محمد حسانين مصطفي (محمد حسانين) – الى صديقي و تلميذي و ابني في الانسانية: أسامة

اسم السجين (اسم الشهرة) : محمد حسانين مصطفي (محمد حسانين)

النوع الاجتماعي : ذكر

تاريخ تحرير أو نشر الرسالة : 4/13/2017

السن وقت الاحتجاز: غير معلوم

الوظيفة – نشاط بالمجال العام: مؤسس جمعية بلادي لإيواء أطفال الشوارع

مكان احتجاز المرسل : منطقة سجون طرة

الى صديقي و تلميذي و ابني في الانسانية: أسامة

الى صديقي و تلميذي و ابني في الانسانية: أسامة
اكتب اليك اليوم و لكني لا اكتب اليك كما تعودت على مدار ثلاث سنوات قضيتهم في السجن ، اكتب اليك اليوم لانه “اليوم العالمي لاطفال بلا مأوى” ، اكتب اليك اليوم لانه اليوم الذي يشاركنا فيه العالم حلمي و حلمك و حلم آيه حجازي و حلم كل انسان يحلم بأن يتحول العالم الى جزيرة خضراء للانسانية المعذبة ؛عالم خال من اطفال بلا مأوى ، وكما كنا نحلم بين جدران جزيرتنا ألا تعود الى الشارع مرة أخرى أنت و زملائك مازلت احلم بغد لا يكون فيه طفل بلا مأوى ،كنا و لا زلنا نحلم أن يأتي كل طفل في العالم بلا مأوى الى جزيرتنا و يعيش كما كنا نعيش في حب و سلام و أمان ،نعيش عالم بلا صراعات، و لكن كان لعدو الانسانية رأي اخر و هو ان نعود جميعا الى الشارع.
أعلم يا اسامة أن حلمنا مازال يراودك و يلح عليك في كل لحظة بأن نعود و نكمل حلمنا معا و أن نساعد في القضاء على هذه الظاهرة في العالم و لكن يا صديقي تعلمت منك “ان قوى الشر لن تقبل بسهولة أن يتركونا نعود الى صفوف الانسانية” و لكني مازلت أؤكد لك ان الانسانية تنتظركم ليس لتكونوا جزءا مشاركا فحسب و لكن لتقودوا و تبدعو و تطوروا تلهبوا البشرية بتجربتكم التي ولدت من رحم المعاناة، سنحصل على هذا الحق مع بعضنا قريبا و لا تظن ابدا أن ما حدث شوف ينهي حلمنا و لكن ما حدث قد زادنا صلابة و اصرارا على تحقيق الحلم رغم قسوة الايام و الاحداث الا اننا تعلمنا الكثير… تعلمنا ما كنا نحتاج اليه لاتمام الحلم فأصبحنا الان اقوى و ايماننا بالقضية اعمق و اصرارنا على تحقيق الحلم اشد و ابقى … و انا اكتب اليك الان و ارى الغد في اطفال بلا مأوى و أعتقد يا صديقي أن حلمنا قد اقترب على التحقق لان الانسانية الان في اتم استعدادها لحل مشكلتنا و رجوعنا في صفوفهم و لمست ذلك في سجني.
لقد استطعنا في السجن أن نعرف أناسا كثيرين عن قضيتنا و هي أطفال بلا مأوى و لمست تعاطف الكثير معها و اصرارهم على مساعدتنا للحصول على حقوقنا و اصبح لديهم تساؤلات كثيرة عن جزيرتنا و أرى انك الافضل لكي تتحدث عنها.
اعلم انك تتساءل …لم فعلو كل هذا بحلمنا؟! و من فعل هذا بنا؟! و لكن اجيبك ليس مهما ان نعرف كيف؟ و لماذا؟ و من؟ ..المهم اننا متمسكون بحلمنا انا و انت و آيه و 20 طفل غيرك هم أولاد بلادي..
لن نتنازل عن حلمنا و سنضحي من اجله و سنظل أوفياء له بدون حقد على اي احد كان سببا في تأخر حلمنا ..فحلمنا يستحق أن نضحي جميعا من أجله ..حلمنا يستحق ان نصبر على كل هذا الظلم ..حلمنا يستحق يا أسامة ..نعم يستحق
و كم كنت اقول لك سيساهم اطفال مصر في حملة لانقاذ أطفال بلا مأوى في أماكن اخرى من العالم و نعم انتم قادرون على ذلك.. نجاحنا في مصر هو انتصار لكل طفل بلا مأوى في العالم كله لان هدفنا لكل طفل يعذب في أي مكان في العالم أن يجد مكانه في صفوف الانسانية.
انهم حاولوا ان يكسرونا لكن (الضربة اللي مبتموتش بتقوي و مادام ممتناش فاحنا دلوقتي اقوى) ..لقد دفع في سبيل حلمنا سنوات وراء القضبان و الثمن غال حقا لكن القضية اغلى و اغلى و حتى لو كان تمنها عمرنا كله… عارف يا أسامة يعني ايه تبقى متجوز 4 سنين تقضي منهم 3 سنين انت في سجن وهي في سجن و انت عارف هي عندي ايه و بعدها عني لحظة بيساوي ايه.. ولكن يا أسامة في نظرة تانية للامر لازم تنظرها ، الطبيعي ان بعد 4 سنين جواز ربنا بيرزقك بطفل و لكن لاي سبب من الاسباب ممكن اي طفل يتحرم من اهله غصب عنه و غصب عنهم و يتحول الطفل ده لطفل بلا مأوى ، قبل 3 سنين كان صعب حد يقف جنبه و يساعده لكن دلوقتي و بعد حياتي معاكم بقيت واثق وعندي يقين ان انتو هتكونوا سنده و مأواه.
انا باقابل آيه في المحكمة و ببص في عنيها بلاقي فيها حلمنا بيكبر كل يوم عن اللي قبله و برغم كل اللي اتعرضت له في بلدها لكن لسه بتحب بلدها مصر و لسه بتحلم بيها.
تخيل يا أسامة ان في حد قرر يهدم كل الحب اللي كان في بلادي، قرر يمنعنا من ابسط حقوقنا ان احنا نلعب و نجري و نتعلم و لكن يا صديقي قريبا سنعود لكل هذا و اكثر.
سألتني ذات مرة يا اسامة في المحكمة (انتو متهمين بايه؟!) ..و الان سأجيبك : كل جريمتي يا اسامة اننا احببناكم و لم نقتنع و لو للحظة انكم مهمشون بل العكس نراكم حقا و صدقا مميزين و اصحاب حق و تستحقون حياة افضل، نراكم ثروة حقيقية من تراب هذا الوطن و من حقنا جميعا ان نرى روة الوطن ملك لابناء هذا الوطن.
في الجلسة القادمة لن يكون الحكم على محمد و آيه و لا شريف و اميرة و لا اشهد و زينب و لا كريم و محمد ،الحكم الجلسة الجاية هيبقى على كل واحد بيحلم لبلده، سيكون الحكم على كل وطني غيور مخلص يحلم لبلاده بمستقبل يليق باطفاله و مستقبلهم، سيكون حكما على كل طفل في شوارع مصر لا يجد من يأويه لكن ابدا لن يكون حكما على حلمك و حلمي.
صديقي… في النهاية لازلت مقتنعا كما اقول لآيه دايما :
(لسه اجمل يوم مجاش و لسه الاماني ممكنة)
و سيظل حلمنا بأن يتحول العالم الى جزيرة للانسانية على رأس الاماني.
حلمنا – بنحلم – هنحلم