محمد مدني – يقولون أن سجن برج العرب

اسم السجين (اسم الشهرة) : محمد مدني

النوع الاجتماعي : ذكر

تاريخ تحرير أو نشر الرسالة : 3/29/2017

السن وقت الاحتجاز: غير معلوم

الوظيفة – نشاط بالمجال العام: مراسل صحفي

مكان احتجاز المرسل : منطقة سجون برج العرب

يقولون أن سجن برج العرب

يقولون أن سجن برج العرب به مستشفى وهذا من الناحية الظاهرية حقيقي لكن فى واقع الأمر هى أمر شكلي فقط، تعرضت لتجربة شخصية فيها مع طبيب العيون بعد أصابتي بضعف فى إحدى العينين وتكرار الشكوى من وجود علامة سوداء أمام عينى، بالكاد استطعت أن أذهب إلى المستشفى بعد شهر ونص من الطلب الملح و المفاجأة التي تعرضت لها أننى وجدت نفسي أمام شخص يسأل دون كشف وكانت إجابته لي “المرض ده اسمه الذبابة الطائرة ومابيروحش ومش هيروح وعندنا منه كتير وماتجييش المستشفى تاني”صدمة العبارة افقدتني القدرة على التحدث معه فهى عبارة محفوظة يرددها كثيرا.
لم أتحدث عن طبيب العظام الذى لا نشاهده ولن أتحدث عن طبيب الأنف و الأذن الذى دخل شهره السادس دون أن نعرف عنه شيئا ولا طبيب الأسنان الذى لا يفعل إلا خلع الأضراس دون تعقيم الأجهزة ويضرب المرضى ولا عن طبيب العلاج الطبيعى الذى لا علاج عنده إلا شرب الماء ولا مدير المستشفى الذى طلب من أحد المرضى 50 جنيه حتى تجرى له تحاليل دم، ولا طبيب الجلدية الذى لا يظهر إطلاقا وإنما يظهر نوعين من المراهم مكانه أحدهما مضاد للحساسية والآخر مضاد للإلتهاب، ويتم صرف العلاج بنظرية “بنظرية بلاها نادية خد سوسو”.
حالة الوفاة الأخيرة داخل السجن كشفت وسلطت الضوء فقط على الوضع الصحى داخل السجن بدءا من استمرار حبسنا داخل الغرف لمدة 22 ساعة وخروج التهوية ساعتين فقط بالمخالفة الصريحة للوائح السجن ومواثيق حقوق الإنسان بل وأبسط قواعد الإنسانية مرورا قبله التعرض للشمس وتسول العلاج من المستشفى ورفض دخول الأدوية من الخارج وإنتهاءا برفض إجراء فحص طبى أو إجراء عمليات جراحية فى الخارج و تكدس المعتقلين فى الغرف.
إنها أبسط مطالب الحياة الإنسانية التى تعين على الحياة، ولذلك كان من الطبيعى أن تنفجر الأوضاع ولا أرى أنها ستعود إلى الهدوء مرة أخرى قبل أن نشعر بإنسانيتنا، الخيارات مفتوحة أمامنا سواء بالمطالبة أو المواجهة، وإن كانت هناك تعليمات ضمنية تقتلنا داخل السجن فإننا لن نقف مكتوفى الأيدى ولا أكون مبالغا إن قلت أننا نستعد لأكبر إضراب شامل فى الفترة القادمة، وسنخوض معركة الأمعاء الخاوية، فإما أن نعيش بكرامة أو نموت بمواجهة، وإن كان القتل مصيرنا فسنتقبله بنفس راضية ولكن بكرامتنا.
محمد مدنى _ مراسل صحفى