محمد عادل – العبسخانة

اسم السجين (اسم الشهرة) : محمد عادل

النوع الاجتماعي : ذكر

تاريخ تحرير أو نشر الرسالة : 6/18/2016

السن وقت الاحتجاز: غير معلوم

الوظيفة – نشاط بالمجال العام: عضو فرقة أطفال شوارع

مكان احتجاز المرسل : مكان احتجاز غير معلوم

العبسخانة

العبسخانة- جزء من رواية كتبت داخل السجن . في يدي ” حظاظة ” كانت يومًا ما تحمل ثلاثة ألوان , لكنها الآن فقدت أحدهم وأضحت بلونين فقط .. احملها حول معصمي ما يزيد على السنة لم اخلعها يومًا واحدًا . كنا نفترش سريرًا حيث خلعت هي تلك ” الحظاظة ” والتي كانت مربوطة حول كاحلها وربطتها حول معصمي .. قالت ” لا تخلعها أبدًا ” .. هززت رأسي بالإيجاب .. وعدتها وعدًا صامتًا في داخل نفسي ألّا أخلعها أبدًا . اقف الآن أمام ضابط مباحث بقسم شرطة السيدة .. قميصه مكوي و ساعته فضية لامعة و شعره قد أرهقه كي يحافظ على مظهره المبلل .. وجهه أظنه لم يعتد إلا التجهم , لا يلائمه الابتسام ولا يناسبه الضحك .. لا أستطيع تخيله يبكي أيضًا . تردد ضحكاتها في رأسي بينما يأمرني ضابط المباحث أن أخلع ما في يدي و أتخلي عن تلك الـ ” التفاهة وشغل الخو*** ” . أحاول أني أخفي توتري .. نقطة عرق منفردة تتهادى من أعلى ظهري لأسفله .. أصابع يدي تنقبض و تنبسط عنوة .. صوت ضحكاتها يشوش تفكري . – ” ما تخلع يا **أمك ” يعلو صوته و تعلو حدته .. يزداد توتري .. يتحرك من مكانه ليقف أمامي .. يفوقني طولًا رغم طولي .. يرفع يدي عاليًا .. للحظة أرهبني الموقف .. ارتعشت .. حركت يدي اتحسس ” الحظاظة ” .. ترتسم على وجهي ابتسامة بطيئة .. تذكرت صوتها .. صورتها .. أتذكر ليلة سندت فيها رأسها على كتفي و نامت فلم أتحرك خشية أن تفيق .. تلطم وجهي ضربة قوية .. تذكرت بكاءها و بكائي .. جفاءها و جفائي .. تلطم وجهي ضربة أخرى .. تذكرت الشِعر البرتغالي المترجم نتلوه ليلًا .. تذكرت تشايكوفسكي ننام على ألحانه . ارتمي على الأرض أثر دفعةٍ قوية .. أتلقى ركلة قوية من قدمه .. كنا ننعم بكثير من الضحك بلا سبب .. و كثير من البكاء بلا سبب .. دموعي أنهمرت رغمًا عني .. لم تصدر مني آهة واحدة , لكن دموعي خانتني و انسدلت .. جسدي يرتعش على اثر الضرب , والضابط يلتقط أنفاسه . مزيج من اليأس و الإحباط يجعلونه يأمر حارس بابه أن يعيدني إلى الغرفة التي بها زملائي . أتحامل على الحارس مستندًا .. اسقط بين اذرع زملائي فور دخولي الغرفة ..يتلهفوني متسائلين ” ضربك ليه ؟ ” .. ” اعترفت بحاجة ؟ ” .. ” إيه اللي حصل ؟ ” .. ” يا ابني قول لنا ضربك ليه ” . أميل برأسي فأجد حزمة الأربطة مازالت حول معصمي .. اتسائل داخل رأسي ( بدلًا من ضربي لماذا لم يقم بقطع الـ ” حظاظة ” بكل سهولة ؟! ) . أجبت على زملائي ” تصدقوا فعلًا مش عارف كان بيضربني ليه بالظبط