محمد صابر احمد البطاوي (محمد البطاوي) – القناة الثالثة من يحفرها؟

اسم السجين (اسم الشهرة) : محمد صابر احمد البطاوي (محمد البطاوي)

النوع الاجتماعي : ذكر

تاريخ تحرير أو نشر الرسالة : 8/17/2015

السن وقت الاحتجاز: غير معلوم

الوظيفة – نشاط بالمجال العام: صحفي بجريدة أخبار اليوم

مكان احتجاز المرسل : منطقة سجون طرة

القناة الثالثة من يحفرها؟

انسابت المياه من جديد بين البحرين، وفتحت الملاحة أبوابها في القناة الثانية وبدا أن رابطًا جديدًا قد جمع بين بحرين طالما تطعلت عيون المصريين على مر التاريخ للمزج بين مياههما.
لكن -وللمفارقة الغريبة- بدا الجمع والمزج بين بحار الفئات السياسية للمصريين أبعد مدى، ومد قنوات التواصل بينهم أكثر عسرًا، حتى إنه لم يبد من المفيد أو المجدي معها “تكريك” أو “حفر على الناشف”.
لا أظن أن أحدًا ذا عقل سليم تساوره الشكوك أن قناة ثالثة تجمع المصريين على اختلاف مشاربهم هي أعظم أثرًا في نفوسهم وحياتهم.. ولكن من يحفرها؟
إن تلك القناة لن تقل جهدًا عن سابقتها، فكما رفعت الأوناش آلاف الأطنان من الرمال، ستحتاج تلك إلى رفع آلاف المظالم لأولئك الذين أُخذوا من بيوتهم تحت ستر الظلام بغير إثم، وإنهاء مثلها من القضايا المعلقة التي دخلت عامها الثاني بغير حسم، ومثلها من الاتهامات التي وزعت بغيرما قرينة أو دليل.
إن بين تلك القناة والمصريين مئات من صخور النساء المعتقلات ومئات من قضايا التعذيب والاختفاء القسري وانتهاك حقوق الإنسان، حتى إنها مزقت كثيرًا من نسيج الوطن الذي كان ممتلئًا وفرقت بين بحره بعد أن كان ملتحمًا، وصار ينتظر من يحفر القناة لعل البحرين يلتقيان.
دعونا لا نخدع أنفسنا كثيرًا، إن حفر الرمال وبناء المدن وزراعة الأرض لن يكون بغير شعب، وإن شعبا منقسمًا مشتتًا متناحرًا تفشو فيه المظالم لهو أسوأ من “لا شعب”.
لذلك فإن القناة الثالثة أجدى لأنها بين قلوب الشعب، لا بين جيوب أبنائه، وإنه بدونها ستظل الأولى والثانية ضربًا من الشقاء يتنازعون حول جدواها وحقيقتها ويتجادلون فيما تم إنجازه منها ويتبادلون الاتهامات بسرقتها.
لذلك فإنه – إن كان بين جميع الفئات رجل رشيد – ستظل قناة قلوب الشعب وحمل المظالم عنه، مقدمة على بقية المشاريع التي تبقى رهينة بشعب يتلقاها ويحملها.