ناجي كامل – السجن في حد ذاته لم يعد المشكلة الحقيقية

اسم السجين (اسم الشهرة) : ناجي كامل

النوع الاجتماعي : ذكر

تاريخ تحرير أو نشر الرسالة : 5/9/2016

السن وقت الاحتجاز: غير معلوم

الوظيفة – نشاط بالمجال العام: صاحب شركة

مكان احتجاز المرسل : سجن الجيزة المركزي بالكيلو 10 ونصف

السجن في حد ذاته لم يعد المشكلة الحقيقية

السجن في حد ذاته لم يعد المشكلة الحقيقية، باستثناء الاشتياق لاهالينا وأحبابنا وابنائنا، فان كان عليه فقد خبرناه كثيرا. وفي النهاية هو ضمن التوقعات التي ارتضيناها منذ البداية ونحن نواجه هذا النظام. المشكلة الحقيقية تكمن في ظروفه. هناك 48 معتقل يعيشون في مساحة لا تتجاوز 60 مترا مربعا، يقضون حاجاتهم – حرفيا – منذ استيقاظهم وحتى نومهم مرة أخرى في هذه الستين مترا. ما النتيجة المنطقية لذلك في رأيكم وأنا هنا لا أقصد النتائج النفسية؟! المرض .. لقد طالنا المرض .. لم أكن المريض الوحيد لكني كنت الأول. في البداية اصبت بدور برد وظننت أنني سأتغلب عليه الا انه تطور وازدادت درجة حرارتي رغم الذهاب الى الطبيب بعد معركة مع ادارة السجن استمرت يوما كاملا. الا ان هذا الطبيب لم يبذل أي مجهود يتخطى الكشف الظاهري فلم تتحسن الحالة بل ازدادت سوءا واستمرت درجة الحرارة في الارتفاع لمدة ثلاثة أيام ولم تفلح معها “الكمادات ” أو “الدش” البارد في الثالثة صباحا الذي أجبرني الزملاء عليه. في اليوم الثالث جاءت طبيبة الى السجن ووقعت الكشف علي وأخبرتني أنني مصاب بنزلة شعبية حادة. ووقع الكشف على آخرين مثل محمود عزت وآخرين استخدموا نفس الأدوية مثل أحمد عبدالنبي دون كشف. الأصعب هنا ليس المرض بل فرص التعافي منه ففي نفس الغرفة يعيش 48 شخص ويدخلون حماما في نفس مكان نومهم ووتراكم في أحد أركانه قمامتهم! في ظل وضع كهذا لاذا لا ينتشر المرض؟! وفي ظل استغاثة الزملاء حضر اليهم ملازم جمال عبدالسلام الذي قال بالنص: ” لو جاء رئيس الجمهورية ليطلب عرض زميلكم على الدكتور سوف أرفض أيضا”! وجدير بالذكر، أن الضابط ألقى بحقيبتي من الدور الثالث بعد أن طلب أحد الزملاء وجود مسعف لناجي كامل