً وحكمته الدليل، كلا ولاخاب أمرؤ يوماً ومقصده نبيل.

في البداية كانت صرخة:
_جميعاً نعلن ومن اللحظة الأولي عن وجودنا ، نرفع أصواتنا بأعلي مانملك ، نشق بصوتنا الحاد مسامع أُذن مستبشرة ، فتتلقفنا الأيدي بالحب والبهجة ، وبعد أعوام طالت أم قصرت ، تودعنا أكف أخري إلي مثوى أخير ، يكون الصمت عنوناً للمشهد آنذاك ، صوتنا ليس له أي وجود ، سكونٌ حزين وبعض الدمعات ، تمتمات بدعاء بالمغفرة ثم ينتهي كل شيء.
_منا من يُنسي وكأنه لم يزُر هذه الأرض قط ، فلا يذكره أحد ، والبعض الآخر يعلو ذِكرهُ بين الأحبه والأصدقاء ، ترحماً ودعاء بحياةٍ أخري هي الأفضل في كنفِ ربٍ رحيم ، وصنفٌ ثالث ذكراه تستدعي اللعنات وتأكيد بأن الأرض صارت أهدأ من دونه .
_ويتبقي صنفٌ أخير -وقليل- ذاك الذي لا يموت حيث أعماله ومواقفه العظيمة تنافح عنه وتعلي من سيرته وتُذكّر الناس دائماً بأنه حي لم يمت، وفي كل يومٍ يزيد مُحبوه واحداً أو أكثر ، يخطب في الناس بشكلٍ مستمر، يوجههم إلى الصلاح ويدعوهم إلي مأدبةٍ عظيمة أعدها بنفسه وأودع فيها من روحه ودمه وصدقه الشئ الكثير..
“عايز أحافظ علي الأولاد والبنات علشان يعلموا أولادهم إن آبائهم كانو رجال لا يقبلون الضيم ولا ينزلون أبداً علي رأي الفسده ….”
هؤلاء هم أصحاب القضايا الكبري ، يعيشون لها وبها وتعيشُ لهم وبهم ، هؤلاء هم أصحاب الخيار الصعب والطريق الوعر والمخاطر المستمر.
_ولذلك بقرارك أن تعيش عظيماً ، ليس بالقرار الهين ولا البسيط ويحتاح منك أن تصهر روحك وذاتك ، فتتشكل من جديد وفّقَ مايتماشي مع ماتؤمن به وتثبت علي هذا الطريق إلي أن تري النصر بعينيك أو أن تلقي الله وأنت علي ذلك .
_قال تعالي :” والعصر إنّ الأنسان لفي خُسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر ” صدق الله العظيم .
_ويقول محمد الغزالي رحمه الله :”الأمم العظيمة ليست إلا صناعة حسنة لنفرٍ من الرجال الموهوبين ”
هل هي حياة والسلام؟
“فلا نامت أعين الجبناء ”
قالها خالد بن الوليد رضي الله عنه وهو علي فراش الموت ، فلا نامت أعين لم تدرك أن الروح لخالقها وبأن نواصينا بيدالله عز وجل ، فعاشت ترتجف رُعباً وهلعاً وخوفاً ، ليس لها قضيةٌ تعيش من أجلها أو مبدأ ، ترخصُ نفسها كي يعلو هو ويعيش ، سيفُ الله خالد يُخبرنا بأن كثرة المخاطر التي تصنعك ، بل هي التي تهبك العظمة الحقيقية .
“حياتك هي قضيتك ” أو “قضيتك هي حياتك ” .
اسأل نفسك : ماهي قضيتك؟!
يالضيعة العمر إن لم تجد إجابتك حاضرة واضحه وجلية ، يالضيعتهِ – ثانيةً – إن كانت إجابتُك ليست علي قدر طموحك أو همتك أو وعيك ، يالضيعة – ثالثةً – إن كانت قضيتُك ليست حياتك ، او كانت تحتل مرتبه دُنيا من وجدانك ، سل العظماء عن الحياة وسيخبرونك بأنها لاتقبل الحلول الوسط فأنت إما عظيم أو دون ذلك ، والعظمة ليست كلمة خاوية جوفاء ، إنها ببساطة تتمثل في المبدأ ، قُل لي مبدأك الذي تعيش به وله وسأخبرك عن مقدار عظمتك …. هكذا تُحسب الأمور .
هل أتاك خبر مرسي ؟!
ترك عالم الفضاء ونزل إلي الأرض ، ترك الجامعات الأمريكية ووكالة الفضاء “ناسا” ويرجع إلي مصر لكي ينصر قضيته ويكرث لها حياته ويموت من أجلها لم يفتنه كرسي الرئاسة ، فلم يغير ولم يبدل ، لم يفتنه السجن الإنفرادي علي مدي ست سنوات ، فلم يغير ولم يبدل ، ظلّ ثابتاً -بفضل من الله – علي موقفه في نصرة قضيته ، قد تختلف معه في بعض المواقف ‏أو توافقه ولكن تأمّل مواقفه في كافة القضايا (قضية فلسطين _ سوريا _ الشيعة _ نصرة رسول الله صلي الله عليه وسلم _قضية الحرية والعدالة في وطنه) ، تري سيرة بطل عاش من أجل قضية ومات لها “الشرعية تمنها حياتي ، حياتي أنا ” وعد وأوفي بماعاهد اللله عليه ولا نزكية علي الله .

قال تعالي : “من المؤمنين رجالٌ صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضي نحبه ومنهم من ينتظر ومابدلوا تبديلا” صدق الله العظيم .
“عندما نعيش لغيرنا ، أي عندما نعيش لفكرة فإن الحياة تبدو طويلة عميقة ، تبدأ من حيث بدأت الإنسانية وتمتد بعد مفارقتنا لوجه هذه الأرض ” الأستاذ الشهيد سيد قطب .
“المرء إن لم يكتشف شيئاً يمكنه من الموت دفاعاً عنه فإنه غير جدير بالحياة” مارتن لوتركينج .
هي ميتةٌ واحدة فلتكُن في سبيل الله .
“ثبتنا الله وإياكم علي طريق الحق ”
إمضاء : ” معتقل ” .
الثلاثاء الموافق .