محمد فوزي شاهر محمد كشك (محمد فوزي) – عن معنى النصر

اسم السجين (اسم الشهرة) : محمد فوزي شاهر محمد كشك (محمد فوزي)

النوع الاجتماعي : ذكر

تاريخ تحرير أو نشر الرسالة : 11/21/2014

السن وقت الاحتجاز: 25 عام

الوظيفة – نشاط بالمجال العام: طالب بكلية الصيدلة بجامعة المنصورة

مكان احتجاز المرسل : سجن المنصورة العمومي

عن معنى النصر

عن معنى النصر 1- “مش هسكت ” الجندى الذى يتقدم فى حرب بين الرصاصات ثائر الدم والروح , تراه يفكر فى ” القضية الكبرى ” التى يحارب لأجلها ؟ استرداد الأرض , الكرامة , الوطن ؟ إلخ .. ‘لخ ..؟ لا أظن لعله يفكر فى اللحظات التى قضاها مع رفاق الكتيبة .. مع اهلة واصدقائة … مع زوجتة ..لهؤلاء البشر تحديدا يتقدم , الروابط الإنسانية الحقة هى الوقود المتجدد والدافع الاقوى لأى جندى كى يتقدم ويجلب النصر ولو بدمائة ما يربطنا بالحروب التى نخوضها والدروب , هو : الله , والبشر , الله يجذب روح الجندى للاعلى فيسمو , والبشر يجذبون اقدامة للارض فيثبت مشهد (1) ساحة الكلية , بداية الفصل الدراسى الاول , جمع طلابى بينهم فتى نحيل لكن حنجرتة تكاد تشق الجدران يهتف لطلاب الكلية المعتقلين . تنتهى الوقفة . يأتى له طالب مبتسم ذو لحية متوسطة الطول ويسال – بعد اذنك = تحت امرك – ممكن تكتبلى اخر هتاف كنت بتقولة = ” مش هسكت ” تقصد ؟ – اه عاوز احفظة = بسيطة , اتفضل – شكرا ومضى الطالب المتبسم .. بعد ذلك تقابلا كثيرا فى المسيرات داخل الجامعة … يهمس احدهما للاخر باول كلمة فيكمل الاخر تلقائيا ” مش هسكت ” .. الى ان تم اعتقال الطالب المبتسم من مواصلة خلال عودتة من الجامعة .. والتهمة ؟ حيازة لحية ! ******************** القضايا الكبرى والانتمائات العميقة تربط البعض جدا ولكنها تحجبهم عن الاخرين لا يجمع البشر كلا سوى , اقتسام الالم ومواجهه الظلم .. مشهد (2) ساحة الكلية , نفس الفتى النحيل – بعد انقطاع عن النطق فى اية مسيرة لفترة طويلة – ينفجر ويعلو بحنجرتة الهتاف ” مش هسكت هصرخ واتكلم مبقتشى فى سجنك بتألم ” بينما قلبة يكاد يسقط على الارض مشرخا , يلمحة طالب اخر , بينهما ما بينهما من الخلافات فكرا وانتمائا , لكنه رغم الخلاف احس بالفتى كما لم يحس غيرة , اذ كان يعلم ماذا يعنى الهتاف له .. ويعلم قصة الاعتقال السابقة .. لذا جاء الية , شد على يدية قائلا ” هيطلع قريب , وهنجيب حقة سوا ان شاء الله ” لم يخرج الطالب المبتسم من سجنة بل تم اعتقال الطالب الاخر خلال ايام , إذ اكتشفت السلطات فجأة انة ارهابى خطير !! **************** ” هفضل حر وحتى فى سجنك سجانك منى هيتعلم ” من الذى ابدع هذا الهتاف ؟ يقال ان الوجدان الجمعى للشعوب يتجلى بصدق فى هتافاتهم .. هل يصرخ بذاك الهتاف انسان منتصر ؟ أم كسير عاجز ؟ الاولى … اظنها الاجابة الاولى المعادلة واضحة وبسيطة بنى السجن لغرض , ان تحقق الغرض انتصر السجان , وان لم يتحقق انتصر السجين , حبس الجسد هو الغرض , أما الغرض الحقيقى هو تكميم الافواه وشل القدرة على العلم او التفكير , اذا فامتلاك ارادة حرة = ماذالت تفكر وتحلم حتى داخل الجدران هو انتصار حقيقى . مشهد (3) الفتى النحيل داخل زنزانتة , ملتصقا ببابها , عبر النظارة الضيقة يهتف ” مش هسكت ” بعد ان ينتهو , يجلس مع رفاق الزنزانة ليحكى لهم عن الطالبين السابقين الذين اعتقلا قبله , وكيف وان كل ما جمعه بهم هو ذلك الهتاف , لكنه دوما يذكرهم … موعد النوم , يتذكر وجهيهما جيدا ( كل منا فى سجن مختلف الان , اما صديقى الرابع البدين الذى كان يمزح ان يوما ما سيسجن معى كى يخس ! فهو الان فى سجن رابع , اما صديقى الخامس الذى كان يمزح انة يوما ما يلمنا السجن لنرتاح من هذا العالم المخبول فهو الان فى سجن خامس ! ) يضحك ( الحياة درامية اكثر مما ينبغى ) يعلو ضحكة ( دراما هذه ام عبث ؟ لا ادرى . لا يهم . ما ادرى هو شىء واحد , هو انه فى اية حالة , انا “مش هسكت ” ).