محمد فوزي شاهر محمد كشك (محمد فوزي) – بين العبث .. و الإبداع

اسم السجين (اسم الشهرة) : محمد فوزي شاهر محمد كشك (محمد فوزي)

النوع الاجتماعي : ذكر

تاريخ تحرير أو نشر الرسالة : 4/29/2014

السن وقت الاحتجاز: 25 عام

الوظيفة – نشاط بالمجال العام: طالب بكلية الصيدلة بجامعة المنصورة

مكان احتجاز المرسل : سجن المنصورة العمومي

بين العبث .. و الإبداع

( بين العبث .. و الإبداع ) – مشهد داخلي (1) :- مخبرٌ بدين يعلِّق فتىً نحيلا ً من ذراعيه .. و بعد أن يهوى عليه ركلاً ولَكما ً ، يصرخ : ” عليَّ الطلاج الواد دِه واخد طَراماضول يا باشا .. ما بيحسش ” . . بينما ” الواد ده ” يضحك ، لم يتعاط أي مخدِّر ، لا ولا لديه أي قدرة على تحمُّل ما هو أكثر .. كل ما في الأمر أنه لا يعرف أي شيءٍ عمَّا يسألونه فعلا ً … – مشهد خارجي (1) :- ” المنطق ” يخلع ملابسه الداخلية السفلية ، ثم يلبسها في رأسِه كالقبعة .. ويركض صارخا ً في شوارعِ مصرنا الحبيبة .. حاملا ً جوالا ً على كتفيه ، يخرجُ منه كتاباً تلو الآخر من نظريات و سيرٍ للفلاسفة والعلماء .. ويلقيها كحجارةٍ على كل مواطن يقابله .. – حقيقة علمية :- ” ما بعد الصدمة ” هي الترجة الحرفية لاسم مجموعة من الأمراض تُصيب الجماعات البشرية التي تخوض ( حروب ، كوارث ، مذابح ، ثورات ) .. هذه الحقبة تشمل الإسكيزوفرينيا ، البارانويا ، القلق ، الهوس الاكتئابي وغيرهم .. ومؤكد علميا ً انها تصيب عددا ً ليس بالقليل من طرفيّ أيِّ صدمة ٍ . لا يحمي البشر من أمراض ” ما بعد الصدمة ” سوى الإيمان العميق ، ماذا يعني ذا ؟ ذا يعني أننا _كجبلٍ قُدِّرَ له أن يحيا صدمات عدة _ قد انقسم لنصفين ، إما مؤمنين إيمانا ً عميقا ً و إما مرضى .. مجانين ، لذا فلتنتبه عزيزي المجتمع ، و لتحذر عزيزي الطاغية من بشرٍ يمتزجُ الإيمان فيهم بالجنون … – مشهد داخلي (2) طابور من الشباب غير المذنبين الذين أضفى الإجهاد عليهم هيئة المجرمين .. يدخلون تباعا ً على وكيل النيابة الأنيق الذي يسأل بشكلٍ آليٍ ” طلباتك ؟ ” ليجيب الشاب بشكلٍ عفويٍ ” إخلاء سبيلي ” ، “أنا محبوس ليه ؟ ” ، ” أنا عندي امتحانات ” ، ثم يوقِّع على المحضر الذي يُجدَّدُ فيه الحَبسُ للجميع لخمسة عشر يومٍ آخرين ، إلى أن يدخل نفس الفتى النحيل – طلباتك ؟ = عايز أتحبس 15 يوم جداد بعد إذنك – ايه ؟ = لا أبدا ً .. أنا قولت أختصر بس ، ما حضرتك عارف ان قرار ال15 محسوم قبل ما تشوفني أصلا ً .. فعلى إيه نضيع وقت حضرتك الثمين ؟! ثم يوقِّع .. و يمضي .. – مشهد خارجي (2) :- ” الخيال ” يلهثُ راكضا ً وراء المنطق محاولا ً تهدئته :- – ” انتظر يا عزيزي ألا لعنة الله على الواقع الذي جنَّك و حطمني .. انتظر .. لم يعد لنا مكان ٌ ها هنا .. لقد قدمت طلب لجوءٍ سياسيٍ لكل السفارات .. سنترك هذا البلد المخبول معاً…” حقيقة تاريخية :- الأفكار ليست أقوى من الرصاص كما نردِّدُ .. كثيرٌ من الأفكار وأَدَها الرَصاص ، و كثيرٌ من الثورات هزمها الرصاص و الجدران ، و كثيرٌ جداً من الأجيال انتهت أحلامهم و تشرزموا كلياً بعد قمعهم ..إنما يُعزِّي العاجزون بعضهم البعض عن عجزِهم بترديد قولٍ كـ ” فكرتنا مش هتموت ” بينما هم أنفسهم غارقون في ثبات موت عميق .. الإيمان و الدماء ليسا كافيين للنصر ، الرسول _ صلى الله عليه وسلَّم _ نفسه لم ينتصر واصحابه بالدماء و الإيمان فقط في غزوةِ الخندق ، لابد من ” إبداع ” ، لابد من حلٍ ابتكاريٍ حقيقي ٍ لينجيَهم بعد أن ” بلغت القلوب الحناجر ” .. لابد من خندقٍ بشريٍ قبل الرياح الإلهية ليجلبا معاً النصر .. لذا أخاطب أصدقائي و أحب خلق الله إلى قلبي .. الذين لم يزالوا متمسكين بأفكارِهم و أحلامِهم في مواجهة الظلم و العبث الحاليين ، أخاطبهم وإن لم يكن خارج السجون منهم سوى حفنة بعد .. قائلا ً: ” أعلم ُ وربِّي أن العبث سيد الموقف ، لكن من رَحِم العبث و الكرب يولد الإبداع ، فلنبحث عن حلول إبتكارية مبدعةٍ على كل المستويات .. ربما يجدُها جيلنا ، و ربما يكون الإبداع الذي سينصرنا في طورِ التكوين الآن بداخلِ عقل طالبٍ في الإعدادية اعتقلوا صديقَه أو قتلوا أباه ..” محمد فوزي